محادثات سرية مع إيران قادت أوباما إلى التخلي عن الهجوم على سورية
محادثات سرية مع إيران
قادت أوباما إلى التخلي عن الهجوم على سورية
مقال من "تايمز أوف إسرائيل"
30/11/2013
القرار الذي اتخذه الرئيس أوباما في اللحظة الأخيرة بعدم تنفيذ غارة تأديبية ضد الرئيس السوري بشار الأسد هذا الصيف، بعد أن قتل الأخير ما يقارب 1500 من أبناء شعبه بالأسلحة الكيماوية، تأثر (هذا القرار) بالمحادثات السرية بين إيران وأمريكا، وفق مصادر من المجتمع الأمني والاستخباراتي في إسرائيل.
وقد تناولت المحادثات السرية الأمريكية الإيرانية التي عقدت في الأشهر الأخيرة في عُمان مسألة استخدام النظام السوري للأسلحة الكيميائية، وفق تقرير للقناة الإسرائيلية الثانية يوم الجمعة، حيث نقلت عن مصادر إسرائيلية أمنية لم تسمها تأكيدها لتَغيُر أوباما وتأثُر قراره بهذه المحادثات والاتصالات.
وتكهن التقرير بأن إيران أقنعت الأسد بالموافقة على تفكيك أسلحته الكيماوية في مقابل تخلي أوباما عن الهجوم العسكري على النظام السوري.
وأكد التقرير المخاوف الإسرائيلية، والتي غالبا ما كان رئيس الوزراء الإسرائيلي بينيامين نيتنياهو يصرح بها، بأن إيران تخادع الولايات المتحدة الأمريكية بإظهار نواياها المعتدلة، وأن أمريكا تبدو مخدوعة في علاقات حسنة غير مبررة مع إيران، في الوقت الذي تنعزل فيه إسرائيل تدريجيا في معارضتها الثابتة لبرنامج إيران النووي.
ونقل التقرير التلفزيوني نفسه أخبارا عن مسؤول في الحكومة الإسرائيلية لم يذكر اسمه استنكر سوء إدارة أوباما للمفاوضات حول السلاح النووي في جنيف، والتي مُنحت إيران على إثرها الحق في تخصيب اليورانيوم وانحسار العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها.
وأقرت إدارة الرئيس أوباما في الأسبوع الماضي أنها عقدت محادثات امتدت شهورا عبر قنوات خلفية مع إيران قبل الاتفاق المؤقت بشأن البرنامج النووي الذي وقعته قوى (5+1) مع إيران في جنيف. وأفاد التقرير بأن الرئيس أبلغ نيتنياهو بهذه الاتصالات في زيارته للبيت الأبيض في أواخر أيلول الماضي.
التقارير الاسرائيلية زعمت أن القناة الخلفية بين أمريكا وإيران فتحت في وقت مبكر أكثر بكثير مما هو معترف به من قبل إدارة أوباما، وقد اعترض مسؤولون إسرائيليون بشكل سري على عدم إبلاغ أمريكا لإسرائيل بهذه الاتصالات.
وأشارت القناة الإسرائيلية الثانية يوم الجمعة إلى أن إدارة أوباما كانت متأكدة من أن قواتها كانت على وشك مهاجمة سورية في أزمة السلاح الكيماوي في نهاية آب، حتى أن مسؤولين أمريكيين هاتفوا رئيس الوزراء ووزير الدفاع الإسرائيليين لإعطائهم إنذارا مسبقا بالهجوم الذي كان على وشك الحدوث.
المحادثات الهاتفية أجريت بعد فترة وجيزة من اتهامات جون كيري في 31 آب/أغسطس لنظام الأسد بالهجوم الكيماوي الذي ارتكبه في 21 من ذات الشهر، والذي قتل فيه ما يقرب من 1429 من السوريين.
وقد تم إبلاغ قادة إسرائيل بأن الولايات المتحدة سوف تنفذ هجوما عسكريا في غضون 24 إلى 48 ساعة.
وأفاد التقرير بأن كيري اتصل بقادة إسرائيل شخصيا لإعلامهم بالهجوم الوشيك، كما أجرى وزير الخارجية البريطاني وليام هيج اتصالا مماثلا. هذه الاتصالات كانت لإعطاء إسرائيل فرصة لاتخاذ خطوات للدفاع عن نفسها ضد أي انتقام سوري ضد الدولة اليهودية.
في الواقع، فاجأ أوباما الجميع بإعلانه في 1 أيلول/سبتمبر سعيه للحصول على تفويض من الكونغرس للهجوم على سورية، وفي النهاية، لم ينفذ أوباما تلك الإجراءات العقابية الضيقة التي كان يخطط لها، وفضل -بدلا من ذلك- الانخراط في مبادرة روسية تهدف إلى تجريد الأسد من أسلحته الكيماوية.
نقلت صحيفة تايمز أوف إسرائيل يوم الجمعة تقارير تفيد بأن المحادثات السرية بشأن المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة قد بدأت منذ عدة سنوات، وأن هذه المحادثات أدت إلى سلسلة من عمليات إطلاق سراح سجناء من كلا الجانبين والتي لعبت دورا محوريا في سد الفجوة بين البلدين.
الأكثر دراماتيكية من إطلاق سراح المعتقلين، هو إطلاق الولايات المتحدة في نيسان سراح عالم إيراني كبير اسمه مجتبى أتارودي الذي كان قد اعتقل في عام 2011 حين كان يحاول الحصول على معدات يمكن استخدامها في برامج إيران النووية العسكرية .