النص الكامل لاتفاق «بوتين - الأسد» الذي يتيح بقاء روسيا في سوريا إلى الأبد
الحدث- واشنطن بوست
نشرت صحيفة «واشنطن بوست» نص الاتفاقية التي وقعتها الرئيس السوري «بشار الأسد» مع الرئيس الروسي «فلاديمير بوتين» خلال زيارته لروسيا في أكتوبر/تشرين الأول 2015، بعد أسابيع من بدء حملة قصف روسيا لدعم الرئيس السوري المحاصر، والتي قالت إنها وفرت لموسكو «ثكنة وقاعدة عسكرية» في سوريا، مقابل الدعم الجوي للرئيس السوري كي لا ينهار حكمه.
العقد، الذي جاء في سبع صفحات موقع بتاريخ 26 أغسطس/آب 2015، والذي لم يعلق عليه الجانب السوري ولم ينشر نص الاتفاقية الكامل، أعطي «بشار الأسد» بموجبه للروس الحق في نشر قواتهم في القواعد العسكرية والمدن، وحماية الروس من المحاكمة في حالة القيام بجرائم حرب، مقابل حمايتهم لحكمه وقيامهم بضربات جوية للمعارضة السورية.
وتضمنت الاتفاقية بندا يتعلق ببقاء القوات الروسية، في سوريا، مدة غير محددة، وفي حالة طلب أي طرف إلغاء الاتفاقية، فإن عليه إخطار الطرف الآخر قبل عام من تاريخ الإلغاء المفترض.
وبحسب الوثيقة، وبموجب الاتفاقية، يمكن للعسكريين الروس والشحنات أن تمر داخل وخارج سوريا دون أن تخضع لأي ضوابط من قبل السلطات السورية، كما أن السوريين لا يمكنهم أن يدخلوا القواعد العسكرية الروسية دون إذن من روسيا.
حماية من جرائم الحرب
تتضمن الوثيقة أيضا إعفاءا سوريا للروس من جرائم الحرب التي يرتكبونها في سوريا أسوة باتفاقات أمريكية وقعت مع حكومة العراق عقب الغزو الأمريكي للعراق، حيث تنص الاتفاقية على أن «الروس لا يتحملون أي مسؤولية عن الأضرار الناجمة عن تدخلهم في سوريا».
كما تنص على أن «المجموعات الجوية الروسية لديها حصانة كاملة من أي ملاحقات مدنية أو إدارية تنص عليها القوانين السورية»، ما يعني حمايتهم من أي اتهامات بجرائم حرب أو أي ملاحقات من نوع آخر. كما تنص على أن القوات العسكرية الروسية في سوريا، وحسب الاتفاقية، تمتلك الحصانة اللازمة التي تمنع محاكمتهم أو اعتقالهم أو استجوابهم.
بل إن الاتفاق ينص على اعتبار أن كل أفراد القوات الجوية الروسية وعائلاتهم يتمتعون بحصانة كاملة وامتيازات مطابقة لتلك التي تمنح لممثلي البعثات الدبلوماسية وأفراد عائلاتهم وفقا لمعاهدة فيينا حول العلاقات الدبلوماسية الموقعة في 18 إبريل/نيسان 1961.
كما تتعهد الحكومة السورية، بموجب الاتفاقية، بألا تتقدم «بأي شكاوى أو مطالبات ضد روسيا الاتحادية أو المجموعات الجوية الروسية أو أفراد وحداتها ولا تقيم أي ملاحقات تتعلق بنشاط المجموعات الجوية أو طواقم أفرادها»، وذلك تحسبا لمطالبة أي حكومة في المستقبل بملاحقة الروس عن جرائم الحرب في سوريا.
وتقول المعارضة السورية أن حملة القصف روسيا التي بدأت منذ سبتمبر/أيلول الماضي، قد أدت لوقوع العديد من المجازر وقتل آلاف الأسر وتدمير مساحات ضخمة من المنازل والمزارع.
أراضي سوريا محرمه على السوريين
ومن البنود الأخرى التي تثير الجدل، الباب السابع من الاتفاقية الذي يقول إن الحكومة السورية، لا يحق لها الدخول إلى أي مكان تتواجد فيه القوات والقواعد الجوية الروسية على أراضي سوريا، إلا إذا وافق القائد الروسي على دخولها.
وتحدد الاتفاقية في مقدمتها، طبيعة العلاقة ما بين حكومة النظام السوري والقوات العسكرية الروسية الموجودة على الأرض، ومصطلحات الاتفاق، ثم أمكنة انتشار القوات الروسية في سوريا، ومجمل التفاصيل الروتينية التي عادة ما تظهر في الاتفاقيات ما بين الدول.
