المجلس الوطني للمقاومة الايرانية : تعريف ... ووجهة نظر

لبيت  دعوة  المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية بقيادة السيدة مريم رجوي لحضور مؤتمرهم السنوي في مدينة باريس والذي أقيم في أواخر شهر حزيران المنصرم  وهي المرة الثالثة التي أشارك بها في فعاليات  هذا المؤتمر.

اعزائي القراء..

تعتبر منظمة مجاهدي خلق العمود الفقري للمجلس الوطني للمقاومة الايرانية  حيث تأسست هذه المنظمة بمبادرة من السيد مسعود رجوي في شهر تموز من عام ١٩٨١ في طهران وبمجرد تفعيل دورها كمعارض للنظام الايراني و انتقالها الى العراق في عهد الرئيس المرحوم الشهيد صدام حسين حتى أدرجتها امريكا ومعها الدول الغربية في قائمة الارهاب في عام ١٩٩٥ . الا انه وبعد ١٥ عاماً على ادراجها فيها تم اتخاذ قرار امريكي في عهد الرئيس اوباما ووزيرة خارجيته هيلاري كلينتون من شطب اسمها من اللائحة بعد نشاط واسع ومداخلات من قبل  شخصيات سياسية امريكية أهمها السيد جيولياني لتتحول المنظمة بعدها الى مجلس وطني للمقاومة الايرانية وتتخذ من باريس مركزاً رئيسياً لها .للمجلس أمانة عامة وستة أمناء يهتمون بالشؤون الإدارية الخاصة بالمجلس ، وقد انبثق عن هذا المجلس ٢٥ لجنة تشكل الهيكلية الرئيسيّة للحكومة الايرانية الموقتة . 

وفِي عام ١٩٩٣ عقد المجلس مؤتمره الاول وقرر اختيار السيدة مريم رجوي رئيسة للجمهورية في ايران للفترة الانتقالية ومازالت تحتفظ  بمنصبها حتى الان . 

بعد هذا الموجز الذي اوردته عن المجلس الوطني للمقاومة الايرانية اجد من المناسب ان ابين وجهة نظري في هذا المؤتمر مقارنة مع المؤتمرات السابقة ،

هذا المؤتمر من الناحية التنظيمية لايختلف كثيراً عن المؤتمرات السابقة ولابد من ابداء الشكر للمنظمين لنجاحهم في تنظيم مؤتمر يضم أعداداً كبيرة من الحضور يتراوح ما بين ٦٠٠٠٠ الى ١٠٠٠٠٠ .

اما من ناحية توجيه الدعوات للمحاضرين من اوروبا وامريكا والبلاد العربية فليس هناك اختلاف يذكر عن محاضري الأعوام السابقة الا من ناحية تمثيل المعارضة الرسمية السورية فقد بدا التمثيل متواضعاً جداً مما أعطى فكرة على انهيار تنظيمي وسياسي لهذه المعارضة والتي طالما أشرنا الى نقاط ضعفها وسلوك بعض أعضائها السلبي والمشكوك فيه. 

 اما عن المتكلمين الأوروبيين والامريكان ، فأسلوبهم لم يختلف عن اسلوب الأعوام السابقة ايضاً  وأحب ان أشير الى ان هؤلاء الخطباء مازالوا يدعمون المقاومة الايرانية بالكلام المعسول دون ظهور اي تأثير ينبئ بتقدم عملي واضح في مواقف حكوماتهم .

وبالرغم من اني لا أنكر نياتهم الحسنة تجاه المعارضة الايرانية الا ان تجربة ثورتنا مع النيات الحسنة أعطتنا درساً من ان التصريحات الداعمة لاتعتبر تطوراً فعليا ودعماً مؤثرا في مسار الثورة السورية .

في اليوم الثاني للمؤتمر العام عقد اجتماع لممثلي الدول العربية المؤيدين للمعارضة الايرانية. 

المتكلمون فيه كانوا اما سياسيين  او مسؤولين سابقين في حكومات بلادهم .جميع المتكلمين أجادوا في الدعم و ابداء النصيحة للمعارضة الايرانية وعبروا عن دعمهم للثورة السورية ايضاً واعتبروا ان انتصار احدى الثورتين سواءاً في ايران او في سوريا يعني تفكك نظام الدولة الاخرى ،ولم يتطرق معظمهم لكيل المديح لحكومات بلادهم وهو مؤشر  إيجابي  باستثناء ممثل مصر والممثل لنظامها والذي حاول وكالعادة إعطاء نظام بلاده وجهاً وطنيا دعائياً وكذلك مندوب فلسطين والذي كان يمثل وجهة نظر محمود عباس.

الملفت للنظر ان اجتماع  مجلس المعارضة الايرانية لهذا العام ترافق مع ازدياد التوتر في الشارع الايراني وهى الظاهرة الإيجابية الرئيسية التي أعطت الموتمر زخماً قوياً وتفاؤلا بانتصار قريب للثورة الايرانية . والذي ساعد على تفاعل وتضامن الشعب الايراني مع المعارضة هو نقل فعاليات المؤتمر على الهواء مباشرة  الى الداخل الايراني عبر قناة تلفزيونية تملكها المعارضة الايرانية حيث ازداد تفاعل الشعب الايراني اثناء انعقاد المؤتمر .

بقي كلمة اخيرة.

المجلس الوطني للمقاومة الايرانية استقطب الشارع الايراني باكمله نتيجة لوجود شخصية قيادية هي السيدة مريم رجوي  وقوة إعلامية مؤثرة  واستقطاب شخصيات سياسية غربية ووحدة المعارضة الايرانية.

ومن المؤسف القول ان الثورة السورية رغم استمرارها لحوالي ثمان سنوات الا ان القائمين عليها  لم يتعلموا شيئاً من تنظيم المعارضة الايرانية ومن نكران الذات  وانتخاب كاريزما وطنية محبوبة ومؤثرة يلتف حولها معظم الشعب السوري وجعل كل اطياف الشعب السوري تنصهر في بوتقة وطنية واحدة  وصناعة اعلام خاص بالثورة ، الا انهم مع الاسف ألقوا بنصائح الوطنيين وراء ظهرهم ليبقوا في مراكزهم المهزوزة مكررين انفسهم لثمان سنوات وكأنهم حكام ديكتاتوريين بلباس المعارضة. 

وسوم: العدد 780