التجربة السياسية للحركة الإسلامية في سورية: د. مصطفى حسني السباعي أنموذجاً – 4

clip_image001_266ca.jpg

الشيخ مصطفى السباعي - رحمه الله- كان أحد العلماء البارزين والدعاة المشهورين والمصلحين المعدودين، وكانت له مع ذلك جهود سياسية واجتماعية مؤثرة، وهو نموذج من النماذج التي تحتذى، وقدوة يقتدي بها أهل الإسلام في زماننا وفي كل زمان .

ولا يسع المؤرخ في تاريخ سوريا أن يغفل الحديث عن الدكتور الشيخ مصطفى حسني السباعي أو الوقوف عند محطات بارزة في مسيرة حياته ، وذلك لسببين :

أ-الدور الحاسم الذي اضطلع به في تأسيس جماعة الإخوان المسلمين في سورية وفي قيادتها وإنجازاتها على مدى ثلاثة عقود .

ب- تداخل حياة الشيخ بأعمال الجماعة وأنشطتها تداخلاً لا يمكن فصل أحدهما عن الآخر، ومن ثم فلا بد من إلمامة عاجلة عن حياة الرجل الكبير المليئة بالفكر والعبر والإنجازات العظيمة طيلة حياته المباركة .

لقد رافقت نشأتَه منذ الصغر ظروفٌ قاسية مرت بها البلاد.. من استعمار، وفساد سياسي، وتخلف، وجهل، ومظالم اجتماعية، وسياسية، ولقد تحسس د. مصطفى السباعي هذه المآسي، وهبّ متمردًا على هذا الواقع السيئ، وكان أول عمل قام به تأليف جمعية سرية لمقاومة مدارس التبشير الأجنبية، ودعا إلى محاربة الاستعمار، ومدارسه ومظالمه من فوق المنابر بخطب مثيرة، وكان يقود المظاهرات الصاخبة.. فمن هو مصطفى السباعي ؟، وما هي سيرته وسريرته، وما هي التجربة السياسية عنده ؟...

وفي هذه الصفحات سوف نجيب على بعض هذه التساؤلات، وقديماً قالوا : مالا يدرك كلّه، لا يترك جلّه ...

المولد والنشأة :

ولد مصطفى حسني السباعي في عام 1915م في مدينة حمص السورية في أسرة علمية عريقة. حيث كان أجداده وأبوه يتولون الخطابة في الجامع الكبير بحمص جيلاً بعد جيل، وكان أبوه الشيخ حسني السباعي في طليعة العاملين والمؤيدين للحركات الوطنية، ومن محبي الخير مساهماً في تأسيس الجمعيات الخيرية والمشاريع الاجتماعية، يحرص على عقد مجالس العلم مع لفيف من فقهاء حمص وعلمائها الأخيار حيث كانوا يتدارسون الفقه، ويتناقشون في أدلة مسائله.

بدأ مصطفى السباعي بحفظ القرآن الكريم، وتلقى مبادئ العلوم الشرعية على أبيه حتى بلغ السن التي تخوله دخول المدرسة الابتدائية، حيث التحق بالمدرسة المسعودية، وبعد أن أتم فيها دراسته بتفوق ظاهر، التحق بالثانوية الشرعية، وأتم دراسته فيها عام 1930 بنجاح باهر لفت أنظار كبار أساتذته الذين كانوا يتوقعون له مستقبلاً علمياً باهراً.

ولم يقتصر في دراسته الشرعية على المناهج المدرسية، وإنما كان يحضر مجالس العلم التي كان يعقدها والده مع كبار الفقهاء والعلماء، وكان يتردد على غيرهم من علماء حمص يتلقى عنهم العلوم الإسلامية المختلفة.

كما كان السباعي مولعاً بالمطالعة والبحث في كتب الأدب والثقافة المختلفة، وفي ذلك قام بتأليف جمعية سرية لمقاومة مدارس التبشير الأجنبية التي أنشئت بمساعدة السلطات الاستعمارية الفرنسية، وكانت هذه المدارس تحبب إلى طلابها الثقافة الغربية، وتعمل على إبعادهم عن عقيدتهم.. فعمل السباعي على محاربتها، كما ساهم في تأسيس وقيادة عدد من الجمعيات الإسلامية في حمص، وفي غيرها، ومنها (الرابطة الدينية بحمص)، و(شباب محمد صلى الله عليه وسلم)، و(الشبان المسلمين في دمشق) .

وكان يلقي خطبة الجمعة في كثير من الأحيان في الجامع الكبير نيابة عن أبيه، مما جعله يحتل مكانة مرموقة في بلده، وحاز إعجاب الجماهير التي كانت تتوق لسماع خطبه القوية الحماسية ضد الاستعمار الفرنسي، وكان يكتب المنشورات ويوزعها سراً، وأنكر بعض البدع والعادات في المجتمع، فلم تلبث سلطات الانتداب الفرنسية أن ألقت القبض عليه وأودعته السجن عام 1931م، وهو في السادسة عشرة من عمره، ولم تكد تفرج عنه حتى اعتقلته مرة أخرى إثر خطبة عصماء أهاج بها المصلين على الفرنسيين عام 1932م، فمكث في السجن ستة أشهر .