الوجود الروسي غير محدد المدة
ويظهر من آخر بنود نص الاتفاقية، أن الوجود العسكري الروسي غير محدد المدة، وأن الحديث عنه يأتي من قبيل أنه بعد مرور عام يجري تجديد الاتفاقية تلقائيا ما لم يذكر خلاف ذلكز على أن تخلي سوريا مطارا بـ(ريف اللاذقية) للقوات الجوية الروسية بكافة تسهيلاته ليكون قاعدة عسكرية روسية خالصة، «من دون أي مقابل»، بحسب نص الاتفاق.
كما يمتلك الجانب الروسي حق «إدخال أو إخراج أي أسلحة أو ذخائر أو معدات أو مواد أخرى من وإلى أراضي الجمهورية العربية السورية، من دون دفع أي ضرائب أو تعريفات للجانب السوري».
نص الاتفاقية ما بين الجانبين السوري والروسي
وقد جاء نص الاتفاق كما نشرته الصحيفة الأمريكية كالتالي:
عملا باتفاق الصداقة والتعاون الموقع بين اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفيتية والجمهورية العربية السورية في 8 أكتوبر/تشرين الأول 1980، وباتفاقية وزارتي الدفاع في البلدين حول التعاون العسكري الموقعة في 7 يوليومتموز 1994، وانطلاقا من التوجه المشترك للدفاع عن سيادة ووحدة وأمن روسيا الاتحادية والجمهورية العربية السورية، وإدراكا بأن تواجد المجموعات الجوية الروسية على أراضي الجمهورية العربية السورية يلبي أهداف دعم السلام والاستقرار في المنطقة، ويتسم بطابع دفاعي وليس موجها ضد بلدان أخرى، وتأكيدا على الهدف المشترك في مكافحة الإرهاب والتطرف، وإيقانا بضرورة تنسيق الجهود لمواجهة المخاطر الإرهابية فقد اتفق الطرفان على ما يلي:
الباب الأول: المصطلحات
لأهداف تطبيق الاتفاق.. المصطلحات الواردة يتم تعريفها كالتالي:
المجموعات الجوية الروسية: تشكيلات عسكرية تابعة للقوات المسلحة الروسية، مع الأسلحة والمعدات العسكرية والخاصة والمنشآت الضرورية لضمان الأمن والمعيشة بكل المستلزمات المادية لها وكل الممتلكات الأخرى التي تقع في أماكن الانتشار على أراضي الجمهورية العربية السورية.
ممتلكات المجموعات الجوية الروسية غير المتحركة: هي الأراضي الواقعة في الجمهورية العربية السورية المسلمة الممنوحة إلى روسيا الاتحادية للاستخدام، وتشمل المنشآت والعقارات الواقعة في أماكن انتشار المجموعات الجوية الروسية، ومن بينها المباني وملحقاتها وكل المنشآت الأخرى القائمة على الأراضي والتي ستتعرض إلى أضرار في حال تم نقلها من أماكن انتشار المجموعات الجوية الروسية. والتي يتم تسليمها إلى الجانب الروسي أو تقع أصلا في ملكية روسيا الاتحادية، ويتم استخدامها لتنفيذ مهمات المجموعات الجوية الروسية.
أماكن انتشار المجموعات الجوية الروسية: الأراضي المسلمة إلى الجانب الروسي بناء على هذا الاتفاق وتكون مخصصة لاستخدام المجموعات الجوية الروسية.
الباب الثاني: موضوع الاتفاق
ينشر الجانب الروسي بطلب من الجانب السوري مجموعات جوية روسية في أراضي الجمهورية العربية السورية، على أن يتم تحديد أماكن انتشار المجموعات الجوية الروسية وممتلكات المجموعة غير المتحركة المسلمة للجانب الروسي في بروتوكول خاص ملحق بالاتفاق.
يقدم الجانب السوري مطار حميميم بـ(ريف اللاذقية) لتمركز المجموعات الجوية الروسية بكل منشآته التحتية وملحقاته وكذلك الأراضي اللازمة لتنفيذ المهمات ويتم الاتفاق بشأنها بين الجانبين. على أن يستخدم الجانب الروسي مطار حميميم بكل منشآته وبناه التحتية وقطع الأراضي التي يتفق عليها من دون أي مقابل.
نشاط المجموعات الجوية الروسية يجري وفقا لقرارات قائد المجموعات الجوية الروسية وفي إطار اتفاق بين الجانبين.
الباب الثالث: الهيئات المخولة
الهيئات المخولة التي تمتلك صلاحيات للجانبين تشمل وزارة الدفاع في روسيا الاتحادية من جانب روسيا الاتحادية ، و وزارة الدفاع في الجمهورية العربية السورية من جانب الجمهورية العربية السورية.
يقوم كل من الجانبين بإبلاغ الطرف الآخر بشكل خطي وعبر القنوات الدبلوماسية في حال تم إدخال أي تعديلات على الجهات المخولة تنفيذ هذا الاتفاق.
قائد المجموعات الجوية الروسية يعتبر ممثلا لوزارة دفاع روسيا الاتحادية وله صلاحيات تسوية كل المسائل المتعلقة بنشاط المجموعات الجوية الروسية.
