التماس الكهربائي ... كم طمس من حقيقة ؟ وكم غطى من جريمة ؟ وكم تستر على مجرم ؟ حول تفجيرات مطار المزة

مضى عمر طويل ونحن نسمع ونرى انه كلما أحرق مستودع مخزونات استراتيجية ، أو ديوان وثائق عامة تحيط بأسرار دولة ، أو تحفظ حقوق الناس ؛ حُملت مسئولية الحريق المفتعل غالبا إلى التماس الكهربائي حتى صار هذا التماس مشجب تعلق عليه كل جرائم المجرمين الاقتصادية والسياسية مثله مثل الاستعمار والصهيونية والامبريالية العالمية والإرهاب والأصولية !!

وبينما نحن نتابع فجر اليوم خبر الهجوم الصاروخي الصهيوني ، صواريخ أرض - أرض على مطار المزة العسكري ، وبينما نحن منتشون مع الإعلام الوطني - الأسدي- حول تصدي صواريخ دفاعاتنا الباسلة لصواريخ العدوان الغاشم ، التي أسقطت بكل جرأة وبسالة العديد من صواريخ العدو ، كما جرت العادة في كل مرة يتجرأ فيها العدو على العدوان .. بينما  نحن نتابع كل ذلك بعنفوان وطني ينقلب لحن الحرب والنصر إلى لحن الاعتراف المهين : لا عدوان..ولا صواريخ معتدية ولا صواريخ متصدية والحكاية كلها من اختلاق خيال تشبيحي كاذب مريض ..

كل ما في الأمر أن  تماسا كهربائيا أشعل النار في مستودع ذخيرة بجانب المطار فاستعر الحريق وتفجرت الذخيرة وارتفعت الأصوات ..

يبقى السؤال : أين هي الحقيقة فيما جرى في مطار المزة اليوم بين الكذبة التلقائية المباشرة والكذبة المفبركة المصنعة المكرورة ؟

لمصلحة من ؟ أو بأمر من ، تمت تبرئة العدو الصهيوني من عدوانه واتهام التماس الكهربائي المهضوم المظلوم ؟!

أليس من الممكن أن يكون هناك فاعل ثالث فعل فعلته في مطار المزة واقتضت المصلحة الظرفية التغطية عليه بكذبة مكرورة من عيار التماس الكهربائي ؟!

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وسوم: العدد 788