وعندما أفرج عنه رأى أن يتابع دراسته وتحصيله العالي في مصر.

سافر مصطفى السباعي إلى مصر عام 1933، والتحق بالجامعة الأزهرية، وانتسب إلى قسم الفقه، وأدهش أساتذته لما أبداه من تفوق باهر، ثم انتسب إلى كلية أصول الدين، ونال إجازتها بتفوق التحق بعدها بقسم الدكتوراه لنيل شهادتها في التشريع الإسلامي وتاريخه، وقد قدم أطروحته العلمية وموضوعها (السنة ومكانتها في التشريع الإسلامي) التي نالت درجة الامتياز، وكان ذلك عام 1949م، وقد أدهش اللجنة بدقته العلمية، وأصبح هذا الكتاب القيم من أهم المراجع العلمية في موضوعه.

وما إن استقرّ السباعي في القاهرة، حتى بادر بالاتصال بالشيخ الكبير محب الدين الخطيب صاحب مجلة الفتح والزهراء التي سبق له مراسلتها والكتابة فيها ، وهو في الثانية عشرة من عمره، فتابع الكتابة بالمجلة وهو قريب من صاحبها ومؤسسها، كما اتصل بجمعية الشبان المسلمين التي سبقت بالظهور جماعة الإخوان المسلمين، ثم اتصل بداعية الإسلام الشهيد حسن البنا، وكان قد سمع به من قبل، وعرف جهاده في سبيل الإسلام، وكان الإمام البنا قد فرغ من بناء جماعته التي استطاعت بقيادته الفذة أن توجد في مصر التيار الإسلامي الذي أثبت وجوده وقد أفزع الإمام البنا الاستعمار وعملاءه، فأقدموا على اغتياله عام 1949م، بعد أن أثبت أنه وجماعته قوة ترهب المستعمرين وتهدد وجودهم ومصالحهم.

وقد أعجب السباعي بعمل البنا، ورأى أن ما كان ينشده، ويفكر به من تنظيم جماعة تنهض بعبء رسالة الإسلام، قد تحقق على يدي الإمام البنا، فساهم خلال وجوده في مصر بدفع هذه الحركة، وتوسيع نشاطها، وتدعيم أساسها، فاستفاد من تجربتها، وأفادها من خبرته ونشاطه.

جهاده السياسي في مصر :

وكان الشيخ مصطفى خطيباً مفوهاً، زلق اللسان، فصيح البيان، فكانت خطبه ذات أثر بالغ في نفوس السامعين ، وكان رحمه الله يحرض السامعين على التظاهر ضد المستعمر البريطاني ، ويشارك في المظاهرات ، ويلقي الخطب الحماسية ، ويستنفر أبناء الكنانة لمقاومة المستعمر، وبلغ نشاطه حداً أقلق الاستعمار البريطاني وأتباعه في مصر آنذاك، فألقي القبض عليه من قبل القيادة البريطانية بتهمة تحريض الشعب المصري على الثورة ضد الإنكليز، وزج به في السجن عام 1934م، وبعد شهرين أفرجت عنه، فاستأنف جهاده، فاعتقلته السلطات المصرية بأمرٍ من الاحتلال مع مجموعةٍ من زملائه الطلبة، وهم: مشهور الضامن، وإبراهيم القطان، وهاشم الخازندار، وفارس حمداني، وعلي الدويك، ويوسف المشاري، وبقَوا في المعتقل قرابة ثلاثة أشهر، ثم نُقلوا إلى السلطات الإنجليزية في فلسطين فأودع في معتقل (صرفند) بفلسطين، بتهمة تشكيل جمعية سرية لتأييد ثورة رشيد عالي الكيلاني في العراق، وبعد مضي أربعة أشهر أفرج عنه لتعيد السلطات الفرنسية اعتقاله من جديد فور وصوله إلى سورية، وزجته في سجون(المية ومية) وفي قلعة ( راشيا ) في لبنان أكثر من ثلاثين شهراً (سنتين ونصف) تحت التعذيب وفي الأشغال الشاقة دون أن ينال العدو من عزيمة الشيخ شيئاً كما ذكر الذين كانوا معه في السجن ، بل كان يشحذ العزائم ويستنهض الهمم ، وعندما تمّ الإفراج عنه، وعاد إلى مصر باشر مهنة التدريس في التربية الإسلامية واللغة العربية دون أن يفتر أو يهادن الفرنسيين، بل كان دائب التحريض على الثورة المسلحة ضد المحتلين، وتخليص الوطن من الفرنسيين، وإنقاذ فلسطين من اليهود والبريطانيين .

