جليسة الأطفال راحة لهم أم نقمة عليهم
جليسة الأطفال راحة لهم أم نقمة عليهم ؟؟؟؟
منى كوسا
ترى أفضل من الخادمات و الحضانات ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
هل أصبحت هذه المهنة , مهنة من لا عمل لها ؟
هل تتوفر في بيت الجليسة وسائل الراحة والنظافة للطفل وتصبح أم ثانية أم الإهمال مصيره؟
تلك أسئلة نجيب عليها في التحقيق التالي :
سعاد تعمل جليسة أطفال وتواجه مشكلات مع الأهل :
" سعاد " حاصلة على بكالوريوس في الإقتصاد , رفضت العمل بمهنتها , رغم أن فرص كثيرة أتيحت لها لأجل أطفالها , لاحظت في الصحف وجود إعلانات عديدة لجليسات الأطفال فقررت أن تجرب هذا العمل ولكنها ترفض استقبال الأطفال من هم في الأشهر الأولى من عمرهم خوفاً من المسؤولية و قد هيأت غرفة لهم في منزلها فيها ألعاب عديدة و قالت أنها أبعدت كل شيء قد يسبب الأذى من الغرفة و تأخذ مبلغ شهري مسبق من الأهل كي لا تتعرض لحالات خداع و أكدت أنها تواجه مشكلات مع الأهل حول مسألة الوقت إذ تأتي الأم في ساعة متأخرة جداً عن موعد استلام طفلها و لا تترك ملابس كافية له أو طعام و أحياناً يمرض الطفل ولا ترسل معه دواءه أو ترسل معه حفاضاً واحداً لا يكفيه والميزانية لديها لا تسمح لها بتعويضه ما ينقصه أو يحتاجه ولكن خوفها على صحة الطفل تجبرها على تعويضه كل ما يلزمه رغم أن أمه توجه أصبع الاتهام للجليسات على اعتبارهم يتاجرون بالأطفال و يستغلون حاجة الأمهات بينما كثيراً ما يكونوا تحت رحمة هؤلاء الأطفال المهملين بسبب استهتار أمهاتهم .
فريدة تستقبل أطفالاً وتلعب معهم :
" فريدة " خريجة كلية التجارة قالت : خبرتي في مجال عملي تجاوزت سنوات إلا أنني وجدت صعوبة في العمل بعد أن أصبحت أماً لطفلان , إضافة لصعوبات الحياة المادية فقررت أن التزم في البيت و استقبل أطفالاً مع أطفالي وكنت واثقة من قدرتي على رعايتهم ودوري لا يقتصر على إطعامهم فقط بل العناية بنظافتهم وتسليتهم فأنا ألعب معهم واعتبرهم كأولادي تماماً.
" فاطمة " عوضت حرمانها من الإنجاب 15 عاماً:
فاطمة تعمل جليسة أطفال منذ سنوات و أكدت أنها لا تحتاج للمال بل كانت في شوق دائم للأطفال أنفسهم لأنها حرمت من الإنجاب إلى أن لمعت الفكرة بذهنها بعد أن قرأت الإعلان في الصحف عن جليسات الأطفال فقررت أن تعوض نفسها عن الحرمان بتلك المهنة فأصبحت بذلك أماً وتعتني بكل طفل يأتي إليها وتعتبره ابنها الحقيقي .
" سناء " لا تصبر على الخربشة على أيدي ابنتها :
تقول سناء :صدمتُ إذ وجدت خربشة بالأقلام الملونة على أيدي ابنتي , تشاجرت مع جليستها و اتهمتها بالإهمال لكنها نكرت و أدكت أن ابنها الصغير ما دونالأربع سنوات قد فعل ذلك بحجة أن يلعب معها ,شرحت لها خطورة الألوان على جلد الأطفال لكنها صرخت في وجهي مؤكدة أنني مصابة بمرض الوسواس و أن خوفي مبالغ فيه فقررت عدم ابقاء طفلتي عندها فاستقبلتها صديقتي شفقة عليها بعد أن شاهدت ما حدث وأنا إلى هذا اليوم أكره جليسات الأطفال .
وداد تكره أن تسمع أي شيء عن جليسات الأطفال :
قالت وداد : أكره جليسات الأطفال إذ عانبت الكثير منهم فقررت الاستعانة بالخادمات بعد أن عانيت من مرض ابني بالاسهال المزمن لأن الجليسة لا تعقم المصاصة ولا حتى تغسلها بالماء تسقط على الأرض وتضعها بفمه مباشرة وعندما نبهتها مراراً لذلك أخذت تضع اللاصق على وجنتيه منعاً من سقوط المصاصة على الأرض كي لا يبكي فلاحظت وجود اللاصف على وجنتيه فصعقت من تصرفها هذا .
نعمى تكره الجليسات وتتهمهم بالإهمال :
نعمى تقول :قررت الإستعانة بالخادمة لأنني استنتجت أن الجليسة تطعم أكل ابتي لإبنها و طفلتي تأكل بنهم طوال الليل و تتنفس بصعوبة لأنها كانت تبكي طيلة النهار كما أن ملابسها دائماً متسخة تتركها تزحف على الأرض .
وفاء أكره جليسة الأطفال لأنها تشتمهم وتصرخ بوجهم :
تقول وفاء : ذهبت لإحضار ابني قبل الموعدالمحدد وقفت خلف الباب من دون أن أطرقه و سمعت بنفسي كيف تشتم الأطفال وتصفهم بالقرود, إذ كان يصرخ زوجها بوجهها كي تهدءهم و صدمت حين سمعت صوت بكاء طفلي , أخذ قلبي يرتجف مما سمعت .
