لمن يسأل أين هم علماء الشام ؟
حوار بين العلامة حسن حبنكة الميداني .. والرئيس أمين الحافظ
إما ان تشنقونا أو تحبسونا، أو نتكلم بما نريد..
ذهب الشيخ حسن حبنكة الميداني مع العلماء المدعوين للاجتماع برئيس الجمهورية، فكانوا يريدون محاسبتهم على خطاباتهم. وعندما أرادوا قراءتها قال الشيخ حسن بلهجة قوية : لا نريد أن تقرأ الخطابات أبداً، إنّ كل كلمة جاءت في هذه الخطابات جرت على لساننا، ونحن قد قلناها، نحن حرَّضنا وتكلّمنا، ولا نسكت أبداً، كل كلمة نحن قلناها. ويخاطب الفريق فيقول له: إما ان تشنقونا في المرْجَة أو تحبسونا في المزَّة، أو تسمحوا لنا أن نتكلم بما نريد، نحن لم نأت إلى هنا لندافع عن خطابات، وإنما جئنا لنقول كلمة الحق.
وعندما هددهم الفريق بقطع رواتبهم من الأوقاف انبرى الشيخ حسن قائلاً : نحن قبل أن نخرج من بيوتنا ودّعنا أهلنا، متوقعين أن نموت هنا في هذا المكان، فإذا فُدي ذلك بقطع الراتب فالأمر سهل.
ويشتدّ الشيخ بنبراته ويقول للفريق : المال تحت أقدامنا، الراتب لا قيمة له عندنا، من الذي قال: إننا متعلقون بالراتب، خذه اقطعه لا حاجة لنا به، ولكننا سوف نتكلم. بجلوسنا في بيوتنا نتكلم من البيوت، نتكلم في الشارع، نتكلم في السجن ولا تستطيع أن تسكتنا إلا بشيء واحد أن تقتلنا.
بل إني أقترح عليكم أن تقطعوا جميع رواتب العلماء والمدرسين وطلاب العلم، وراتبي إن كان لي راتب.
الفريق : لماذا ؟
الشيخ: حتى يتكلموا لله، لا لأجلك، ولا لأجل الراتب ولا لأجل الدولة.
الفريق: ومن أين يعيشون؟
الشيخ: يكونون في صفوف العمال، يعيشون من فضل الله يشتغلون وأنا أوّل من ينزل غداً إلى السوق ويعمل في الأرض اشتغل بالطين بالمجرفة وفي هذا شرف كبير لي
الفريق: تتكلم عن نفسك
الشيخ حسن: وعن أهل العلم أيضاً
الشيخ ياسين العدوي: نعم يتكلم بلساننا جميعاً، وهو أستاذنا
وفي نهاية اللقاء العاصفي المؤيد بتأييد الله تعالى يقول الشيخ حسن : الوقت قد تأخر، فهل من منطقة أخرى سنتقل إليها، زنزانة أو غيرها من إجراءات؟ عندي درس بعد صلاة الفجر، وسأتكلم عن الجهاد وأحارب الطغيان، شرّفوا واسمعوا أو أرسلوا من يسمع.
وسوم: العدد 788