منام عبد الهادي
مسرحية من خمسة مشاهد
الفصل الاول
ورث عبد الهادي من ابيه تجارته وغدا تاجرا لامعا في السوق وانتشر صيته في مصر كلها لما يمتاز به من صدق. وقناعة ودماثة اخلاق ولكن الايام كما يرجى خيرها لا يؤمن شرها
عبد الهادي يحادث صديقه الحميم راجي
عبد الهادي : ارى ان السوق خفيفة الحركة والبضاعة في كساد واخشى ان تغمرني الديون
راجي: استعن بالله يا عبد الهادي استعن بالله انت ما عليك سوى سلوك الطريق المستقيم في طلب الرزق
وسوف يأتيك ما كتب لك . الارزاق من عند الله وعلينا ان نسعى لتحصيلها قلت او كثرت .
عبد الهادي : آمنت بالله .. آمنت بالله عسى ان يجعل الله بعد عسر يسرا
راجي :أنت ما زلت في أول عمرك مع ان خبرتك في التجارة واسعة
لا تخش شيئا وعليك ان تفكر الان بالاستقرار.
عبد الهادي : الاستقرار !!؟ ماذا تقصد؟
راجي : عملك يا عبد الهادي بخير والحمد لله ،وبيتك واسع ومجهز لا ينقصه شيء ، وفهمك كفاية .
عبد الهادي : رحم الله أبي وأمي فقد أسسا بيتا واسعا كما قلت وجهزاه بكل ما يلزم قبل وفاتهما عليهما رحمة الله
راجي : من يقوم بشؤونه الآن يا عبد الهادي؟ فالبيت يلزمه تنظيف .. ترتيب .
عبد الهادي : فهمت عليك .. عرفت قصدك.. تطلب مني الزواج ؟
راجي : هذه سنة الحياة... وألف من يتمناك كما يقال .
عبد الهادي : حسنا سأفكر بهذا الأمر ولكن سأنتظر قليلا حتى يتحسن السوق وتعود تجارتي الى سابق عهدها وارجو أن يكون قريبا عندها...
راجي : عندها ماذا ؟
عبدالهادي :عندها تكون أول المدعوين
راجي : ابنة الحلال موجودة وهي تنتظر أليس كذلك ؟ ثم يضحكا...
المشهد الثاني :
راجي معه صديقه سرور : مر يوم ..يومان...ثلاثة ايام ومحل عبد الهادي لا يزال مغلقا ! ! اخشى ان يكون قد حدث له مكروه
سرور : راجي .. راجي ...
راجي : ما بك يا سرور ؟
سرور : اين صديقنا عبد الهادي ؟ لماذا لم يفتح محله..
راجي : والله ما أدري ما الأمر يا سرور مثلي مثلك ولكن الواجب ان نتفقده في بيته لعله مريض ويحتاج إلى مساعدة فهو كما تعلم وحيد ليس عنده أحد في البيت .
سرور : خيرا ما قلت هيا بنا إذن إلى بيته لنرى ما الأمر.
وصلا قرعا الباب مرة تلو المرة لم يرد عليهما أحد !
جاءهم رجل من اهل الحي رحب بهما وقدم لهما نفسه
الجار حميدو : انا حميدو جار السيد عبد الهادي وجار والده من قبل هل تريدان منه شيئا ؟ إنه في الداخل ومعي مفتاح الباب وانا اتفقده صباحا ومساء إنه مريض.. مريض
راجي : مريض ! وما هو مرضه ؟
حميدو. : والله يا سيدي ما أدري ما أقول ولكنه مريض جدا
سرور : افتح لنا الباب ودعنا نراه.. اسرع يا رجل !
حميدو : يفتح الباب بسرعة ،اسرع راجي ومسرور الى غرفة عبدالهادي فوجداه ممدا وقد امتقع وجهه ووهن عزمه .
