سوتشي والدستور
الدستور هو القوانين التي يضعها مثقفو الأمة ليسير عليها الشعب .
كنا محكومين بمجلة الأحكام العدلية وهي مواد قانونية متنزعة من الفقه الحنفي ، وجاء حكم حسني الزعيم واختار لوزارة العدل العلماني أسعد كوراني الذي ألغى بجرة قلم المجلة ووضع القانون المدني .
علما أن إنقلاب حسني الزعيم صنعته شركة التابلان الأمريكية
وأقام الدنيا وأقعدها فقيه سوريا والعالم الإسلامي مصطفى الزرقا فكتب كتابه العظيم الفقه الإسلامي في ثوبه الجديد رحمه الله
واليوم في عصر الظلمات صار لافروف الروسي يضع لنا دستورا مع رندة قسيس ومن ذهب إلى سوتشي ؟ ؟
هذا الدستور خلا من رائحة الإيمان ؟
إن دستور ١٩٥٠ وضعته لجان حقوقية كان فيها خالد بكداش الشيوعي وعصام المحايري القومي السوري ، المادة الواحدة كانت تستغرق المناقشة أسابيع .
لما أراد الإسلاميون وضع مادة تقول : دين الدولة الإسلام والمسلمون السنة يشكلون ٨٥ بالمئة من الشعب السوري
في هذا الدستور مواد تضمن حقوق الأقليات وخاصة النصارى فهم أبناء الوطن ، كان علم معركة الدستور الشيخ مصطفى السباعي ومحمد المبارك يدعمهم من حلب أبو أحمد النبهان وكان همزة الوصل بين حلب ودمشق شيخ يمثل النبهان هو البطل أبو أسامة الشامي رحمهم الله
إن مادة الفقه الإسلامي مصدر رئيسي للتشريع استغرقت عشر أيام ، هل تصاغ المادة بالألف واللام أم تبقى نكرة
مصدر وهي تختلف عن كلمة المصدر !
ورجال القانون يفهمون هذا ، مصدر رئيسي من جملة المصادر ؟
اما عندما نقول الفقه الإسلامي هو المصدر الرئيسي للتشريع فهو وحده مصدر التشريع ولا يدخل معه الفقه الروماني ؟
تأملوا اليوم وجوه أصحاب سوتشي !
شاهت الوجوه ؟
للأسف يضع لسوريا المندوب السامي الروسي لافروف وصحبه يضعون الدستور ؟
تطورت الأحداث وصنع لنا مؤتمر سوتشي ومن دخله كان أمنا ؟ ومن عارضه خربت الدنيا على رأسه وصار من الضالين المغضوب عليهم؟
أحرار سوريا يرفضون سوتشي ويرفضون حضوره فانهال القصف على سراقب وإدلب ؟
علينا كقطيع أن نسير إلى سوتشي وإلا ....
هل تعلمون أن سوتشي مغتصبة من الشركس ياللعار ؟
الآن رندة قسيس والسيد دي مستورا يضع لنا دستورا فهل عقمت كليات الحقوق أن تلد قانونيين يضعون دستورا لبلدهم ؟ أين كلية الحقوق في دمشق وكذا في حلب وقديما قال العرب في أمثالهم ( النائحة الثكلى ليست كالنائحة المستأجرة ) لكن : يالك من قنبرة بمعمر / خلا لك الجو فبيضي واصفري / ونقري ماشئت أن تنقري /
خلت البلد من مصطفى الزرقا وعبد الوهاب حامد وناظم قدسي ومحمد المبارك ومصطفى السباعي رحمهم الله
إن في العالم العربي جهابذة في القانون أمثال السنهوري باشا المصري والشهيد عبد القادر عودة صاحب كتاب التشريع الجنائي في الإسلام ، في كلية حقوق دمشق جهابذة وفحول منهم أحمد السمان ومصطفى البارودي
سيقول لنا التاريخ دي مستورا لايلام لكن :
لا يلام الذئب في عدوانه / إن يك الراعي عدو الغنم
وأقول بحسرة :
أمتي كم صنم مجدته / لم يكن يحمل طهر الصنم
وياموت زر إن الحياة ذميمة / ويانفس جدي إن دهرك هازل
يارجال القانون في كليات الحقوق بحلب ودمشق هبوا وضعوا لأمتكم دستورا عليه مسحة من هدي السماء وهدي الرحمن ، فكم نحن اليوم بحاجة إلى ناظم قدسي وهاشم الأتاسي بل إلى أبي عبدو أمين الحافظ ؟
بئسا لسوتسي وخسئت ، وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر
فرجك ياقدير
وسوم: العدد 760