الباب الرابع: قوام المجموعات الجوية الروسية
قوام (أشكال وطرازات الطائرات والأسلحة والمعدات الحربية وتعداد الأفراد) المجموعات الجوية الروسية يتم تحديده بالاتفاق مع الجانب السوري.
إدارة وتنظيم نشاط وعمل المجموعات الجوية الروسية يتم التخطيط له وإقراره وإدخال أي تعديلات لازمة عليه من جانب الهيئة الروسية المخولة، على أن تقوم هي بإخطار الجانب السوري.
الباب الخامس: إحضار وإرسال الممتلكات واستقدام وإعادة الأفراد
يمتلك الجانب الروسي حق إدخال أو إخراج، من وإلى أراضي الجمهورية العربية السوريةن أي أسلحة أو ذخائر أو معدات أو مواد أخرى لازمة لتلبية مهمات المجموعات الجوية الروسية وضمان أمن أفرادها ومتطلباتهم المعيشية من دون دفع أي ضرائب أو تعريفات للجانب السوري.
كل الممتلكات المتحركة والمنشآت التي ينشرها الجانب الروسي في مطار حميميم تعتبر ملكية لروسيا الاتحادية.
أفراد المجموعات الجوية الروسية يتنقلون عبر حدود الجمهورية العربية السورية من دون عوائق وباستخدام الوثائق المعتمدة لمغادرة أراضي روسيا الاتحادية ولا يمكن توقيفهم أو تعرضهم لتفتيش من جانب حرس الحدود أو الهيئات الجمركية في الجمهورية العربية السورية.
الباب السادس: الحصانات والامتيازات
أفراد المجموعات الجوية الروسية سوف يحترمون خلال تواجدهم على أراضي الجمهورية العربية السورية القوانين والعادات والأعراف المعمول بها، والتي يتم تعريفهم بها لدى وصولهم إلى الجمهورية العربية السورية.
أفراد المجموعات الجوية الروسية وقائدها وكل أفراد عائلاتهم يتمتعون بحصانة كاملة وامتيازات مطابقة لتلك التي تمنح لممثلي البعثات الدبلوماسية وأفراد عائلاتهم وفقا لمعاهدة فيينا حول العلاقات الدبلوماسية الموقعة في 18 إبريل/نيسان عام 1961.
وسائل النقل والقطع الجوية التابعة لروسيا الاتحادية والمستخدمة لصالح المجموعات الجوية الروسية تتمتع بحصانة كاملة ولا تتعرض للتوقيف أو التفتيش أو الاحتجاز أو المصادرة أو أي تدابير أخرى.
الباب السابع: تسوية الشكاوى
الجمهورية العربية السورية لا تتقدم بأي شكاوى أو مطالبات ضد روسيا الاتحادية أو المجموعات الجوية الروسية أو أفراد وحداتها ولا تقيم أي ملاحقات تتعلق بنشاط المجموعات الجوية أو طواقم أفرادها.
تأخذ الجمهورية العربية السورية على عاتقها تسوية أي مطالبات أو شكاوى يمكن أن ترفعها أطراف ثالثة في حال تعرضت لأضرار بسبب نشاط المجموعات الجوية الروسية في سوريا.
الباب الثامن: الإعفاء الضريبي
تعفي الجمهورية العربية السورية المجموعات الجوية الروسية من كل أشكال الضرائب المباشرة أو غير المباشرة.
الباب التاسع: التعديلات
يمكن إدخال تعديلات أو إضافات على هذا الاتفاق على شكل بروتوكول إضافي وباتفاق بين الجانبين.
الباب العاشر: تسوية التباينات في وجهات النظر
كل التباينات في وجهات النظر المتعلقة بعمل أو تفسير بنود هذا الاتفاق يتم تسويتها بين الطرفين عبر المشاورات.
الباب الحادي عشر: دخول الاتفاق حيز التنفيذ
هذا الاتفاق يبدأ تنفيذه منذ تاريخ توقيعه مؤقتا، ويكون نافذا فور تبادل الجانبين عبر القنوات الدبلوماسية إخطارا بتطبيق التدابير الداخلية المتعلقة بعمل الاتفاق لدى الجانبين.
الباب الثاني عشر: أمد الاتفاق وآلية إنهاء العمل به
هذا الاتفاق يعقد لأمد غير محدد. وفي حال رغب أحد الجانبين بإنهاء العمل بأحكام هذا الاتفاق يتوجب عليه إبلاغ الجانب الآخر خطيا، وفي هذه الحال يسري إنهاء العمل بالاتفاق بعد مرور عام واحد على تلقي الإشعار الخطي.
تم في دمشق بتاريخ 26 أغسطس/آب 2015 في نسختين أصليتين كل منهما وضعتا باللغتين الروسية والعربية، ويمتلك كل من النصين المتطابقين ذات القوة القانونية.
وسوم: العدد 651