راجي : اخي ..حبيبي ما بك ؟
سرور : ينظر الى عبدالهادي ويسأل الجار حميدو : ألم يره طبيب ؟ ألم يتناول دواء ؟
حميدو : لقد رفض احضار الطبيب بقوة ! وأنا لم أدر أي دواء يفيده كي أحضره له
سرور و راجي : لابد من إحضار الطبيب
الطبيب : لا اكتمكما حالته سيئة ولكن لا تخافا مقدور عليها بإذن الله ، سأصف له دواء يداوم عليه بانتظام حتى يشفى بإذن الله .
طال مرض عبد الهادي وتأثرت خلال ذلك تجارته حتى شارف على الإفلاس وصاحباه لا ينقطعان عن عيادته والاشراف عليه .
المشهد الثالث :
في ليلة رق نسيمها وهدا ليلها وسطع قمرها كان الثلاثة يسمرون في بيت عبد الهادي
راجي : والآن يا عبد الهادي قد برئت من مرضك و تعافيت فقد آن وقت الوفاء بالعهد وانجاز الوعد أم أنك نسيت ؟
عبد الهادي : لم أنس يا راجي لم أنس ولكن ترفق بي ألم تر ما أنا فيه !
سرور : عن ماذا تتحدثان أنا لا افهم !
راجي : ستفهم يا سرور ستفهم وستفرح أيضا. ها... ماذا قلت يا عبد الهادي ؟
عبدالهادي : لا تتعجل امهلني قليلا حتى أنفذ مشروعي وبعدها أنا رهن اشارتك .
سرور: مشروع ...ما شاء الله ..وأي مشروع !؟
راجي : وما هو مشروعك يا سيد عبد الهادي ؟
( يتذكر عبد الهادي ما رآه في المنام اول مرة ثم تكرر المنام في الليلة الثانية وتكرر في الليلة الثالثة .)
قال بحزم : سوف أسافر، عزمت على السفر لعل الله يفتح لي بابا عريضا من الرزق .
راجي وسرور بصوت واحد : ستسافر...ستسافر
عبد الهادي : نعم ..الم تريا كيف تضررت تجارتي ! فلم لا أحاول البحث عن الرزق في مكان آخر ؟
راجي بحزن : وأين هذا المكان ؟
عبد الهادي : سأسافر إلى أصفهان ..
سرور : أصفهان مرة واحدة ..ولماذا أصفهان ؟
عبد الهادي : إنها قصة طويلة وسوف تعرفان الأمر في اوانه لكن ليس الآن .
المشهد الرابع :
وصل عبد الهادي أصفهان وقد بدأ الليل يمد خيوطه ويسدل استاره ، يرى بقالة يتقدم من صاحبها ويشتري بعض الطعام يقتات به ثم يأوي إلى زاوية قريبة يجلس ويأكل وهو يفكر الى أين يأوي وأين سينام فهولا يعرف أحدا ولا يعرف مكانا ثم قرر أن ينام حيث هو في مكانه .
عبد الهادي وهو نائم : يسمع جلبة ينهض يسمع صوتا أفزعه
صاحب الصوت : قف مكانك ..لا تتحرك ..نحن الشرطة
عبد الهادي : ( أعوذ بالله ) ماذا يحدث ..ما الخبر؟
صاحب الصوت : تعال أيها اللص السارق تحسب أن الأمر فوضى لا يوجد شرطة ولا قانون ..هيا امش ..هيا
عبدالهادي : أنا لست لصا يا سيدي ولا سارقا
الشرطي : قل ذلك عند رئيس الشرطة في المركز وهو يعرف كيف يثبت أنك لص سارق.. اصمت ولا تتكلم .
في مركز الشرطة
رئيس الشرطة : من أنت أيها الشاب ؟
عبد الهادي : يا سيدي أنا شاب غريب وصلت الليلة إلى هذه المدينة ولا أعرف فيها أحد.