جهاده ضد الفرنسيين في سورية :

وبعد أن أفرج عنه الفرنسيون عاد إلى حمص، ثم انتقل إلى دمشق ليتابع نشاطه في الدعوة إلى الإسلام، وقيادة الجماهير في طريق (الحق والقوة والحرية) ورأى أن الوقت قد حان لإخراج الحركة من نطاق العمل الشعبي العام إلى نطاق الحركة المنظمة، وبدأ باصطفاء الأكفاء من الرجال، وانتهى إلى تأسيس الجماعة المنشودة مختاراً لها اسم الحركة الإسلامية في مصر، لإخراج الحركة من النطاق المحلي إلى نطاق الوطن العربي الكبير، فأعلن عام 1945 قيام (جماعة الإخوان المسلمين)، وقد انتخبته الهيئة التأسيسية للجماعة فيما بعد مراقباً عاماً مدى الحياة، فقاد الجماعة قيادة الحكيم حتى استطاع أن يوجد في سورية التيار الإسلامي الواعي الذي استقطب خيرة الشباب المثقف المؤمن، واستمر السباعي القائد يمنح دعوته وجماعته من شبابه المتوقد وحيويته النادرة وعقله الجبار وروحه القوية وكل ذرة من جهده ووقته حتى سقط من الإرهاق، لكنه لم يستسلم للمرض، وكان يقول: (خير لي أن أموت وأنا أقوم بواجبي نحو الله، من أن أموت على فراشي، فالآجال بيد الله، وإن ألمي من حرمان الطلاب من دروس التوجيه أشد وأقسى من آلامي الجسدية، وحسبي الله وعليه الاتكال) .

جهاده في فلسطين :

clip_image003_0e2cd.jpg

لم تكن قضية فلسطين، قضية عادية عند السباعي، فهو الزعيم القائد الذي قرن القول بالعمل فطاف أنحاء البلاد من أدناها إلى أقصاها يلقي الخطب الحماسية يثير بها الجماهير المؤمنة في كل مكان، ويأخذ عليها العهود والمواثيق بأن تبذل لفلسطين الإسلامية كل غال، وقد كان ذلك عقب الإفراج عنه سنة 1943 م، وقد نشرت صحف دمشق وغيرها من الصحف العربية يومئذ أنباء هذه الجولات والمظاهرات التي كان يقودها عقب كل خطاب في كل مدينة وقرية في أنحاء سورية.

كما نشرت هذه الصحف محاضراته وخطبه وأحاديثه.

وفي عام 1948 ولدى اعتراف الأمم المتحدة بشرعية دولة إسرائيل في فلسطين، انطلق السباعي يجوب المدن السورية، ويدعو إلى التطوع لإنقاذ فلسطين، واندفع في مقدمة الركب يقود كتائب الشباب المؤمن من جماعة (الإخوان المسلمين) الذين رباهم على مبدأ (والموت في سبيل الله أسمى أمانينا) .

تقدَّم إخوان سوريا تحت قيادة المجاهد الشيخ مصطفى السباعي المراقب العام لإخوان سوريا، وأعدوا كتيبةً لمساعدة إخوانهم القادمين من مصر، واستقبلوهم في معسكر قطنا، حتى إن الإمام البنا حرص على زيارتهم في المعسكر، وفي أرض المعركة تم لقاء كتائب إخوان سورية بكتائب إخوان مصر، والتقى السباعي بالبنا، وتعاون القائدان، ووضعا خطة مشتركة للمعركة، وتوزعا أماكن القتال .

وطالب الإمام البنا الحكومات العربية بعدم التدخُّل في هذه الحرب؛ حتى لا يكتسب اليهود عطف العالم، وذكَّرهم بأنها حرب عصابات بين المجاهدين الفلسطينيين والعصابات اليهودية، وأنه لا تنفع معهم الجيوش المنظَّمة، لكن الملوك والحكام رفضوا ودخلت جيوش سبع دول عربية، لكنها لم تكن معدَّة إعدادًا جيدًا، فلحقتها الهزيمة في كل معاركها، وكانوا يستعينون بالمجاهدين الإخوان في كثيرٍ من العمليات، وظهرت خيانة الحكام بقبول الهدنة، ثم اعتقال المجاهدين، ثم اكتملت المؤامرة باغتيال الإمام البنا في 12/2/1949م.

