الشهيد "ذبيح الله" قائد جبهة بلخ
في ذكرى استشهاد القائد البطل
الشهيد "ذبيح الله" قائد جبهة بلخ
شعر: خليل الله خليلي
ترجمة: عمر ناصر نثار
باللغة الفارسية
بابُ الرحمة والإحسان فُتِحَ لك
لترى الأنوارَ الأزكية
يا فخرَ الجهاد! ألويةُ الشهداء ارتفعتْ
ومرآةُ التاريخ ينعكس عليها البطولات
وفي هذه الديار ديار فاتح حصن خيبر
القمرُ والشمسُ يلثمان بحنان التراب
أيها الأحبابُ! ما سببُ تكبير الأعزاء؟
وما سببُ وجود إشراق النور على قبور الشهداء؟!
ولماذا أوت طيورُ الحق إلى ظل العرش؟
ما الذي جعلك (با بلخُ) تَعُجِّين بالأضواء!؟
إننا نسمع صوتاً يقول:
تُفْتَحُ الأبواب وتسري نسائمُ رحمة الله
لِتبقَ الأبوابُ مفتوحةً كي نستقبلَ الهدايا
من إخوةٍ يستبشرون عند الله
ويسجدون سجدةَ التعظيم
إنهم هديتُنا، يحملون معهم رسالةَ التسليم والرضا
وهديتُنا جُثَّةُ "ذبيح الله" الغارقة بالدماء
الرائدِ القائدِ، المحبِ لله الخبير
ملائكة الرحمة تحمل البشارة
والأرض تفتخر بابنها البار
والحورُ العينُ تتقدم بطاقةٍ من الزهور
لك، يا مَنْ كان حُبُّ الله دَيْدَنَهْ
فمرحباً بالذي أحيا ذكرى بدرٍ وحنين
مرحباً بالذي درس المحبةَ والوفاءَ من بطولاتِ الحسين
كان "ذبيح الله" صديقاً وفياً للوطن
واسمه منقوشٌ بالدم على جبال الوطن
فليكن مقامُه في قلوب الرجال الأبطال
فهو المجاهدُ الذي كان هدفُهُ إعزازَ دين الله
ينبغي أن يكون غطاءَ تابوتِه من ستائر الأبدان
وينبغي أن يكون مرقدُه في حنايا الصدور
في بساتين الشهادة تُزْهِرُ الورود حمراء
فتزهو الأرضُ، ويفتخرُ الإنسان
وهؤلاء الشهداءُ لا يبالون كيف يُقْتَلون
ما دام ذلك في سبيل الله
إنهم أحياءُ عند ربهم يُرزقون
رَحِمَكَ اللهُ يا قائدَ الجهاد
يا مفخرةَ بلخٍ ورمزَ الأبطال
إنّنا لنجدُ رائحة الوفاء تنبعث من مرقدك
ونُبْصِرُ أنوارَ الرحمة
ونسمعُ طيور التوحيد تبدأُ بالتغريد
فالذين قالوا: ربنا الله ثم استقاموا تتنزّل عليهم
الملائكة بالبشرى
فيا عجباً للإخلاص يتحول الترابُ معه إلى أنوار
بقي لنا منك – بعد الرحيل - الأسوةُ والذكرى
أيها الصديقُ المسافر
فيا طيبَها من ذكرى.. ذكرى رائدنا المجاهد
إنّنا سننقشها على ديباجة القلوب
نهديها للوطن – ونعتز بها أمامَ الدنيا
لا تَرْفَعوا أصواتكم بالبكاء على الشهداء
لا تَذْرِفوا عليهم الدموع
لا تحزنوا لرحيلهم – لم يموتوا - فكيف تبكون؟!!
على أحياءَ مسرورين؟!
أرواحهم حملَتْها الملائكةُ وصَعِدَتْ بها
وهم هانئون
لا تحزَنْ إذا سقط واحدٌ منا، ولكن أحمد الله أنَّ خندقَ الجهاد باق
وأنّ هناك مَنْ سيأخذُ بالثأر.. مئةٌ مقابل واحد
والشعبُ المؤمنُ في جهاده ماضٍ، وأبناءُ الأسود الذين فتحوا
خيبرَ باقون
في بستان الشهادة كُلُّ قطرة دم تُنْبِتُ مجاهداً
أسداً آخَرَ – وفاتِحَ حصنٍ آخر