بعض الحضانات تفتقر للنظافة :
تقول تهامة : إن أغلب الحضانات تفتقر للنظافة فحين كنت أعود لأخذ طفلي من الحضانة أجده في مكانه الذي تركته فيه كما هو وطعامه و حفاضه كما هو في حقيبته لذلك قررت أن آخذه إلى جليسة أطفال قرأت إعلانها في بعض الصحف و هي تعتني به ومتفرغة له .
البعض يعتبر جليسات الأطفال أفضل من الخادمات :
ألهام تقول : لجأتُ إلى الخادمة لأن أعمال المنزل زادت على عاتقي بعد انجابي لأطفالي الأربعة , ظننتُ أنني بهذا اضرب عصفورين بحجر واحد , الخادمة تكون لرعاية الأطفال و لمساعدتي في أمور المنزل و لكنني ندمتُ كثيراً إذ حدث معي ما لم يحدث مع أحد بعد أن طلبت من جارتي أن تطمئن على أطفالي الموجودين مع الخادمة في غيابي و بالفعل وجدت الجارة أن أطفالي جالسين على الأرض و حين رأوها هلعوا إليها مسرعين وهم يبكون وطلبوا منها راجين أن تأخذهم لمنزلها ولو لدقائق لبيتها و بالفعل أخذتهم و أخبروها أن الخادمةكانت تهددهم إذا تحركوا من مكانهم بأنها ستلقيهم من النافذة ليعضهم الكلب وكانت تأتي بإبرة تهددهم بها بأنها ستغرسها في رجلهم إن تحركوا وهذا اسلوب فظيع في التعامل مع الطفل , لذلك قررت الإستعانة بجليسة الأطفال أو الحضانة أفضل من الخادمة .
رعاية برائحة البهارات واللهجة المختلفة :
سهام تقول : وضعت ابني عند جليسة أطفال أجنبية ولكنها تتكلم العربية , عندها طفلين عربيين و آخر أجنبي ومنزلها دائماً يعبق برائحة البهارات فلاحظت أن رائحة ملابس ابني بهارات ويتكلم لهجة مختلفة لذلك اضطررت أن أضعه في الحضانة ليجيد اللغة العربية .
ولأم حسان قصة مميزة تجعل لجليسات الأطفال أهمية لا تقل عن أهمية الأم و دورها وعن تجربتها قالت :
قررت أن أعمل جليسة أطفال لسوء ظروفنا المادية فدخل زوجي محدود و لا يكفينا و لكنني لم أختر هذا العمل إلا بعد أن شعرت بأنني سأكون أم ثانية لكل طفل يأتي لعندي , لأن الطفل يقضي ساعات طويلة و استقبله من الصباح وحتى المساء حسب طبيعة عمل كل أم ومنزلي يشبه الحضانة فقد خصصت ألعاب عديدة وكل ما يلزم الطفل من احتياجات ولكننيفي أحد المرات كان لدي طفل اسمه " خالد " تعرض والداه لحادث سيارة دخلا المشفى في غيبوبة و بقي الطفل عندي حتى تعافت أمه وكنت أشعر بأن خالد ابني و اعامله بكل لطف وقد كبر خالد ولايزال إلى الآن يزورني وفي عيد الأم يزورني ويجلب معه هدية ويعتبرني كأم ثانية له .
مهنة جليسة الأطفال تدر المال المعقول :
رجاء تقول : اخترت هذا العمل لأساعد زوجي المقعد بعد أنتعرض لحادث و أصبح مصروف المنزل لا يكفي لستة أطفال و أنا لا أملك شهادة وهذه المهنة تدرالمال المعقول وخبرتي كأم كبيرة لذلك قررت أن اعتني بالأطفال و أعاملهم كأم ثانية لهم .
ما هو رأي المختصين في البحوث الإجتماعية عن مهنة جليسة الأطفال ؟
تؤكد السيدة " منيرة محمد " استاذة في العلوم الإجتماعية أن الأمر يرجع لطبيعة و أخلاق و مبادىء كل جليسة مشيرة إلى أن التي تخاف الله تدرك أن الطفل أمانة لديها ولابد أن تحافظ عليه ,و الأمر يختلف فالبعض يبحث عن دخل مادي يتناسب مع ظروفهم و البعض الأخرلا يهمه المال بل الشعور بالأمومة.
رأي الطب النفسي :
أكدت الطبيبة النفسية " سماح مراد " أن تعلق الطفل بأمه يبدأ بالشهر الثامن من العمر إذ يسعى للقرب منها على الدوام و هي الوحيدة القادرة على تهدئته أكثر من غيرها .وفي حال افتقد الطفل للشعور بالأمان تظهر عليه علامات الكآبة والحزن و يتأخر بالمشي فالأم هي مرتكز الأمان ليتعرف الطفل على عالمه المحيط به .
و أكدت أنه في حال وجود الأم البديلة يجب أن تتمتع بكفاءة عالية و أن تكون مؤهلة لحماية الطفل لكن شرط أن تظل علاقة الطفل بأمه هي الأقوى .
و أشارت أن الحضانة لا تترك أثر سلبي ما دامت الأم تقضي وقت كافي مع ابنها وتعطيه كل ما يحتاجه من رعاية وحنان وانتباه مركز طيلة تواجدها معه.
أكدت الدراسات النفسية أن النمو العصبي للطفل والنشاط الدماغي لديه يتأثران بمدى شعوره بالأمن و الطمأنينة ومدى مقدرة الأم على توفير الجو الآمن لطفلها لتنشئته بشكل سليم .