أصبح السباعي مسؤولاً عن معسكر المجاهدين في قطنا، وبعد الإعداد الجيد لمدة شهر ونصف سافر الفوج الأول بقيادة الملازم عبد الرحمن الملوحي في صحبة الشهيد عبد القادر الحسيني، ثم لحق بهم الفوج الثاني، والذي كان فيه الشيخ السباعي، ووصلت هذه الكتيبة إلى القدس وعملوا على حماية أهلها، واشترك في معركة القطمون، ومعركة الحي اليهودي بالقدس القديمة، ثم معركة القدس الكبرى، غير أنه شعر بأن شيئًا يحدث على الساحة السياسية، وتحقّق ظنُّه بإعلان الهدنة، وعاد إلى سوريا في 8/12/1948م غاضبًا يصبُّ جام غضبه على المأجورين والعملاء، ويفضح خطط المتآمرين، ويكشف عمالة الأنظمة، ويشرح ما جرى من مهازل القادة العسكريين الذين كانوا تحت إمرة الجنرال (كلوب) الإنجليزي، ويكشف قضية الأسلحة الفاسدة التي زُوِّد بها الجيش المصري، ويفضح تصريحات القادة العراقيين عن عدم وجود أوامر لضرب اليهود، ولولا جهاد المتطوِّعين من الفلسطينيين والمصريين والسوريين والأردنيين من الإخوان المسلمين لما وُجد ثمة قتال حقيقي ضد اليهود، بل هدنة ثم هدنة لتمكين اليهود من العرب، وإمدادهم بالأسلحة الأوروبية والأمريكية والمقاتلين الأجانب لترجيح كفة اليهود على الفلسطينيين، ثم تسليم البلاد وتهجير أهلها واعتقال المجاهدين المتطوِّعين في سبيل الله للذود عن ديار المسلمين المقدَّسة.

يقول السباعي: "كنا نشعر ونحن في قلب معارك القدس أن هناك مناورات تجري في الصعيد الدولي، وفي أوساط السياسات العربية الرسمية، فتشاورنا في كتيبة الإخوان المسلمين فيما يجب علينا فعله بعد صدور الأوامر إلينا بالانسحاب من القدس، فقرَّ رأينا على أننا لا نستطيع مخالفة الأوامر الصادرة إلينا بمغادرة القدس لاعتباراتٍ متعدِّدة، وأننا بعد وصولنا إلى دمشق سنرسل بعض الإخوان المسلمين خفيةً إلى القدس مرةً ثانيةً لدراسة ما إذا كان بالإمكان عودتنا بصورة فردية، لنتابع نضالنا في الدفاع عن فلسطين، وعدنا إلى دمشق مع سائر أفراد الحامية وقيادتها التابعة لجيش الإنقاذ؛ حيث تسلَّمت قيادة جيش الإنقاذ أسلحتنا ووعدت باستدعائنا مرةً ثانيةً عند الحاجة.

وقمت بجولةٍ في سوريا تحدَّثت فيها عن معارك فلسطين، وألقيت في ذلك محاضرات في كل مكان من دمشق وحمص وحماه وحلب واللاذقية ودير الزور وغيرها من المدن السورية، وذهل الجمهور لما أبديته من حقائق لم تكن معروفة لديهم تمامًا، حتى شكَّ بعضهم فيها، ثم انكشف الأمر وتبيَّن صدق ما أدَّعي من العوامل الخفية والظاهرة التي كانت تُسيِّر معركة فلسطين، هذا بينما كان فريق من إخواننا المجاهدين قد عادوا إلى فلسطين خفيةً لتنفيذ ما اتفقنا عليه".

وبعد عودته سجَّل ملاحظاته على الحرب فقال:

1- إن جيش الإنقاذ الذي ألَّفته الجامعة العربية تحت قيادة فوزي القاوقجي لم يكن إلا تسكينًا لشعور العرب، ولم يستطع الذود عن مدينة واحدة.

2- إن قيادة جيش الإنقاذ لم تخض معركةً واحدةً جديةً في فلسطين.

3- إن جيش الإنقاذ كانت مهمته تحطيم منظَّمة الجهاد المقدَّس، والتي كان قائدها عبد القادر الحسيني.

وانتهت الحرب بهزيمة الجيوش العربية واعتقال المجاهدين من إخوان مصر والزجِّ بهم في السجون في عهد إبراهيم عبد الهادي.

وعندما اندلعت معارك القنال بمصر طلب من الحكومة السورية سنة 1952م السماح بمشاركة الإخوان في سوريا أن ينضموا إلى إخوانهم في مصر في كفاحهم ضد الإنجليز، فصدر الأمر باعتقاله وحلِّ الإخوان في سوريا.

وعلى مر الأيام والسنين لم ينس السباعي القضية الفلسطينية، فدعا إلى تخصيص أسبوع من كل عام باسم (أسبوع الخطر الصهيوني) تقام فيه المهرجانات الشعبية في سائر أنحاء البلاد، وبدأ هذا المشروع عام 1955، ودعا فيه قادة الحركة الإسلامية في الوطن العربي للاشتراك في هذا الأسبوع، وطاف معهم في شتى أنحاء البلاد يتحدثون عن الخطر الصهيوني، ويقودون المظاهرات الشعبية لمطالبة الحكومات والمسؤولين بإعداد الشعب للمعركة واتخاذ كافة الاستعدادات لمعركة التحرير.

كما طالب وإخوانه في المجلس النيابي بتدريس القضية الفلسطينية كمادة أساسية في منهج التعليم، وقد أقر هذا الاقتراح، ونفذ بالفعل، حتى تم تجاوزه في المناهج الدراسية في سورية بعد عام 1963 تمهيداً لما سيأتي بعد!! .