رئيس الشرطة : مستهزئا ورأيت الشوارع خالية والفرصة مناسبة لسرقة البقالة ففعلت فعلتك أليس كذلك ؟
عبدالهادي : يا سيدي أقسم لك...أني ..
رئيس الشرطة : اخرس .. أتظن أ مر اللصوص وحالهم يخفيان علي .. قل لي من أي البلدان أنت ؟
عبد الهادي : أنا من الديار المصرية يا سيدي .
رئيس الشرطة : من مصر !! وماذا تفعل هنا ؟
عبدالهادي : منام.. منام يا سيدي رأيته وسأحكي لك القصة من أولها
رئيس الشرطة : على شرط أن تقول الصدق والحقيقة فكما تعلم أن الشرطة لديهم وسائل تنتزع الحقيقة انتزاعا .. فلا تعرض نفسك للأذى
.عبد الهادي : نمت يا سيدي ذات ليلة فرأيت في المنام وكأن شخصا محبا ينادي علي ويقول : يا عبدالهادي إن لك خبيئة من المال وعليك أن تسافر إلى أصفهان حتى تحصل عليها !
رئيس الشرطة : يضحك ... هكذا قال لك الرجل في المنام وأنت صدقته ونفذت ما طلب منك هل هذا صحيح ؟
عبدالهادي : لا يا سيدي أنا لم أصدق وعلى الأخص أنه لم يذكر لي اسما ولم يحدد لي مكانا في المدينة أذهب إليه ولكن ...
رئيس الشرطة : ولكن ماذا ياعبدالهادي
ولكن صوت الرجل جاءني في الليلة الثانية والثالثة أيضأ
بدأ رئيس الشرطة يهتم بالأمر ويميل لتصديق عبدالهادي
رئيس الشرطة : ثم ماذا ؟
عبد الهادي : عندها فكرت بالأمر بشكل جدي بعد أن تكرر الحلم ثلاث مرات في ثلاث ليال ،وها أنا في أصفهان في ليلتي الأولى عندكم .
رئيس الشرطة : يضحك...ويضحك...ويضحك، ثم يقول :
يا عبد الهادي لقد أيقنت أنك بريء من تهمة السرقة، ولكن يا رجل من أجل منام تغامر بالسفر من بلدك وتقطع كل هذه المسافة وأنت لا تعرف أحدا ، ولا تعرف مكانا أليس هذا جنون ! ؟ بل. المجانين لا يفعلون فعلتك .
عبد الهادي : هذا ما حدث يا سيدي .
رئيس الشرطة : وهو لا يزال يضحك، اعلم يا عبدالهادي أني أنا نفسي منذ ثلاثة أشهر رأيت في الحلم أني في دار لها باب كبير تدخل منه الى ساحة واسعة في وسطها بركة ماء وفي جانبها الغربي شجرة توت ضخمة وتحت الشجرة بلاطة مميزة ومناد يقول لي :
ارفع البلاطة وأخرج المال... ارفع البلاطة وأخرج المال وقد تكرر هذا الحلم على مدى اسبوع كامل ومع ذلك لم أصدق ولم أهتم مع أن الصوت كان يوحي إلي أن الدار كانت في مصر وأنا داخلها
فيا عبدالهادي الأحلام تبقى أحلام لا تصلح لبناء مستقبل أو صناعة حياة هل فهمت علي يا عبدالهادي ؟
عبدالهادي : فهمت يا سيدي .. فهمت وسأعود الى دياري من صباح الغد ولا منامات ولا أحلام ولا ما يحزنون .
