هل أغار من أولادي حقاً ؟
زوجتي الغالية
سمعتك مرة واحدة تقولين لي : أنت تغار من أولادك ! وأذكر يومها كيف صدمتني عبارتك هذه فسكتُّ لا أجد لها جواباً أو تعليقاً … ! ولقد أحسستُ بحرجك من قولك لها ، ولعل هذا هو الذي جعلك لا تكررينها بعد ذلك . لكنني أرجح أنك مازلت تعتقدين بما جاء فيها من أنني أغار من أولادي .
أذكر أنني تساءلت في نفسي حين سمعتك تقولين عبارتك تلك : أتراني أغار من أولادي حقاً ؟!
لم أتعجل في الجواب . صرت أسترجع مشاهـد كنت فيها تضحكين مع أولادك ، أو تلعبين معهم ، أو تُطعمينهم بيدك ، أو تضمينهم إلى صدرك ؛ وكنت أتخيل نفسي واحداً منهم ؛ أحظى مثلهم بإضاحكك لي ، ولعبك معي ، وإطعامي بيدك … أفتراني كنت أغار منهم ؟!
لا أدري ! ربما كنت أغبطهم على حبك لهم ، واهتمامك بهم ، وانصرافك إليهم . لكني ، والله ، لم أكن أحسدهم على ذلك ، لأنني أفرح لفرحهم ، وأسعد لسعادتهم ، وأرضى لرضاهم .
هو إذن شعور بالغبطة وليس بالحسد ، وأحسب أنك تعرفين الفرق بين الغبطة والحسد ، فالغبطة هي التمني بأن تمنحيني مثل ما تمنحينه أولادك من حب ورعاية واهتمام دون تمني زوالها عنهم . أما الحسد فهو تمني زوال ما تمنحينه إياهم وتحوله إليَّ . وهذا ليس من خلقي .
زوجتي الغالية
اشمليني بعطائك لأولادك ، ولا تحرميني من حبك ورعايتك واهتمامك .
زوجك غير المستغني عن عطفك
وسوم: العدد 788