مع الناقدة الدكتورة ماجدة حمود
الناقدة الدكتورة ماجدة حمود لمجلة أخبار الثقافة:
حين يفلس الإنسان من الداخل، وتموت روحه، لن يجد أمامه سوى الإسفاف والدوران حول لغة الجسد!
هي ناقدة من الطراز الرفيع، تتعامل مع النص بعيون الناقدة المنفتحة على مجموعة من التجارب الأدبية، تكره المجاملة على حساب الحقيقة.. ساهمت بشكل كبير في إثراء المكتبة العربية بدراسات مهمة في النقد، تناولت جماليات الرواية لدى غادة السمان، مثلما تناولت الروائي الشهيد غسان كنفاني ضمن دراستها للرواية الفلسطينية، وكتبت عن رواية أمريكا اللاتينية بشكل وافر وثري.. في هذا الحوار الحصري معها لمجلة أخبار الثقافة، ردت الدكتورة ماجدة حمود على أسئلتنا كما نعرفها، صادقة وشجاعة، حول جملة من القضايا التي تهم رواية أمريكا اللاتينية والرواية العربية والسرد النسوي.. فكان هذا الحوار الجميل معها...
مجلة أخبار الثقافة: سنوات من البحث والتقصي داخل الرواية العربية والغربية، كيف تجد الناقدة الدكتورة "ماجدة حمود" حراك الرواية بين جملة من التفاصيل الصغيرة والمهمة كأداة إبداعية وبين الأدب كتعبير للآخر؟
د. ماجدة حمود: تدهشني الرواية التي تقدم مغامرة العيش في حياة جديدة، تنبض بالحيوية والجمال، فتمنحني فرصة إضافة تجارب جديدة، لا يمكن للحياة الواقعية أن تقدمها! وذلك لن يكون إلا إذا قامت الرواية على التنوع والتعددية (في اللغة أي في وجهات النظر، والثقافة والبيئة...) إذ تتيح التعددية فرصة تقديم الصوت الخاص بالشخصية، فلا تكون بوقا لصوت المؤلف، وإنما تتمتع بحق المخالفة في الرأي وتبيان وجهة نظرها الخاصة، التي ليست بالضرورة وجهة نظر المؤلف! هذا ما تقوم عليه الرواية الغربية، أما الرواية العربية فمازال ينقصها منح الآخر المختلف (الذي لا يتبنى وجهة نظر الروائي) فرصة التعبير بحرية عن ذاته! فالرواية فن ديمقراطي بامتياز، كلما منحنا الآخر حرية التعبير عن وجهة نظره، أي منحناه إمكانية التعبير بلغته الخاصة، أفلحنا، باعتقادي، بتقديم رواية مدهشة على الصعيد الجمالي! تستطيع أن تسهم في التأسيس لنهضة فكرية، تقوم على احترام الآخر المختلف معنا بالفكر، بالدين، بالمذهب...! وقد لاحظت أن الرواية العربية تقمع الآخر المختلف، أو لا تتيح له فرصة التعبير، التي تمنحها لمن يمثل وجهة نظر المؤلف في الحياة! فيؤدي القمع الفكري إلى خلل جمالي في رأيي!! بناء روح الإنسان على صعيد الرواية مسؤولية يمارسها المبدع، بعيدا عن الشعارات، عن طريق الجمال والتأمل، فالجمال سينقذ العالم كما يقول دوستويفسكي!
مجلة أخبار الثقافة: عندما نقرأ ما كتبت عن رواية أمريكا اللاتينية، نكتشف أن جماليات الرواية في تلك القارة مبنية على عناصر نفتقدها في الرواية العربية.. كيف ترين ذلك؟
د. ماجدة حمود: نجد في رواية أمريكا اللاتينية دهشة في التخييل، فأي رواية جديدة لأي مبدع معنية بتقديم الجديد في العوالم والأسلوب، فهي تعدّ مغامرة جديدة على صعيد الحياة التي تقدمها، والفن الذي يجسدها! فالعودة إلى التاريخ فيها مثلا لا يعني إسقاط المؤلف لغة الحاضر على الماضي، وإنما إحياء هذا الماضي بأبعاده ذاتها، لكن عمق الرؤيا والفكر يمنح الرواية دلالات جمالية تخاطب همومنا اليوم! فتستطيع أن تهزّ الضمير الإنساني في أي زمان ومكان!
