الإماميون الجدد في اليمن ، ومخراطة الإكتفاء الزراعي ..
الإماميون الجُدد في اليمن وشلّتهم في الجوار ، يتفاخرون كذباً كعادتهم ، أن اليمن كانت مكتفية زراعياً ، في فترة الإمامة الكهنوتية ، قبل سقوطها في ثورة الشعب اليمني السبتمبرية عام 1962 ، ويتفاخرون بأن إمامهم كان يمد المملكة الكبرى الجارة بالحبوب أوقات الأزمات .
ولايستحي الكهنوتيون الجدد بنسبة هذا الفضل لهم ، وهو أصلاً لغيرهم ، حينما كانت اليمن ولاية عثمانية ، في إطار الدولة الإسلامية الكبرى .
وقد كان لتكامل قدرات الإدارة العثمانية ، مع طبيعة اليمن الزراعية ، وتعدد المناخ فيها ، دوره في الإكتفاء الزراعي الذاتي في اليمن مع وجود الفائض .
ولم يكن الإرتقاء الزراعي في اليمن هو الوحيد في الفترة العثمانية ، بل كان إرتقاءاً في مجالات عدة ؛ خدمية وصناعية وتعليمية ، والتي اختفت بالتدريج بمجيء حكم أسرة الأئمّة من بيت حميد الدين ، والذين يفاخر أحفادهم اليوم ، بما هو ليس من إبداعهم ، فلم يكن من إبداع للأئمّة في اليمن على الدوام إلا الثالوث القاتل ؛
الجهل
الفقر
المرض
الثالوث القاتل هو بضاعتكم أيها الإماميون الجدد ، والحوثية اليوم هي عنوان تخلفكم .
ولاغرابة أن نجد الحركة الوطنية اليمنية ضد حكم أسرة بيت حميد الدين ، تبدأ في وقت مبكّر في ظل إمامة يحيى حميد الدين ، حتى تمكنت هذه الحركة الوطنية ، من قلع حكم أئمّة الكهنوت في سبتمبر 1962.
وللمزيد للقاريء ، اخترت هذه القائمة من الحقائق :
#انصافا #للعثمانيين
وماذا فعل الإماميون باليمن عقب انسحاب الدولة العثمانية من اليمن سنة 1918م ؟
من باب الإنصاف للحكم العثماني في اليمن ومعرفة الحقائق ودحض ما يروج لها الإماميون الجدد هذه الأيام ، وحتى نصنع الوعي في جيل الشباب المخدوع بهرتلات الإماميون الجدد نوضح بعض من تاريخ الإمامة وما فعلته باليمن بعد استلام زمام الحكم في بلادنا بعد الحكم العثماني وإلى الآن تاريخ حافل بزرع التخلف واقتلاع المعرفة من عقول الناس وإليكم بعض النماذج الصارخة لذلك:
• أيام العهد العثماني كان في اليمن خمس كليات صناعية تتبع الجامعة الصناعية بصنعاء (حالياً المتحف الحربي) وقد تحولت في العهد الإمام يحيى إلى سجن عرف بسجن (الصنائع)
• الكليات العليا للمعلمين لتخريج كبار المعلمين ، ومنها دار المعلمين العليا بصنعاء ( مقرها حيث يوجد حاليا مبنى السينما الأهلية )، هدمت في بداية حكم الإمام يحيى عام 1918م بحجة أنها كانت تدرس الفقه السني، ذكر ذلك البردوني في مجلة الإكليل عام 1983م
• الكليات العليا للإداريين والمحاسبين (موقعها حاليا في حي خضير صنعاء القديمة) نهبها ووهبها الإمام يحيى لأحد أصهاره)
• كلية البنات ويقع مبناها في ميدان التحرير (هيئة مكافحة الفساد) و الكليات الشرعية( في أماكن ومدن مختلفة ) والكليات الحربية، (ضمن مباني العرضي/مجمع الدفاع) كان كل ذلك موجوداً وبناه العثمانيون لليمنيين ليستفيدوا منها لكن مما يؤسف أنها أغلقت جميعها في بداية عهد الإمام يحيى عام 1918م بعد نهاية العهد العثماني .
• في العهد ألإمامي تعطلت معظم المباني والمنشآت التعليمية نذكر منها على سبيل المثال مبنى دار السعادة (المتحف الوطني بصنعاء) الذي كان يتم منه تصنيع الدواء وتأهيل الأطباء والصيادلة المتخصصين وتوزيع الأدوية مجانا، فحوله الإمام يحيى إلى إسطبلات للخيول ومخازن لأعلاف الخيول والبقر.
• عرفت اليمن الصحف في العام 1872م منها صحيفة اليمن الصادرة عام 1872م وصحيفة صنعاء الصادرة عام 1876م وقد استمرت تلك الصحف في الصدور إلى بداية القرن العشرين الميلادي إلى حين تولى الإمام يحيى الحكم عام 1918م فأمر بإغلاقها وتوقيفها كغيرها من مجالات النهضة الأخرى.
