وهكذا يستمر القتال...
التايمز البريطانية: تحليل:
وهكذا يستمر القتال...
أنتوني لويد - ذا تايمز
ترجمة وتحرير مسار للتقارير والدراسات - 10 حزيران 2013
ما هو الأثر الذي تملك سنة واحدة أن تحدثه في الحرب. في الصيف الماضي كانت قبضة الأسد على السلطة تبدو متهاوية، فيما تصاعدت وتسارعت التوقعات التي تنبئ بسقوط وشيك له عبر القنوات الدبلوماسية.
في تموز 2012، اجتاحت قوات المعارضة وسط حلب وضواحي دمشق في أعقاب الهجوم التفجيري الذي أسفر عن مقتل عدة شخصيات بارزة في النظام، وبدا أن عائلة الأسد أمامها أسابيع فقط من أجل البقاء.
أما الآن، وبعد 11 شهرا من ذلك، النظام يحرز نصرا كبيرا بعد استيلائه على بلدة القصير الرئيسية، وانتزاعها من أيدي الجيش السوري الحر، ويزحف مرة أخرى إلى المناطق التي تسيطر عليها المعارضة على مختلف الجبهات. وعليه فإن قوة الأسد تبدو أكثر رسوخا، على المدى المتوسط على الأقل، أما حظوظ الثوار فهي في تضاؤل.
مع تداخل خط الإمدادات الرئيسي للثوار فيها وكونه الرابط بين لبنان ومدينة حمص، فإن فقدان مدينة القصير يمثل انتكاسة كبيرة للجيش السوري الحر.
ولكونها جولة واحدة، فإن معركة القصير لن تنهي الحرب، ولكن من شأنها إطالة عمر النظام إلى أجل غير مسمى. وعلاوة على ذلك، فإن انتصار النظام في القصير كان متوقعا نظرا للتدخل المباشر من قبل حزب الله، وأسلحة إيران ومستشاروها، وإنشاء وحدة شبه عسكرية موالية للأسد بتدريب إيراني؛ "قوات الدفاع الوطنية".
من المرجح أن يؤدي دخول حزب الله في الحرب السورية، إلى بدء عمليات الجيش السوري الحر داخل لبنان.
وفي الوقت نفسه، لا يمتلك الأسد أي فرصة لإعادة فرض سيطرته على كل الأراضي السورية. وقد أدت الحرب على مدى العامين الماضيين إلى تقسيم البلاد إلى معسكرات طائفية؛ كما أن الأغلبية السنية كبيرة جدا ومتضررة جدا إلى درجة لا يمكن عندها أن تخضع تحت ضغط السلاح، حتى بوجود دعم حزب الله وإيران.
لذلك، وبدلا من تقديم أي أفق للصراع في سوريا، فإن سقوط القصير يوحي بأن الحرب الوحشية المشتعلة في أحد أكثر المناطق حساسية في العالم ستكون حربا طويلة الأمد. أما إذا ما كان الغرب سيتجنب التورط في الحرب أم لا - مع استمرار تصاعد القتلى المدنيين - يظل ذلك سؤالا ليس له إجابة حتى الآن.