ديوان الخريف / 15 _ في الخريف
19تشرين12018
حماد صبح
يتطاير زغب الشوك الناعم
رغم سكون الريح المطبق .
تارة يستقر فوق العشب الأخضر ،
وتارة يحلق فوق التل ،
والماء المنبثق من النبع يغلي غليان الماء في الإناء ،
وتبدو فقاعاته فائقة الحرارة إذ ينساب بين الحجارة الكثيرة ،
والأرض اليبساء المهشمة تشبه رغيفا أسرفوا في إنضاجه .
والمرجة المخضرة غدت خربة تنحني أعشابها يبساء ميتة ،
والحقول التي لم تحرث هذا العام تلمع لمعان جاري المياه ،
ولعاب الشمس يرتعش منتقلا من حشيشة إلى أخرى ،
وذروات التلال تلمع في الشمس لمعان حار الحديد ،
وما تقع عليه العين من الأنهار الجارية تحيلها الحرارة ذهبا ،
وتحيل الأثير مُسال ذهب مثلها ،
وأينما وجهت عينيك ترَ آيات الخلود مواثل أمامك .
*للشاعر الإنجليزي جون كلير ( 1793 _ 1864 ) .
وسوم: العدد 794