تأبَى الحماقة ، إلاّ أنْ تُطلّ برأسها ، في الحركات ، والسكنات !
قال رجلٌ ، في المجلس : لقد سقطتْ ، منّي ، ليرة ذهبية ، حول البيت ، ولا أدري في أيّ مكان !
نهض الأحمق ، من مكانه ، في المجلس ، وخرج ، ورفع طرف ثوبه ، كيلا يعيق حركته ، وبدأ يطوف ، في المكان ، بحثاً عن الليرة ، ويرتجز، قائلاً :
صفراءَ ، تَجلو كَسَلَ النُعاس !
وبينما هو يدور، ويرتجز، ضربته عقرب صفراء ، ضخمة ، أطارت النوم من عينيه !
عاد إلى بيته ، ونام في فراشه ، متألماً.. وزاره بعض أصحابه ، فسألوه عمّا جرى له ، فأخبرهم، ووضع الحقّ على نفسه؛ لأنه كان يطلب ، من الله ، صفراء تجلو كسلَ النعاس ، ولم يبيّن ، لربّه، نوع الصفراء التي يريدها ! وصار يردّد : ياربّ .. الحقّ عليّ؛ لأنّي لم أبيّن ، لك ، الصفراء التي أريدها .. فلك الحمد ، ولك الشكر!
فقال له أحد الحاضرين : ماذا تقول ؟ ألم تسمع قوله تعالى : لئن شكرتمْ لأزيدنّكم !؟
فقفز، من فراشه ، فزعاً ، وهو يقول : ياربّ ، لا شكراً ، لا شكراً !
وهكذا :
طلبَ ماليس له ، بحماقة ، ودعا يحماقة ، وتراجع عن دعائه ، بحماقة !
فكم بين العرب ، اليوم ، مِن : ساسة متنفّذين ، ومعارضين ، ومخلصين ، وانتهازيين .. مَن يتحرّك ، بحماقة: طالباً ماليس له ، بحماقة .. داعياً ربّه ، بحماقة ، أن يرزقه ، ماليس من حقّه.. متوجّعاً ، في مساعيه ، بحماقة .. معترفاً ، بخطئه ، بحماقة !؟
وسوم: العدد 788