مجلة أخبار الثقافة: هل تعتقدين أن الروائي في أمريكا اللاتينية تجاوز الرواية نفسها وصار يصنعها مشكلة على مقاسه، بحيث صار من السهل تمييزها عن بقية الروايات في العالم؟
د. ماجدة حمود: اتبع روائيو أمريكا اللاتينية قانون الدهشة والمغامرة في تقديم الجديد على الصعيد التخييلي والحياتي، فالإبداع لديهم لم ينفصل عن هموم الإنسان! فالروائي يغامر بالزمان وبالمكان وبالشخصية! فلو أخذنا رواية إيزابيل الليندي الأخيرة "الجزيرة تحت البحر" نجدها قد غامرت في تقديم عالم السود والملونيين بعد اكتشاف أمريكا، لتجسد عبر صوت امرأة عانت العبودية وكافحت لنيل حريتها توق كل إنسان في أن يتجاوز القهر والظلم! رغم أنها استحضرت تفاصيل هذا العالم البيئية بكل ما تعنيه من طقوس وآلهة، جسدت الصراع الروحي والجسدي، فلم تغفل تفاصيل صغيرة تمنح الشخصية تميّزها! لكن ميزة رواية أمريكا اللاتينية، هي ميزة الفن العظيم، إذ إن تقديم المعاناة الخاصة لا تعني عزلة الفن، وإنما انطلاقه إلى أفق إنساني شامل، فلغة الفن والعمق الفكري خير وسيلة لمخاطبة الإنسان في أي زمان وأي مكان!
مجلة أخبار الثقافة: فاز الروائي "ماريو بارغاس يوسا" بجائزة نوبل للآداب، هل ترين أن جائزة نوبل إضافة نوعية للرواية في أمريكا اللاتينية، أم هي تحصيل حاصل في النهاية إزاء تطور الرواية؟
د. ماجدة حمود: الروائي المتميّز يصل إلى الناس قبل أن يأخذ نوبل، أذكر أنني حين قرأت رواية يوسا "حفلة التيس" قمت بإعارتها إلى كل من أعرفه من عشاق الرواية، وكتبت رسالة إلى المترجم صالح علماني أشكره على ترجمتها، وأقول له لو كنت زمن المأمون لأعطيت وزن هذه الرواية ذهبا! يوسا روائي كبير، يدرس نظرية الرواية في الجامعة، ويدرك جمالياتها نظريا وعمليا، لهذا ألف كتابا مهما "رسائل إلى روائي شاب" ينصحه من خلال خبرته الروائية وثقافته المتميزة نصائح هامة، لكنه سرعان ما يذكره في الخاتمة بضرورة أن ينسى هذه النصائح ويخط طريقه الخاص في الإبداع!!!
مجلة أخبار الثقافة: ثمة من يتهم التوجه الجديد للرواية اللاتينية نحو الرأسمالية، أو "المتاجرة" بشكل خاص، وهو الاتهام الذي واجهته الروائية " إيزابيل الليندى" على خلفية حصولها على جائزة في الأرجنتين. ما ردك على هذا؟
د. ماجدة حمود: أثناء دراستي لهذه الرواية في كتاب "رحلة في جماليات رواية أمريكا اللاتينية" لاحظت كيف تلتقي بالرواية العربية من حيث الهموم والأجواء، بل نجد معظم روائيي أمريكا اللاتينية يقرون بفضل ألف ليلة عليهم! لهذا لا أومن بالتصنيفات التي ذكرتها (الرأسمالية و...) الإبداع أرقى وأبعد عن هذه التصنيفات، إنه يقاوم الظلم والعبودية بأدوات الدهشة والجمال، بعد أن يكون الروائي قد امتلك العمق الفكري والإنساني!
