جابر عصفور يطالب بمزيد من إقصاء الإسلام واستئصاله!

يطالب الأستاذ الدكتور جابر عصفور بمزيد من إقصاء الإسلام واستئصاله من الدستور والقانون والهوية والقضاء والجامعات والمدارس والمجالس النيابية والمحلية، وكل مجال يُظن أن فيه شبهة تدين، وتحويل الدولة إلى كيان خال من الإسلام تماما.

جاء ذلك بمناسبة ذكرى رحيل الزميل الجامعي الماركسي نصر حامد أبوزيد، حيث أقام جابر مناحة على امتداد ثلاثة أسابيع من شهر يوليو 2018م في الأهرام، كل أسبوع يحمل مقالة طويلة للغاية يعيد فيها ويزيد عن تكفير نصر أبوزيد والتأسلم والحزب الوطني وصفقة السادات مع الأسرى في سجون سلفه الذين أفرج عنهم ليقضوا على خصومه اليساريين، مع هجاء عبد الصبور شاهين وآخرين!

جابر عصفور لمن لا يعرف؛ أستاذ متفرغ بآداب القاهرة، وأمين أسبق للمجلس الأعلى للثقافة، وعضو المجلس القومي للمرأة على عهد السيدة سوزان ثابت زوجة الرئيس المخلوع، ووزير الثقافة لمرتين الأولى؛ في وزارة أحمد شفيق- آخر وزارة في عهد مبارك، والأخرى في العام 14-2015م، وانضم إلى جريدة الأهرام بعد خروجه من الوزارة ليجلس في غرفة نجيب محفوظ، ويتقاضى مرتبا يقرب من ستين ألفا من الجنيهات مع امتيازات أخري، وخصص مقالاته للحديث عن الإرهاب الإسلامي- دون غيره- من خلال نصوص أو قضايا تتعلق بالأدب، والرواية خاصة.

ومع أنه يتحدث عن حرية الفكر والإبداع والديمقراطية والمساواة والدولة المدنية، فهو ابن النظام العسكري المستبد منذ عهد المؤسس الأول عبد الناصر حتى الآن.

أولا- عينه عبد الناصر معيدا، فوضع نفسه في جماعة الناصريين المؤمنين بالزعيم الملهم.

ثانيا- في عهد السادات كان عضوا فعالا في مساعدة السيدة جيهان رءوف، زوج السادات، مع أستاذته سهير القلماوي، وأستاذه لويس عوض، لدرجة أنه ذهب إلى بيت السادات مع الأخير، لمتابعة رسالة الدكتوراه التي كانت تعدها، ووقفا في باحة البيت، فأطلت عليهما الطالبة جيهان من أعلى، معتذرة عن عدم استقبالهما لأمر طارئ!

ثالثا- سطع في عهد مبارك نجم عصفور، فقد قفز من مجلة فصول التي كان يساعد أستاذه عزالدين إسماعيل في تحريرها إلى أمانة المجلس الأعلى للثقافة، وكان تعيين فاروق حسني وزيرا للثقافة-  وما أدراك ما فاروق حسني؟- فاتحة خير على جابر، فقد مهد له الطريق إلى معرفة سيدة مصر الأولى والأخيرة، وصار كاتب خطبها، ورفيق ندواتها ولقاءاتها العامة، فضلا عن عضوية المجلس القومي للمرأة.

رابعا- كان وزيرا في العهد الحالي، وتم استبعاده لفشله في تحقيق أهداف النظام؛ لكنه يتقرب إليه بالنوافل، آناء الليل وأطراف النهار!

ونأتي مطالبته بإقصاء الإسلام واستئصاله في إطار مناحته الطويلة على رفيقه الماركسي الراحل نصر حامد أبوزيد، ليعلن للنظام أنه من المؤيدين حتى النخاع، وأنه لن ينحرف لحظة عن دعمه والوقوف إلى جانبه.. وكأنه لم يكفه أن يكون هناك حوالي 1500 مسلم بريء محكوم عليهم بالإعدام، وتم تحويل أوراق 3400 مسلم بريء إلى المفتي تمهيدا للحكم بإعدامهم، وهناك ما يقرب من مائة ألف مسلم بريء محشورين في زنازين النظام القاتلة، بينهم بعض اليسارين والملاحدة، يعدون على أصابع اليدين، فضلا عن تكسير الأقلام المسلمة، ومصادرة الصحف والكتب ودور النشر والمدارس والمستوصفات والمستشفيات الإسلامية، وتصفية المؤسسات والهيئات الحكومية من كل شخص تشتم فيه رائحة التمسك بالإسلام. لم يكتف جابر بصمت الحملان أمام الحرية المفقودة والكرامة الضائعة والحقوق المهدرة، ولكنه آثر أن يستأسد في الفضاء الذي خلا إلا من العوام الذين يلهثون وراء اللقمة المرّة! مستغلا مناحته على رفيقه الماركسي الراحل نصر حامد أبوزيد.

