أنين الغوطة
لن تذهب دماء شهداء العرب والمسلمين في الغوطة الشرقية هباء... لا لن تذهب هباء ما دمنا نحفر في قلوبنا شواهد لما يفعله الروس والطائفيون الحاقدون على أمتنا.
الروس الذين اعتادوا الدماء وألفوا الكراهية وباعوا للعالم سوء الأخلاق، اليوم هؤلاء في بلادنا، أدخلتهم علينا أقلية حاقدة ليمارسوا قتل النساء والأطفال وينتصروا للطغاة والطائفيين الذين يشبهونهم في كل شيء.
هل يظن أولئك القلة المتلحفين ببقايا الشيوعية الساقطة أن التاريخ سينساهم؟ وهل يظن الروس أننا لن نذكر لهم ما فعلوه بِنَا كمسلمين وعرب، واننا لن نورثه ليوم الثأر؟ لو أنهم ظنوا ذلك فهم بعد لم يعرفوا العرب ولم يختبروا أهل الاسلام.
لقد سجلت الكاميرات اليوم آلاف من الشَهادات الحية على إجرام الروس والعصابات الطائفية القادمة من خارج الحدود لتنصر طاغية لم يعرف التاريخ له مثيلاً.
دُمّرت حُمص وحلب ومُسحت قرى وهُجرّ الملايين، كل ذلك تحت أنظار العالم الحر منه والمقيد.
لقد أُطلقت عصابات من سجون الطاغية وجمعت من مخلفات العالم مشردون ليصنعوا باسم الإسلام مجاميع تغطية لقتل الشعب السوري، مسرحيات مادتها الحقد وممثلوها آفاق الكون ومخرجوها شرار البشر، أما الشعب السوري فهو من تُدق أنفاسه حتى لا يصرخ وتقطع أوصاله حتى لا يتحرك وتنتزع حنجرته حتى لا يتكلم. اليوم تُروى الغوطة الشرقية بدماء السوريين حتى إذا رويت الأرض بالدماء فستعود تلك البقعة التي تحيط دمشق من الشرق والجنوب، ستعود كما كانت قبل تحكم الطغاة فيها، ستعود بساطا أخضرا يتخلله أشجار المشمش والخوخ والدراق والكرز والتوت وستعود سنابل الذرة الذهبية وأغصان الحور الباسقة الممشوقة وستتواصل تلال الغوطة الشرقية حتى تلتصق بالغوطة الغربية كذراعين تحتضنان دمشق الأم.
أيها الروس، يا من أتيتم بلادنا تحملون الدمار والتخريب وتمارسون أفظع ما في قاموس الشر الذي اعتدتم عليه، سترحلون يوما وستبقى صورتكم القبيحة ماثلة في ضمائرنا وأرواحنا وسنذكركم في صلاتنا كشياطين استباحت براءة الاطفال وضعف النساء وفزع الشيوخ.
ستبقى حُمص شاهدة وحلب ذاكرة، أما الغوطة الشرقية فستبقى عليكم داعية إلى قيام الساعة، «وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ».
وسوم: العدد 761