جهاده السياسي تحت قبة البرلمان :

انتخب الشيخ مصطفى السباعي نائباً عن دمشق في الجمعية التأسيسية التي تحوّلت بعد وضع الدستور إلى برلمان (1949 ـ 1954)، وكان أهلاً لهذه الثقة وسرعان ما لمع نجمه كبرلماني شعبي متفوق يقارع الباطل والفساد، ولا يهادن، فاتجهت إليه الأنظار، والتفتت حوله القلوب داخل البرلمان وخارجه انتخب نائباً لرئيس المجلس، وأصبح عضواً بارزاً في لجنة الدستور العامة، وأحد الأعضاء التسعة الذين وضعوا مسودة الدستور، وقدموها إلى اللجنة العامة لإقراره بعد أن ضمَّنه مواد إسلامية رائعة.

وتمكَّن السباعي وإخوانه من استبعاد الطابع العلماني عن الدستور، وفرض الطابع الإسلامي على معظم أحكامه الأساسية سنة 1950م.

قال الأستاذ السباعي في كتابه القيِّم "دروس في دعوة الإخوان المسلمين": "نحن نعتقد أن كل نظام صالح في العالم لا يمكن أن ينتفع به ما لم تؤيِّده حكومةٌ حرةٌ قويةٌ صالحةٌ، ومن أجل ذلك آمن الإخوان المسلمون بوجوب تحرير العالم العربي والعالم الإسلامي من الاستعمار مهما كان شكله أو لونه، كما آمنوا بتوحيد البلاد العربية في الوطن العربي الكبير والتعاون مع البلاد الإسلامية والصديقة بأي شكل من أشكال التعاون الذي يحقِّق قوة العالم الإسلامي ونجاته من الاستعمار ونهوض شعوبه من الفقر والجهل والتأخر، وفي سبيل هذه الغاية عمل الإخوان المسلمون في حقل القضايا العربية والإسلامية بنشاطٍ لم يُعهَد في غيرهم من الهيئات والجماعات".

وقد تبنى مصطفى السباعي في البرلمان السوري حركة العمال، ودافع عن حقوقهم وطالب برفع مستواهم المادي والاجتماعي والأخلاقي، وتبنى مطالبهم في مجلس النواب، وطاف القرى، وعاش مع الفلاحين، وعرف مشاكلهم، وطالب برفع مستواهم وإنصافهم.

مبدأ (المواطنة) عند الدكتور مصطفى السباعي :

كتب الباحث الإسلامي السوري د. منير محمد الغضبان - رحمه الله- مقالة قيمة تحت عنوان مبدأ المواطنة عند الدكتور مصطفى السباعي يقول فيها :

(  رغم كل ما كتب في المواطنة. فلا يزال الحديث عنها بحاجة إلى تأصيل وتعميق شرعي . والدكتور السباعي رحمه الله رائد كبير من رواد هذا المبدأ، ولرأيه أهمية كبرى إذ يمثل أكبر تنظيم  إسلامي في سورية؛ الإخوان المسلمون .

وسنعرض لهذا الموضوع ضمن الفقرات التالية :

بعد نزول آية الجزية في السنة التاسعة للهجرة وابتداء الفتوحات الإسلامية في عهد الصديق رضي الله عنه صار كل من  هادن الإسلام ذميا  بحماية المسلمين . ولم يكن الأمر كذلك في الدول التي دخلت الإسلام عن طريق التجارة، والدعوة إلى الله .

أولاً : الجذور الأولى لفكرة المواطنة عند السباعي :

وبقي هذا الأمر سائداً خلال التاريخ الإسلامي، وفي الدولة العثمانية التي تمثل المسلمين في العالم حتى عام 1839، حيث صدر مرسومان سلطانيان نصّا على اعتبار المساواة بين المواطنين ؛خلال عهد السلطان عبد المجيد.

أولهما : في عام 1839 صدر  خط شريف همايوني المشهور بمنشور كولخاتة الذي وضعه الصدر الأعظم مصطفى رشيد باشا، والذي عرف بخطه المعتدل الإصلاحي في الدولة العثمانية . وقد كفلت هذه التنظيمات مساواة المسلمين والذميين من الرعايا العثمانيين أمام القانون مقابل الحفاظ على الدولة العثمانية بعد أن هددها محمد علي باشا في الفترة  1839-1842 بموجب معاهدة لندن .

وقد راح العلماء يشرحون للأمة أن هذا المنشور لا يتعارض مع الإسلام، ثم كان المنشور الثاني في عام 1856 والمعروف بخط شريف همايوني، ثم عرف بمنشور التنظيمات الخيرية، وقد صدر عقب حرب القرم ( 1854-1856 ) والذي أكد كسابقه المساواة في ذلك  بالضرائب ( إلغاء الجزية ) وتمثيل الطوائف غير الإسلامية بمجالس محلية ومجلس القضاء، وقد أخذ شرعيته لكونه صادراً عن الخليفة العثماني الإسلامي أكثر من شرعيته بتبني العلماء له ..)[2] .