المشهد الخامس :
وصل عبدالهادي الى بلده والشوق يحدوه ويدفعه وما أن استقر فوق سريره وتمدد كي يرتاح حتى تذكر راجي وسرور، فقال : سوف أفاجأهما بعودتي …ثم وقف بسرعة سمر ناظريه باتجاه شجرة التوت وغاب في التفكير
عبدالهادي : رئيس الشرطة قال : دار لها باب ضخم يقود الى ساحة واسعة تتوسطها بركة ماء وفي جانبها الغربي شجرة توت كبيرة
عجبا كأنه يتحدث عن هذه الدار، أسرع عبد الهادي إلى ساحة الدار كالمجنون وصار ينظر يمنة يسرة ثم وقف تحت شجرة التوت
عبد الهادي : يا الله !! ما هذا ؟ لا أصدق ما أرى ! إنها البلاطة التي تحدث عنها رئيس الشرطة ! معقول !! سأرفعها وأرى ما تحتها ...يقف محتارا. يفكر.. كفى ياعبدالهادي ، كفاك جريا وراء الأحلام والأوهام ألم تعاهد رئيس الشرطة بأن تنسى كل هذا وتعود إلى تجارتك وعملك !؟ ولكن.. ماذا لو صح منام الرجل ؟ سأرفع هذه البلاطة سأحضر العتلة...
والآن...قلبه يخفق بقوة. العتلة ترتجف في يديه.. بسم الله.. توكلت على الله... عالج البلاطة حتى تمكن من ازاحتها ، رفعها ، نبش التراب الهش بكلتا يديه الواهنتين ...يا الله .. مفاجأة. سبحانك يا رب. هذا صندوق صغير ..سأخرجه وانظر ما فيه .. يجلس متربعا على الأرض.. يفتح الصندوق بحذر شديد ،يصرخ : نقود ... جواهر.. يا رب لك الحمد...يا رب لك الحمد ، ثم يأخذ في البكاء كالأطفال وصورة والده شاخصة أمام ناظريه فوق النقود .
انتهى
عبد الرحيم عبد الرحمن
بنت الذوات
مسرحية
المشهد الا ول :
أحد الأغنياء يقف كل يوم مع ابنته الوحيدة في شرفة قصره المطلة على أحد الشوارع الرئيسية في المدينة ويتاملان حركة المارة
صاحب القصر : انظري يا ابنتي الى هذا الرجل الفقير المسكين ..
ابنته عفاف : ما به يا أبي ؟ هل الفقر سبة او عار ! ؟
الأب : لا ..لا. يا ابنتي .. لا. . اني أقصد ألا يستطيع أن يفكر بطريقة يغير فيها حاله ويبدل وضعه ؟
الابنة : الفقر والغنى من الله يا أبي المهم الرضا والشكر أم نسيت يا أبي !
الأب : لا لم أنس وأعرف أن الفقر والغنى من الله أقصد إنه لو حاول أن يجدّ ويعمل بهمة أكبر لا شك أن الله يعينه
الابنة : والله يا ابي إن كان فقيرا فسبب زوجته وإن كان غنيا فسبب زوجته فكما أنه ما من عظيم إلا وراءه امرأة كذلك ما من تعيس إلا وراءه امرأة ثم تضحك .
الأب : سبحان الله هكذا إذن فالزوجة دائما هي سبب فقر زوجها وسبب غناه وسبب سعادته وسبب شقائه وتعاسته !!
الابنة : نعم يا أبي في الأغلب ان لم يكن هناك سبب آخر يتعلق بالزوج وحده ..
