جبل الورد
بقلم: فرمان قره جام
ترجمة: علي نار
البياض أنواع: بياض الثلج، بياض اللبن، بياض القطن.. إلخ. والسواد أشكال ودرجات مختلفة، كل نوع من البياض تقابله درجة من السواد. وأحلك ساعات الليل أقربها إلى الصباح!!.
أصابنا الزلزال قبل الفجر بساعتين، وشطرت خريطة أحلامنا من وسطها تماماً بمشرط من الألماس!! وفي جبهتي أيضاً أثر شق عميق، ذلك الطفل لم يسامحني حتى الآن!.
لقد ألقي القبض علينا مع خريطة أحلامنا جميعاً، أسلافنا يقولون: اشتدي أزمة تنفرجي، وآباؤنا يقولون: الذي لا يذوق مرارة الحياة لا يتذوق حلاوتها!!.
كان خمار أمي كبياض الثلج، كانت تبدو مثل الحمامة البيضاء بخمارها المسدل حتى منتصف ظهرها، وعلى ضوء فانوسها الخافت في الليالي كنت أسمع وأعي بعض تلك الأدعية، كانت تدعو لي ولإخوتي ولأخواتي وللجنود!! تبتهل إلى الله بحرارة بالغة، وفي إطار خمارها الأبيض الناصع المشدود على رأسها ووجهها كنت ألاحظ دموعها المنسابة وهي تكرر الدعاء للجنود بشكل خاص!!
مرت الأيام، وتغيرت الأدعية، وحلت محلها رغبات الانتقام من الظالمين: حلت محلها الدموع.. آهات المشردين واللاجئين وآلامهم أمام المساجد وفي مخيمات الإغاثة!!.
أتساءل بعمق: هذه الآهات والآلام والدموع أين تتجمع وتختبئ؟!
وما المدى الذي إذا بلغته انفجرت؟!
وهذا الظلم والجور إلى أي مدى يبلغ؟! ومتى يا ترى تتنزل على أصحابها النقمات؟!
أفكر وأتساءل بيني وبين نفسي: القوانين التي نضعها نحن، نعاقب بشدة من يخالفها!!، ولكن ما مصير أولئك الذين يخالفون السنن الإلهية؟!
العظماء يتساقطون كالأشجار، وتبدو الأنقاض فوقهم مثل جبل الورد. أكاد أحس بوطأة جبل الورد هذا فوق قلوبهم الكبيرة!
المنزل الذي مال إلى جانبه بفعل الزلزال تتماوج ستائره التي تدلت من النوافذ إلى الخارج بفعل الريح!.
على أحد الستائر الزرقاء السماوية ما زالت أثار الحناء التي تركتها أصابع فتاة في ليلة عرسها!! ولوحة معلقة على الجدار يمكن قراءاتها من الخارج بوضوح: لا إله إلا الله.