وبهذه المواد المذكورة أصبح عقد غير المسلمين مع المسلمين على أساس المواطنة والتساوي في الحقوق والواجبات، وإنهاء عقد الذمة الذي قام  في الأصل على المقاتلة بين المسلمين وغيرهم .

رابعاً: عبقرية السباعي في التخريج الشرعي لفكرة المواطنة، وتغيير عقد الذمة يقول -رحمه الله - :

" وكانت الجزية قبل الإسلام تفرض على من لم يكن من الفاتحين عرقاً أو بلداً أو ديناً، سواء حارب  أم لم يحارب . أما في الإسلام فلا تفرض إلا على المحاربين من أعداء الأمة، أما المواطنون من غير المسلمين ممن لم يحاربوا الدولة فلا تفرض عليهم الجزية كما فعل عمر بن الخطاب مع نصارى تغلب "

وقال: لو رجعنا الى آية الجزية في القرآن لوجدناها تقول : " قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر. . . "، فهي كما ترون تجعل الجزية غاية لقتال أهل الكتاب حين نتغلب عليهم . وليس كل أهل الكتاب يجب علينا أن نقاتلهم، إنما نقاتل من يقاتلنا ويشهر علينا السلاح، ويعرّض كيان الدولة للخطر. وهذا هو صريح الآية الكريمة :

" وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم، ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين "

. . . فلاشك في أن  الذين يعيشون في الدولة مع المسلمين من أهل الكتاب، ويشاركونهم في الإخلاص والولاء لها، ليسوا ممن يجوز قتالهم . فلا تفرض عليهم الجزية التي هي ثمرة القتال بعد النصر، وهذا ما يفهم من آيات الجزية من غير تأول ولا تعسف . . . )[4] . 

ثامناً :  الصيغة التي قدمها السباعي للجنة الدستور ال 23 ، ووافقت عليها :

( كانت المواد المقترحة كما جاءت في بيان السباعي المشار إليه، وكما أقرتها لجنة الدستور :

1-       الإسلام دين الدولة .

2-       الأديان السماوية محترمة ومقدسة .

3-       الأحوال الشخصية للطوائف الدينية مصونة ومرعية .

4-   المواطنون متساوون في الحقوق لا يحال بين المواطن وبين الوصول إلى أعلى مناصب الدولة بسبب الدين، أو الجنس، أو اللغة )[6]. 

تاسعا ً : السباعي يرد على الياس دمر الذي هاجم دين الدولة الإسلام :

( أما الزعم بأن النص على دين الدولة تفرقة بين أبناء الشعب ، وإثارة للنعرة الطائفية فهو زعم باطل لأننا لا نريد بهذا النص تمييز المسلمين عن غيرهم ولا افنئاتاً على حقوق المواطنين المسيحيين ، وحسبكم أن ترجعوا الى نص المادة كما جاءت  في المشروع ، لتعلموا أنها كتبت بروح نبيلة تشعر بالإخاء بين المواطنين . وليس القصد منها إلا تحقيق أهداف سياسية وقومية واجتماعية هي في مصلحة هذا الشعب مسلمه ومسيحيه على السواء ، ولو كان النص على دين الدولة يؤدي إلى التفرقة بين أبناء الوطن الواحد لما جاز لكثير من دول أوروبة وأمريكة أن تنص عليها في دساتيرها ) السباعي ل : د. زرزور / ص 271- عن مذكرات الجمعية التأسيسية ، الجلسة الثامنة والثلاثون بتاريخ 24/7/1950 ص/637.

عاشراً : البيان الذي أصدره السباعي عن ( دين الدولة ) :

وقد ركز هذا البيان على عدد من الأفكار التي تجلي ( عقد المواطنة ) الذي تبناه

أ‌-     ( القواعد الديموقراطية) :

إن القواعد المتبعة في دساتير العالم وأنظمة الأحزاب ومداولات المجالس النيابية بل في عرف الدنيا جميعاً أن رأي الأكثرية هو المتبع والمعمول به ، فإذا قلنا إن دين الدولة الإسلام وهو دين تسعة أعشار المسلمين، ودين 98%  من العرب، أنكون قد تجاوزنا الحق ؟ وأهدرنا المنطق ؟ وخالفنا الديمقراطية ؟ وهذه هي الدول التي نصت دساتيرها على دين معين إنما اتخذت دين الأكثرية دينها الرسمي في كثير من الأحيان . . وليس في الدنيا دولة لا يدين شعبها إلا بدين واحد، بل في كل دولة أكثرية وأقلية، فهل نكون قد أتينا ببدع من الأمر إذا مشينا على القاعدة التي تمشي عليها دولة واحدة )[8] .

