السراب
السراب
قصة ترجمها الكاتب احمد بن قريش
من كتابه الصادر بالفرنسية عن منشورات
دارالغرب بالجزائر
انتصبت العجوز واقفة في الشمس.
الكل ـ أشجار هزيلة من غير ورق و محفوفة بأشواك هنا وهناك، عليق، أحجار مجوفة ومفحّمة تشير إلى مخيم يعود إلى عهد الجمال، معز ذات أعناق طويلة وهي ترعى بين حفرتين، أبعار بهائم، حائط قصير هناك، قد هرم تحت ضربات الرّياح الغربيّة،متصدع في بياض دائم، بقية فريدة من سكنات مغروسة في الرمل تحجب نخيلا، تضاريس أرض بلون ذات القرنين ـ يسيل ضياء.
كانت العجوز فوق تلّ صغير. كانت يدها أفقية بسبابة تلتصق فوق حاجبيها بالضبط، .ها هي تطرق بعينيها مفكرة من حين لأخر أن أهدا بها ترسل حزم من نور لتزوغ بصرها.
ـ عائشة! عائشة! صرخت فجأة العجوز.
ـ نعم أماه، قالتها امرأة شابة و كان الأمر من تحت ضربة ساحر وهي تخرج من الحائط ذاته، ارتمت عند قدمي العجوز، ركعت، أمسكت بأطراف فستانها ثم تطلعت بعينين كبيرتين نحو بياض سماء و ذقنها المهتز من حين لأخر .
ـ نعم أماهه!
-أترين ما أرى أم لا ترين ما أرى.
ـ نعم، أرى أماه!
ـ إنه لا بس بلياقة بالنسبة لولد الصحراء، ابنتي!
ـ نعم أماه