أيتها الفصائل المقاتلة!!
فقد مزقتم الانتفاضة الشعبية التي بدأت بكراً لم يطمثها قبلكم إنس ولا جان.. فقد كان هتافها ببراءة وتلقائية: هي لله.. هي لله.. سلمية.. سلمية.. ومالنا غيرك يا الله..
وعلى الرغم من وحشية النظام لم يستطع أن يقتل عُشـر ما قتله قبل رفعكم بنادقكم هذه المرتهنة للأثداء التي ترضعون منها: عربية كانت أم (إسلامية)! أم دولية..
بنادقكم هذه هي التي (سوغت) لنظام الطائفة المأفونة أن تحكم شام الحشمة والحياء والعرض الحصين والدين القويم.. بعقلية ونفسية القوادين..
بنادقكم المرتهنة هذه هي التي فتحت الباب لهذا النظام المتهتك لكي يُدخل كل زناة الليل إلى الفيحاء العفيفة.. وأنتم لم تقفوا بالباب تستمعون إلى أصوات أنينها بل تجاوزتم ذلك إلى أن تجرؤوا أشرار الأرض من الميليشيات الإيرانية المخنثة الفاسدة المفسدة... أن يطربوا لأنينها الذي يمزق الأكباد، ويوغلوا في الإجرام الذي لا ينسى..
بنادقكم هذه هي التي استمطرت البراميل المتفجرة على كل جميل في بلاد الجمال والياسمين وأيقونة الفستق الحلبي البديع..
بنادقكم الآثمة هذه هي التي أزّت نظام الإجرام على إدخال الدب الروسي إلى كروم الشام التي يروي رحيقها كل ظمي..
بنادقكم الفاسقة هذه هي التي خذلت القصير وحمص و الغوطة ورجال درعا الأنف.. وبعد أن أنجز الممحونون مهمتهم سلمتم هذه البنادق للمحتلين تسليماً يداً بيد وخرجتم مع ملايينكم التي لا تُعد إلى العواصم الغربية الجميلة وتملكتم فيها أفخم الفلل و المنتجعات ونوادي القمار.. ولكن شعبنا المنكوب بكم وبخياناتكم وتخاذلكم لن ينسى لكم هذه الموبقات.. ولن يترككم تستمتعون بملايينكم المعجونة بدماء أبنائه وأعراض بناته.. واعلموا أن أسماءكم مدونة حتى على شواهد قبور شهدائه ولا بد من أن ينال منكم هو والتاريخ وسيوف الوطن..
ما قيل عن خونة البنادق.. يُقال أضعافه عن قوادي الفنادق الذين عملوا، وما يزالون، قوادين يجلبون الزناة، مقابل الملايين النجسة، إلى عفة انتفاضة شعب الشام الأبي الذي اختاره رب العزة لعمود الدين بشهادة سيد الثقلين من عرب ومن عجم حيث سُحب من تحت رأسه صلوات ربي وسلامه عليه وحمله جبريلُ عليه السلام إلى شامة الدنيا لكي يظل حرزاً وحماية لهذا البلد الذي كان وما يزال وسيبقى - بإذن ربه - قلعة الدين القويم والعلم السليم المبرأ من الغلو والتطرف والخزعبلات شاء من شاء وأبى من أبى..
أما انتفاضة شعب الشام الأبي الانتفاضة التي غرستم خناجرَ خذلانكم وغدركم في خاصرته.. فلم ولن ينام على ضيم.. انه العنقاء التي ستنهض من بين ركام الأنقاض والغدر والخيانة والخذلان.. لتمسك بتلابيب المحتلين وأبناء المتعة الذين تم استيرادهم إلى بلد العفة ومكارم الأخلاق ومحامد الأفعال .. وسيلقي بهم في مزابل التاريخ مع رمم التتار والمغول وقطعان الحملات الصليبية وجحافل المستعمرين الذين ظنوا أنهم مخلدون في بلد الخير والعطاء اللامحدود.. فخرجوا منها أذلة صاغرين يجللهم العار ويدثرهم الخزي والشنار، وبقيت بسمة الفيحاء خالدة خلود ياسمين الشام الطاهر الأبي.. وإن غداً لناظره قريب.. ويومئذ يفرح أحفاد خالد ومعاوية ويوسف العظمة بنصر الله المؤزر ويشفي صدور القوم المؤمنين..
وسوم: العدد 783