الأب بعصبية : أقسم غير حانث لازوجنك من أفقر رجل في المدينة لأرى كيف تعيشين معه وتؤثرين فيه !! ؟
الابنة : أنا طوع أمرك يا أبي افعل ما تراه وأنا راضية
المشهد الثاني :
الأب يطلب من العم مبروك القيم على حديقة المنزل ان يبحث له عن أفقر رجل بالمدينة ويأتي به
يذهب العم مبروك ويعود بعد ساعات ومعه (قمامي الحمام ) الذي يشرف على تسخين مياه الحمام ويقول : لم أجد أفقر منه في المدينة كلها يا سيدي، ولكنه قوي .. جلد .. صبور وقنوع ثم يلتفت مبروك إلى الرجل ويقول له :
أدخل يا رجل أدخل لا تخش شيئا
الرجل : السلام عليكم يا سيدي
الأب : وعليكم السلام ، تفضل اجلس – يا ابني – ما اسمك ؟
الرجل : اسمي اسماعيل يا سيدي
الأب : اين تسكن يا اسماعيل ؟
اسماعيل : ليس عندي مسكنا ولا مأوى، أنام حيث اعمل ، في الحمام
الأب : لا بأس .. يا اسماعيل ..لا بأس وأخذ يحادثه ثم عرض له ما عزم عليه وبعد أن اطمأن اسماعيل نادى الأب على مبروك وقال له: اذهب وأحضر لنا المأذون بسرعة ولا تتأخر
يرجع مبروك بعد فترة وجيزة ومعه المأذون
مبروك : تفضل سيدي الشيخ ..تفضل
المأذون : السلام عليكم
الأب : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ، تفضل ..أهلا وسهلا – وبعد تقديم واجب الضيافة – تفضل سيدي باشر عملك
المأذون يقوم بعمله حسب الأصول ثم يتقدم من الأب مهنئا :
مبروك يا سيدي وارجو ان ترى الخير الدائم بهذا الزواج والصهر ويقول لإسماعيل بارك الله لك وبارك عليك وجمع بينكما بخير
المشهد الثالث :
تذهب عفاف مع زوجها وتعيش معه حيث يعيش، وبعد مدة
عفاف : يا اسماعيل لقد وفرت من مصروفنا مبلغا لا بأس به، ما رأيك لو استأجرنا غرفة خارج هذا المكان تكون مناسبة لسكننا ؟
اسماعيل : انا ليس عندي مانع ، افعلي ما ترينه مناسبا يا حبيبتي .
عفاف : علمت أن جارتنا العجوز أم احمد عندها غرفة في بيتها لا تحتاجها وسوف استأجرها ، نعيش معها فهي وحيدة ،
اسماعيل : ام أحمد جارتنا العجوز التي تسكن هنا بقربنا ؟ فكرة جيدة اذهبي اليها من الغد .
وهكذا انتقلت عفاف مع زوجها الى بيت ام أحمد، ومرت الايام وفي كل يوم تشتري عفاف لازم من لوازم البيت مما توفره من كسب زوجها وتقول : ( الرجل جاني والمرأة باني ) .
وفي احد الايام وبعد أن استراح اسماعيل من تعبه تقدمت منه عفاف بكل محبة ووداد وقالت له :
عفاف : اسماعيل يا حبيبي سمعت اليوم أن تاجرا كبيرا يعتزم الذهاب بتجارة ضخمة . ويحتاج لعمال يذهبون معه بأجر مغري ، ما رأيك لو سجلت اسمك عنده وسافرت معه ، لعلنا نوفر من الكسب مبلغا نحسّن فيه وضعنا ! ؟
اسماعيل : أفعل ، متأكدة أنت من هذا الخبر ؟
عفاف : نعم متأكدة .
إسماعيل : وأنت كيف تعيشين ؟
عفاف : لا تهتم لأمري ، سأعمل ..إني أتقن الكثير من الأعمال..
وهكذا سافر اسماعيل في تجارة التاجر .
عفاف : يجب أن اعمل أنا لابد من مساعدة زوجي ، اني أتقن صناعة ( الحصر ) .. وبعد مدة قالت تخاطب نفسها : سأشتري نولا خشبيا واحيك السجاد
اسماعيل كان يرسل لها ما يكسبه من مال مع اهل الثقة من معارفه فتضم عفاف كسبهاالى كسبه حتى تيسر لها مبلغ لا بأس به .
عفاف تخاطب نفسها : والآن يا عفاف آن الأوان كي تقومي بعمل جيد يفرح به اسماعيل عند عودته
وسوم: العدد 682