ب‌- وتحت عنوان : اعتراض المسيحيين على دين الدولة الإسلام كان مما قاله :

وأما توهم الانتقاص من المسيحيين وامتياز المسلمين ، فأين الامتياز ؟

أفي حرية العقيدة والاسلام يحترم العقائد جميعاً ، والدستور سيكفل حرية العقائد للمواطنين جميعاً ؟ أم في الأحوال الشخصية ، والاسلام يحترمهاوالدستور يكفلها ؟ أم في الحقوق المدنية

والتساوي في الواجبات ، والاسلام لا يفرق بين مسلم ومسيحي فيها ، ولايعطي للمسلم في الدولة حقاًأكثر من المسيحي ، والدستور سينص على تساوي المواطنين جميعاً في الحقوق والواجبات ؟  إني سأضع أمام القراء ، وأمام أبناء الشعب جميعاً نص المادة المقترحة في هذا الشأن ليروا بعد ذلك أي خوف منها ، وأي غبن يلحق بالمسيحية فيها ؟ 1- الإسلام دين الدولة .

2- الأديان السماوية محترمة ومقدسة .

3- الأحوال الشخصية للطوائف الدينية مصونة ومرعية .

4- المواطنون متساوون في الحقوق ، لا يحال بين مواطن وبين الوصول إلى أعلى مناصب الدولة بسبب الدين أو الجنس أو اللغة .

إني أسأل المنصفين جميعاً وخاصة أبناء الطوائف الشقيقة إذا كانت المادة التي تنص على أن دين الدولة الإسلام هي التي تتضمن هذه الضمانات كلها فأين الخوف ؟  وأين الغبن وأين الامتياز للمسلمين، وأين الانتقاص لغيرهم ؟)[10] .

د – اعتراض العلمانيين :

( وفي هذه الفقرة يعود ليؤكد على فكرة المواطنة ) عند الأمة فكان مما قاله :

وأعود فأقول لهؤلاء : إن الذي تخوفون به بعض المثقفين من أن النص على الاسلام ديناً للدولة يجعل لرجال الدين الكلمة الأولى في البلاد ، هو( بعبع ) لايخيف إلا من خيم الوهم والباطل على عقولهم فليس في الاسلام رجال دين تكون لهم الكلمة  ، ونحن لانريد بهذا النص أن نلغي البرلمان ، ونطرد ممثلي الأمة ، ونمحو القوانين ، كلا ، كونوا مطمئنين ، فسيظل كل شيء على حاله ، سيبقى لنا مجلسنا ونوابنا وقوانيننا وأنظمتنا ولكن . . مع سمو الروح ونظافة اليد، واستقامة الأخلاق، وعيش الإنسان الكريم )[12] .

حادي عشر : المجلس النيابي يرفض مادة دين الدولة الإسلام ، يقول يوهان وايسنر حول هذا الموضوع :

( الحل السياسي : . . . وجاء في جريدة المنار أن الجرائد الأخرى أوردت أن الكتل البرلمانية قررت إلغاء المادة المتعلقة بدين الدولة، وفي 6 تموز / يوليو تم فعلاً تغيير المادة رقم 3 المتعلقة بدين الدولة لتصبح كما يلي :

1-             دين رئيس الجمهورية الإسلام .

2-             الفقه الإسلامي هو المصدر الرئيسي للتشريع .

3-             حرية الاعتقاد مصونة والدولة تحترم جميع الأديان السماوية، وتكفل حرية القيام بجميع شرائعها على أن لا يخل ذلك بالنظام العام .

4- الأحوال الشخصية للطوائف الدينية مصونة ومرعية . . وتعهدت الدولة بالإضافة لذلك في مقدمة الدستور الجديد بالتمسك بالإسلام إذا كانت أغلبية الشعب من المسلمين، وبالصداقة والتعاون مع شعوب العالم الإسلامي والعربي، واقامة دولة حديثة على الأسس الأخلاقية للإسلام والأديان التوحيدية الأخرى، ومكافحة الإلحاد وتحلل الأخلاق ..)[14] .

ثاني عشر : حرص السباعي على الإسلام وحربه للطائفية :

والفضل ما شهدت به الأعداء . إذ ندع الكلام في هذه الفقرة للسيد أكرم الحوراني (الخصم الألد للسباعي، ويمثل التيار القومي في المجلس النيابي )  في وصف هذا الموقف :

(وبعد أن انتهت المناقشة العامة لمشروع الدستور أقرت لجنة الأحزاب المشتركة ولجنة الدستور المادة الثالثة . . . وتقرر أن يضاف غلى مقدمة الدستور النص التالي :

ولما كانت غالبية الشعب تدين بالإسلام، فإن الدولة تعلن استمساكها بالإسلام ومثله العليا، ويعلن الشعب عزمه على توطيد أواصر التعاون بينه وبين شعوب العالم العربي والإسلامي وبناء دولته الحديثة على اساس من الأخلاق القويمة التي جاء بها الاسلام والأديان السماوية الأخرى وعلى مكافحة الإلحاد والتحلل الخلقي ، فقام الخلاف بين جبهة المشايخ ( رابطة العلماء ) بدمشق أذاعت بياناً بتاريخ 28 تموز جاء فيه :

