العلاقات الاجتماعية والسياسية ، بين : المفاتيح ، والروافع ، والمسنّنات !

نُقل عن أرخميدس ،  قوله : أعطوني رافعة طويلة ، ونقطة استناد ، وأنا أحرّك العالم !

كذلك هي العلاقات ، بين الناس: إنها مجموعة علاقات ميكانيكية ، تحرّكها وسائل ميكانيكية بشرية ، من أهمّها : المفاتيحُ ، والرافعاتُ ، والمسنّناتُ ، وغيرُها ! وكَما أن في هذه الوسائل، أدوات للبناء ، كذلك ، فيها أدوات للهدم ! وأدواتُ البناء ، غالباً ،ما تتحرّك ، بوعي ! أمّا أدواتُ الهدم ، فتتحرّك بوعي ، وبلا وعي ؛ سواء ، أتحرّكت بصورة ذاتية ، أم بقوى تحرّكها !

وما نودّ التركيز عليه ، هنا ، هو: المفاتيح ، والرافعات ، والمسنّنات .. وأهمّيتها ، في العمل الاجتماعي ، والعمل السياسي ، وسواهما !

كلّ عاقل ، هو، بالضرورة ، مفتاحٌ ، لعلاقة ما ، مع قريب له ، أوصديق ، أو زميل ..!

ومن خلال علاقة ما ، أيّة علاقة : قرابة ، أو صداقة ، أو زمالة .. يكون كلّ عاقل ، مسنّناً، لتحريك شخص ما ، في اتجاه معيّن !

وعبر العلاقات الاجتماعية ، يستطيع كلّ عاقل ، أن يكون  رافعة ، لأمر ما : قضيّة ، أو خير، أو طلب ، أو التماس ، أو نصيحة ، أو تحذير، أو شكوى..!

   وقد يستطيع عاقل ما ، أن يكون مفتاحاً ، ورافعة ، ومسنّناً ، في الوقت ذاته ؛ فيقدّم خدمات جليلة ، أو إنجازات كبيرة ، في موقعه ، الذي هو فيه .. أو محيطه ، الذي يعيش بين أفراده ! وتَكبر قدراته ، عبر أمور عدّة ، منها : حسن أخلاقه ، في معاملة الناس .. ومنها : موقعه الاجتماعي ، ضمن أسرته ، أو حيّه ، أو دائرة عمله ، أو حزبه ، أو ناديه ، أو قبيلته ..!

ومن مَلك قدرة ، عبر علاقاته مع الناس ، على نفع شخص محتاج ، وأحجم ، عن تقديم هذا النفع: كِبْراً ، أو تشاغلاً ، بعد أن طلب منه ، ذلك .. فيخشى عليه ، من اقتراف إثم ! وكذلك مَن امتنعَ، عن تقديم النفع ، إلاّ أن يحصل ، على شيء ، مقابل له ، لايملكه صاحب الحاجة !

وما ينطبق على الأفراد ، في توظيف العلاقات ، الاجتماعية الميكانيكية ، ينطبق على : الجماعات ، والأحزاب ، والدول .. أحياناً !

والبشر هكذا ، عامّةً : بين مقدّمٍ شيئاً ، أو أشياء .. ومقدَّم له ، شيء أو أشياء ؛ بدءاً من العلاقات الأسَرية ، وانتهاء بالعلاقات الدولية !

 ومَن مَنعَ الناسَ خيرَه ، مَنعوه خيرَهم .. وفاعلُ الخير، يجد خيرَ فِعله .. طال الزمان ، أم قصُر!

وسوم: العدد 786