• قام العثمانيون بتخطيط المدن وإنشاء أحياء حديثة في المدن الرئيسية (كحي بير العزب في صنعاء) وبناء الأبواب الضخمة للمدن (كباب اليمن وغيره) وإنشاء وتجديد أسوار المدن اليمنية المختلفة و إنشاء القصور والدور الحكومية..
• جميعها منذ عهد العثمانيين ولم يفعل الإماميون لليمن أي إنجاز يذكر.
• إنشاء الخانات السلطانية لإيواء المسافرين والتي هي عبارة عن دور للضيافة الإسلامية وتقدم خدماتها لنزلائها على نفقة الدولة العثمانية، تحولت في عهد الأئمة إلى مخازن للتجار وغير أسمها من الخانات السلطانية إلى سماسر ، ومفهوم في عرف اليمنيين أن السماسر هي الأماكن المخصصة للبهائم والحيوانات الأخرى.
• أنشأ العثمانيين الأسواق التجارية الحديثة: (كسوق الملح، وسوق الصميل بصنعاء) و بناء المساجد والقباب الضخمة. (كجامع قبة البكيرية بصنعاء، وغيره) والحمامات البخارية كحمام الميدان أكبر حمامات صنعاء وأفضلها.
• في المجال العسكري قام العثمانيين ببناء جيش حديث على أعلى المستويات مسلحاً بأحدث الأسلحة المتطورة في عصره و إنشاء مباني ضخمة للجيوش وعمارة الحصون والقلاع في الجبال الشاهقة فأتى الإماميون وهدموا معظمها.
• في مجال النهضه الصناعية : شهدت اليمن في عصر الدولة العثمانية نهضة صناعية كبرى في جميع المجالات ووجدت العديد من المصانع التي كانت تعمل بالطاقة الكهربائية (تعمل بالفحم الحجري) ووجدت في تلك المصانع أحدث المعدات والمكائن الضخمة التي لا تزال بعضها موجودة إلى اليوم في أماكن تلك المصانع وبعضها الآخر تم نقله إلى المتحف الحربي بصنعاء عام 2007م بعد أن دمره الإمام في السابق.
• عرفت اليمن القطارات والسكك الحديدية منذ بداية القرن العشرين، وكانت هذه المشاريع الإستراتيجية من أهم ما حققته الخلافة العثمانية خصوصاً في عهد السلطان عبد الحميد الثاني (رحمه الله) والذي كان يهدف إلى ربط أجزاء الدولة العثمانية ببعضها البعض وتسهيل انتقال المسلمين لأداء فريضة الحج في الأماكن المقدسة بكل يسر وسهولة وقد اهتم السلطان عبد الحميد الثاني بخط تركيا_الشام_الحجاز_اليمن ، وكذا كان الاهتمام بخطوط السكة الحديدية الداخلية مبتدئين بخط الحديدة_صنعاء لما لهذا الخط من أهمية كونه يربط العاصمة بالميناء الطبيعي لها.
• وقد سار أول قطار في اليمن سنة 1911م في حفل افتتاح مهيب حضرة الوالي العثماني وكبار رجال الولاية وجمع كبير من المواطنين باعتباره أول حدث تاريخي في حياة اليمن الاقتصادية والعمرانية وقد وصلت السكة الحديدية في خط الحديدة صنعاء إلى منطقة الحجيلة الكائنة جنوب مدينة مناخه باتجاه بلاد آنس وقد توقف العمل في المشروع بسبب قيام الحرب العالمية الأولى عام 1914م، وكان من نتائجها خروج العثمانيين من اليمن،
• ولما ملكت الإمامة زمام الأمور بعد ذلك رفضت السماح للشركة الفرنسية المنفذة إكمال المشروع إلى صنعاء رغم استلامها للمبلغ كاملاً تمسكاً منها بسياسة العزلة فخسرت اليمن بذلك مشروعاً هاماً كان سيعود على البلاد بأرباح طائلة وخيرات كثيرة والذي كان يمثل شرياناً حيوياً يربط اليمن بالعالم الخارجي ،وبعد خروج العثمانيين من اليمن أمر الأمام يحيى باقتلاع ما تم إنشاؤه من سكك حديدية في اليمن.
• ولا تزال وثائق وصور ذلك المشروع في اليمن حاضرة إلى اليوم وتوجد عينة منه في المتحف الحربي.
• مما يؤسف أن تلك النهضة الصناعية العملاقة التي كان سيستفيد منها اليمنيون توقفت كاملة بداية حكم الإمام يحيى عام 1918م ولذلك اعتبرت العشرينات من القرن العشرين هي نهاية عصر النهضة في اليمن مع بداية تولي حكم الأئمة.
• ومع ذلك نجد الكثير من المخدوعين بأن حكم الأئمة كان حكماً فاضلا وعادﻻ للأسف الشديد.
وسوم: العدد 793