إن رابطة العلماء، ويؤيدها الشعب السوري الكريم رأت أن المادة الثالثة من مشروع الدستور، دين الدولة الإسلام، التي فازت بتأييد الأكثرية . . جاءت وفقاً لدساتير الدول المجاورة، ومماثلة لدساتير الدول الأجنبية الكثيرة في النص على ارتباط الدولة بدين الأكثرية .    وكانت مؤيدة بألوف العرائض التي قدمتها الأمة ووفودها الكثيرة من جميع هيئاتها الكثيرة وطبقاتها أصبحت التزاما لا يصح انتزاعه ولا تعديله، فأذاع الشيخ مصطفى السباعي عميد الجبهة الاشتراكية الإسلامية بياناً معاكساً جاء فيه :

حينما أعرب جمهور الشعب بمختلف طبقاته عن رغبته في النص على أن يكون دين الدولة الإسلام ، انما كان يقصد الاستفادة من التشريع الإسلامي وتوجيه الشعب توجهاً أخلاقياً، والحفاظ بعلائق الأخوة والتعاون مع شعوب العالم العربي والإسلامي وإن النصوص الجديدة التي أقرتها لجنة الأحزاب المشتركة للمادة الثالثة تضمنت هذه المبادئ.

وطلب الشيخ مصطفى في بيان إلى الرأي العام الواعي أن يدرس هذه النصوص الجديدة بهدوء وتجرد وعلى المتدينين خاصة أن يحكموا عليها بعد دراستها النزيهة المتجردة إلى أن يقول :

"إ ن هذه النصوص حققت ودفعت عن الوطن كارثة انقسام طائفي لا يرضى به كل متدين عاقل وكل وطني مخلص "

أما رجال الدين المسيحي فقد وافقوا على النص الذي أقرته لجنة الأحزاب المشتركة، وهكذا تمكنت الجمعية التأسيسية باجتماع 29/7/1950 أن تقر بما يشبه الإجماع النص الذي اتفقت عليه لجنة الأحزاب المشتركة لصيغة المادة الثالثة كما أوردتها بالنص ، وعلى ما ورد في مقدمة الدستور بالحوار والمناقشة مع الأساتذة النواب أعضاء اللجنة، د.معروف الدواليبي، والأستاذ محمد المبارك، والشيخ مصطفى السباعي المرشد العام للإخوان المسلمين في سورية، وهم من المتضلعين بالفقه الإسلامي، وحاملي أرقى الشهادات، وكانوا أساتذة في معهد الشريعة الإسلامي في دمشق، هذا المعهد الذي تحول فيما بعد إلى كلية الشريعة في الجامعة السورية، وأصبح الشيخ مصطفى السباعي عميداً لها . .)[16] .

وأخيراً، فتبني السباعي -رحمه الله- لمبدأ المواطنة، وتخريجه الشرعي له، وموقفه العملي معه رفعه من مصاف المصلح المحلي إلى مصاف القائد العربي والإسلامي . فوحدة الأمة العربية كلها هي التي تشغل باله، وتؤرق وجدانه، وكما قال أستاذنا الدكتور الفاضل :

( لقد اعتنق السباعي في رأيي، وهذا ما يجعله عظيماً في عيني عقيدة، وظل أميناً لها بلسانه وبقلمه حتى آخر نسمة من نسمات حياته، عقيدته: أن دعوة القومية العربية التي بعثت من جديد لتلم شتات العرب في كل قطر، وتجعل منهم أمة موحدة الرغائب والقوة، يجب أن تقوم على أساس من قيم الإسلام الروحية، وتعاليمه الأصيلة، وتراثه الحضاري الخالد .

إن الإسلام كان، وسيبقى . . . ويجب أن يبقى ظئراً للعروبة، حماها حماه، وقيمها مشتقة من قيمه، مستلهمة منها، متساوقة منسجمة معها . . . )

[2] -( من بيان رابطة العلماء في سورية عام 1938) .

[4] - مصطفى السباعي : الداعية المجاهد ، والفقيه المجدد –  د. عدنان زرزور : ص 267 .

[6] -( الحركات الإسلامية في سورية – وايسنر : ص/390 ) .

[8] - المشروع السياسي للإخوان المسلمين – ص/55 .

[10] - السباعي : د. زرزور : ص280-281 .

[12] - السباعي : د. زرزور  : ص 281- 283 .

[14] - كتاب الحركات الإسلامية في سورية من الأربعينيات حتى نهاية عهد الشيشكلي: بوهانس واسيز ص/390.

[16] - مصطفى السباعي بأقلام محبيه وعارفيه. إعداد محمد مصطفى السباعي/ ص64-69- مقتطفات . دار الوراق ط. الأولى 1421-2000 م .

[17] - السباعي بأقلام محبيه وعارفيه. / ص-69 .

وسوم: العدد 760