وقضية نصر حامد أبوزيد يمكن تلخيصها في النقاط التالية:

أولا- صاحب القضية كان شخصا ريفيا مثلي؛ طيبا، يصلي ويصوم، لدرجة أنه كان يصوم أيام الاثنين والخميس، وكافح لينتقل من موظف لاسلكي في البوليس، ليحصل على الدكتوراه، ويعين في قسم اللغة العربية بآداب القاهرة، الذي يضم جابر عصفور وآخرين معظمهم ينتمون إلى التيار اليساري والماركسي، ولأنهم احتضنوا الرجل ووجدوا فيه خامة ملائمة لأفكارهم، فتغيرت أحواله، وتحول إلى الصورة المناقضة، وتبنى الماركسية بينما يعلم الطلاب المفاهيم الإسلامية في القرآن والسنة والتراث الإسلامي.

ثانيا- تقدم نصر إلى لجنة الترقيات التي يهيمن عليها آنئذ قسم اللغة العربية بآداب القاهرة، ورأى الدكتور عبد الصبور شاهين أن الإنتاج العلمي لنصر به أخطاء فادحة منهجيا وفكريا لا يقع فيها طالب الإعدادية، من قبيل أن الإمام الشافعي مثلا كان عميلا للدولة الأموية! مع أنه ولد بعد سقوط الدولة الأموية بحوالي عشر سنوات، فضلا عن وصف القرآن الكريم بالمنتج التاريخي، أي ينكر أنه وحي من عند الله، ثم يفسر الآيات تفسيرا ماركسيا! وهو ما جعل لجنة الترقيات ترفض ترقيته، ولم يحدث أن تضمن تقرير عبد الصبور شاهين تكفير نصر أو اتهامه بالكفر.

ثالثا- لم يتقبل الماركسيون واليساريون في قسم اللغة العربية بآداب القاهرة قرار لجنة الترقيات، فهرعوا لعقد اجتماعات لمجلسي القسم والكلية، وقرر المجتمعون ترقية نصر، ورفعوا الأمر لمجلس الجامعة للتصديق.

وكان هناك تحرك مواز في المجال الإعلامي والصحفي قاده الشيوعي الراحل لطفي الخولي الذي كان يشرف على صفحة في الأهرام اسمها الحوار القومي، وشن حملة ضارية على الجامعة وأعضاء لجنة الترقيات، وامتدت الحملة إلى الإسلام وعلمائه، وساعد على هذه الحملة الشرسة آنئذ وزير التعليم الذي كان عضوا بالتنظيم الطليعي من أيام عبد الناصر، وظلت الحملة شهورا تردد صداها في أرجاء العالم العربي، وكانت سجالات ضارية بين المسلمين وخصوم الإسلام.

رابعا- عرض رئيس الجامعة في سرية تامة الإنتاج العلمي لنصر حامد على الدكتور محمد البلتاجي الذي أيد ما جاء في تقرير الدكتور عبد الصبور شاهين، وأضاف إليه كثيرا من الأخطاء المنهجية والعلمية، مما أدى إلى رفض مجلس الجامعة ترقية نصر.

خامسا- تقدم بعض المواطنين بشكاوى يرفضون فيها أن يكون نصر حامد أبو زيد مدرسا لأبنائهم في الجامعة، كما تقدم آخرون إلى القضاء، الذي حكم في درجته العليا بكفر نصر حامد أبوزيد والتفريق بينه وبين زوجه المسلمة.

سادسا- قام الوزير الطليعي بالضغط على الجامعة بعد تغيير قيادتها إلى تشكيل لجان جديدة للترقيات على هوى الماركسيين والناصرين الموالين للنظام، فتمت ترقية نصر، ولكنه وجد ملجأ استشراقيا معاديا للإسلام في هولندا، يرحب به، ويستقبله ويجزل له العطاء ويعوضه عن مصر التي لا تفرط في إسلامها من أجل الماركسيين واليساريين والتنظيم الطليعي.

الله مولانا. اللهم فرّج كرب المظلومين. اللهم عليك بالظالمين وأعوانهم!

وسوم: العدد 785