مجلة أخبار الثقافة: تناولت الرواية العربية في العديد من المقالات والكتب، وركزت بالخصوص على الروائية السورية غادة السمان وعلى أعمال غسان كنفاني.. لماذا هما تحديدا دون غيرهما؟
د. ماجدة حمود: بدأت في رسالة الماجستير بغسان كنفاني التي صدرت بعنوان "جماليات الشخصية الفلسطينية لدى غسان كنفاني" فقد هزّني استشهاده مثلما هزّني أدبه، فقررت أن أقدم هذا الروائي المتميز للقارئ العربي! أما غادة السمان فقد تعرّفت عليها أثناء دراستي "الخطاب القصصي النسوي ، نماذج من سورية" لاحظت تميّز هذه الروائية، فهي تسعى إلى تجديد إبداعها الروائي، لهذا ألفت كتابا يقدم تجربتها الروائية بعنوان"المغامرة الروائية لدى غادة السمان"
مجلة أخبار الثقافة: لا أحد ينكر الدور الذي لعبته غادة السمان والشهيد غسان كنفاني في تطوير الرواية العربية إبداعيا وفكريا، مع ذلك، لا يحظى هذان الكاتبان الكبيران بمكانة كبيرة لدى جيل القراء، ولدى جيل المثقفين الجدد.. لماذا؟
د. ماجدة حمود: لا أدري مدى دقة هذا الحكم، تراجعت القراءة بشكل عام، أما عدم معرفة الأجيال الجديدة بهذين المبدعين فهذا مسؤولية الإعلام والجامعات والنقد! ما أعرفه أن غادة السمان لا تظهر بوسائل الإعلام، وتعيش في شبه عزلة، تتناسب والإخلاص للإبداع الروائي، الذي يشكل تحديا للمبدع الذي يرى ضرورة أن يجدد نفسه! فيطوّر أدواته ومعارفه! وإلا لن يقدم إبداعا يترك بصمة مؤثرة!
مجلة أخبار الثقافة: كيف تفسرين أن تكون أحلام مستغانمي الروائية الأولى في العالم العربي بثلاثة روايات، وأن توضع غادة السمان في المراتب الأخيرة وهي صاحبة عشرات العشرات من الروايات والكتب؟
د. ماجدة حمود: من قال لك أن أحلام مستغانمي الروائية الأولى، ربما كانت تجيد تسويق نفسها اليوم بوسائل حديثة، ترفضها غادة السمان ولا تعيرها انتباها! لا أدري كم من الدراسات النقدية التي تؤكد هذا الحكم!؟ غادة السمان تحاول التجديد في كل عمل روائي بعيدا عن البهرجة الإعلامية! على كل حال أما الزبد فيذهب جفاء، وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض!
مجلة أخبار الثقافة: لكن لأحلام مستغانمي أكثر من مليون قارئ، وهي موجودة ضمن 100 شخصية عربية الأكثر تأثيرا في مجتمعاتهم..
د. ماجدة حمود: اسأل معظم المبدعين العرب من أكثر تأثيرا فيه، وسيأتيك الجواب، غادة السمان أستاذة أحلام مستغانمي وأجيال كثيرة! لا أدري من أين أتيت بهذه الإحصائيات! ربما من النت، الذي يخطئ أكثر مما يصيب!
مجلة أخبار الثقافة: على ذكر الروائية الجزائرية أحلام مستغانمي، كيف تقيمين كناقدة معروفة رواياتها؟
د. ماجدة حمود: حين نقرأ رواية لأحلام تجذبنا لغتها للوهلة الأولى، لكن سرعان ما نكتشف أنها تقدم عالمها الروائي بلغة واحدة أقرب إلى الشعر، مما يصيب بنية الرواية بالعطب! فهي تفتقد التنوع اللغوي الذي يضفي جمالا خاصا على الرواية!
مجلة أخبار الثقافة: حدثيني عن رأيك في السرد النسوي العربي والنقاط السلبية التي تسجلينها عنه، والإيجابية طبعا؟
يعاني السرد النسوي من هيمنة صوت المرأة، أي هيمنة اللغة الواحد، قلما نجدها تفسح المجال لأصوات أخرى مشاركتها العالم الروائي! أحيانا أحس أن الروائية العربية تقع في فخ لفت الانتباه لا الإبداع! فتكتب ما يريده الآخرون (الغرب أو القراء المراهقون...) فتركز على الفضائحية!
