من الشعر النمساوي المعاصر
من الشعر النمساوي المعاصر
ترجمة: بدل رفو المزوري
النمسا\غراتس
الشاعر الويس هيركويت
1 ـ كوكتيل
تضحكين أنت،
وكحيوان صغير سام ،
تريني أسنانك.
تضحكين أنت،
حين أقسم أنا
بأني مجنون من العشق
وحين لا يخطر في بالي
لا شيئاً آخر
إلا أغنية مبتذلة ما.
تضحكين أنت،
وفيّ فقط تحدقين
وأعلم أنا بأنك تكذبين،
وحين تضحكين وإن لم تنطقي
ببنت شفة
فأنا أدري بأن لك مخالباً
مخالب حنونة ــ مخالب تخدش
وأعلم بأنك لا تأخذين شعرك
في المرآة
وفستانك المفرح والقطيطة
على ركبتك الحريرية.
لا تأخذينهم بجدية،
أقل مما تأخذينني بجدية
ومع هذا ..أنا شاكرٌ
أنا أعشقك
وأبيع الدنيا من أجل قبلة واحدة
وآخذ مكان القرط
شحمة الأذن.
2 ـ ثوان
القمر بيني وبينك
القمر في العينين
لا شيء سوى الليل
وأنت،
وشفق من شعر وحرير
لاشيء إلا القمر
وخفقان هاديء
فيكِ وفيّ.
3 ـ حذار من النار
النار... ليست لعبة أطفال
النار التي تُشعَلُ فيها
تلتهب عالياً
وتمنح قيظاً وهاجاً
ولكن!!
حين يرقد حراسها
تبتلع الفرن
النار ليست بالشيء القليل
في الدار
فليس لها باباً
ودارنا ليس لها باباً
دارنا محدقٌ
قبل أن تُهدم أسوارها
وتحترق المهود
والمناضد
والكراسي
ومن يحبذ العيش
في النار
في البدء
ستحترق المهود.
* * *
الشاعر الويس هيركويت:
ولد الشاعر الويس هيركويت عام 1925، في مدينة غراتس النمساوية، مركز مقاطعة شتايامارك.
توفي عام 2002 بعد صراع مرير مع المرض في مدينة غراتس.
ينتمي الشاعر الراحل إلى عائلة عمالية وتسلسله الحادي عشر بين إخوته، اشتهر واكتسب الشاعر شعبية كبيرة من خلال حسه المرهف وأدوات تصاويره الشعرية الرائعة في أعماله الأدبية ومنها الجبل الرائع، محطات في الريح، الهروب من أوديسيوس.
لقد كان الشاعر أسير حرب أثناء الحرب العالمية الثانية، وبعد عودته من الأسر، وفي بداية شبابه طبعت في ذاكرته مرارة الحرب العالمية الثانية، فأخذ يعالج نفسه في هذه المرحلة الصعبة من حياته، باللجوء إلى الدراسة والعمل مع الصحفيين.
أولى قصائده الشعرية كانت الأتاوة السوداء في الستينيات.
تخرج الشاعر من كلية الأساطير الشعبية ولعب دوراً كبيراً في تطوير الأدب النمساوي في مقاطعة شتايامارك بصورة خاصة وفي النمسا بصورة عامة.
بلغ أدب الشاعر الراحل في السبعينيات قمة النضوج والأبداع وهذا ما لوحظ في أسلوب وتعابير دواوينه الشعرية والتي تقدر بـ 20 ديواناً، وكذلك نشر كتاباً نثرياً واحداً وهو "القمر في حديقة التفاح".
نال الشاعر أثناء مسيرته الأدبية عدداً غير قليل من الجوائز وأول جائزة كانت عام 1955.
يعده النقاد والمهتمون بالأدب عموداً من أعمدة الأدب النمساوي.