مجلة أخبار الثقافة: ثمة ظاهرة "أدب السرير" التي صارت تقوده كاتبات أيضا في بعض الأحيان، هل ترين "أدب السرير ظاهرة أدبية صحية؟ وكيف تفسرين أن تعرض الكاتبة "نفسها" تماما على الورق في رواية؟
د. ماجدة حمود: هذا ما أقصده بالفضائحية وسيلة لكسب الشهرة! هل أدب السرير ما ينقصنا؟ لقد بات الجسد لغة عصرنا (افتح الفضائيات أو الفضائحيات) أين بناء الإنسان؟ أين روحه؟ أين الجمال الذي يقاوم عوامل الزمن؟ هل يكون مؤطرا بحدود السرير؟ أحس أحيانا أن كثيراً من المبدعين العرب يريد أن يخاطب غرائز قرائه ليضمن إقبالهم عليهم! لقد تمّ مسخ الإنسان العربي إلى الجسد، في كثير من الفنون، ما أخشاه أن تتحول الرواية العربية إلى علب ليلية، لتسهم في سلخ الإنسان العربي عن روحه وقضاياه! سيقولون نحن أمناء للواقع، لكن الفن ارتقاء بالواقع وليس انحطاطا وإثارة للغرائز! ولكن حين يفلس الإنسان من الداخل، وتموت روحه، لن يجد أمامه سوى الإسفاف والدوران حول لغة الجسد! المبدع الحقيقي يلتفت إلى أن الإنسان روح وجسد، فيقدّم عن طريق الإبداع لغة تميّزه، ليرتقي ويدهش! لا ليثير ويسف!
مجلة أخبار الثقافة: ثمة من يتكلم عن ضرورة ضمان لقمة العيش بضمان ثقافة " الأكثر مبيعا"، ما رأيك في ذلك؟
د. ماجدة حمود: هذا هو أدب الاستهلاك الذي يعنى بلغة يقبل عليها المراهقون، الذين يبحثون عن الإثارة لا عن الجمال والإدهاش! ثمة من يكتب فنا يقاوم عوامل الزمن فيصلح لكل زمان ومكان، ومن يكتب ليسرع القارئ برمي ما يقرؤه في القمامة! أو ليخفيه عن أولاده!
مجلة أخبار الثقافة: سأنتقل بك إلى موضوع الأدب الجزائري: ما مدى اقترابك كناقدة من الأدب الجزائري؟
د. ماجدة حمود: لا أدري لِمَ أحس بقرب الأدب الجزائري من روحي، ترى هل للتربية التي تلقيناها في طفولتنا، حين تقترن الجزائر ببلد المليون شهيد! أعترف بأنني أقرأ كل ما يتاح، وهو قليل، لكن أحب ما يتجسد فيه من روح الأصالة! وروح الانفتاح على الغرب!
مجلة أخبار الثقافة: تناولت قبل فترة رواية "الأمير" للروائي الجزائري واسيني الأعرج بالنقد، وقلت أنه "ظلم" الأمير عبد القادر في روايته وأن الرواية كتبها للآخر الغربي للحصول على التكريم على حساب الحقيقة؟ حدثينا عن هذا الأمر؟
د. ماجدة حمود: شكّل الأمير عبد القادر وجداننا في الشام مثلما شكّل وجدانكم في الجزائر! لهذا حين قرأت الأمير، أحسست بخيبة أمل، فقد تمّ نزع الأمير من سياقه التاريخي والديني (لغة الجهاد مثلا وجدتها في سياق سلبي) وجدت أفكار واسيني الأعرج قد أسقطها على أفكار الشخصية الروائية، لهذا افتقدت روح الأمير، مما انعكس سلبا على لغته!أحسست أنه يمثل دورا أراده واسيني، كي يكسب الآخر، لهذا نـزع خصوصية الأمير عبد القادر، الذي تربى تربية دينية، فحرمه من هذه اللغة (لم نجد ألفاظا دينية إلا ما ندر) قلت بيني وبين نفسي إذا أراد واسيني أن يقدم صورة مسالمة للأمير، لماذا لم يقدمه في مرحلة التصوف، سمعت أن واسيني سيكتب جزءا ثانيا عن هذه المرحلة، أعتقد أنه سيكون هذا الجزء أفضل من الجزء الأول الذي قدّم فيه المرحلة الجهادية والأسر!
مجلة أخبار الثقافة: كيف تفسرين أن يأتي هذا النقد من خارج الجزائر، في الوقت الذي أشاد الجزائريون بالرواية دون قراءتها تاريخيا على الأقل؟
د. ماجدة حمود: قراءة أية رواية تحتاج إلى تفاعل روحي وجمالي وفكري، يختلف هذا التفاعل من ناقد إلى آخر، حسب ثقافته وحسب نظرته للحياة، نحن في زمن يربط الجهاد بالإرهاب، لهذا يخاف البعض من الحديث عن الجهاد بشكل إيجابي، مع أننا مدينون في مشرق الوطن العربي ومغربه للجهاد، الذي ساعدنا على التحرر من المستعمر ومازال يساعدنا على مقاومة المعتدي! مع الأسف نحن في زمن المهادنة وتغييب القيم الأصيلة التي تشكل وجداننا! أعترف أن النقد العربي الحديث يعيش في أزمة، قلما نجد نقدا لا يقوم على المجاملة، واسيني الأعرج صديق، لكن لن أجامله! ما يهمني هو أن أكتب نقدا موضوعيا، أبرز الخلل في الرواية، كي أسهم في تطوير الكتابة الروائية لديه، فالهدف من النقد هو البناء وليس الهدم! أما المدح فيشكل عائقا بين الروائي والتطور باعتقادي!
مجلة أخبار الثقافة: هل يحق للروائي في نظرك أن يستغل "القيمة التاريخية لشخص مثل الأمير عبد القادر" في كتابة رواية و"تشويه" تلك القيمة التاريخية روائيا تحت سقف الإبداع؟
د. ماجدة حمود: جرّب واسيني الأعرج تقديم صورة للأمير عبد القادر رسمها في ذهنه، وجدتها تشويها للصورة التي شكلها ذهني للأمير، حاولت أن أفهم صورته التي قدّمتها الرواية، فوجدت خللا فيها من الناحية التاريخية والجمالية، إذ لم ينطق الشخصية بلغتها الخاصة، هذه هي أزمة التعددية التي تعاني منها الرواية العربية، وليست رواية واسيني فقط، ما أتمناه أن نجد مبدعين آخرين يقدّمون لنا صورة أخرى للمجاهدين، الذين شكلوا وجداننا، وأسهموا في تحررنا! نعيش عوالمهم الداخلية وصراعاتهم الخاصة لا صراعات المؤلف، فينطقون بلغتهم لا بلغة المؤلف!
مجلة أخبار الثقافة: تناولت قبل فترة رواية "لخضر" للجزائرية ياسمينة صالح، التي هي من الجيل الروائي الجديد، فما هي قراءتك كناقدة للسرد النسوي الجزائري عموما؟
د. ماجدة حمود: أعترف بقلة إطلاعي على الأدب النسوي الجزائري، ما أحسسته من خلال كتابة ياسمينة صالح أن ثمة نهضة في الكتابة النسوية، فهي تبدو لي متحررة من عقدة الأنوثة وكراهية الآخر الجنسي (أي الذكر) مهمومة بالإنسان وبالوطن!
مجلة أخبار الثقافة: لو طلبت منك أن توجهي نصيحة للأدباء الروائيين الشباب فماذا تقولين لهم؟
د. ماجدة حمود: أطلب منهم المغامرة في أشكال روائية جديدة، تقتحم عوالم تخييلية مثلما تقتحم الواقع، ثم العناية باللغة ثم اللغة ثم اللغة!!! أطلب منهم أن يكونوا أبناء الجاحظ ودوستويفسكي معا!