محمد بُعث ليتمّم مكارم الأخلاق ، لا ليقتدي بقابيل ، أو هابيل !
بعث الله رسوله ، للناس ، كافّة : بشيراً ونذيراً !
وأرسله ، رحمة ، للعالمين ، للعالمين ، جميعاً !
قال ، عنه ، ربه : (وإنّك لَعلى خُلقٍ عظيم).. ولم يصفه ، بأنه : عبقريّ ، أوداهية ، أوبطل!
وأمره ، بأن يصبر، كما صبر أولوالعزم ، من الرسل .. ولم يأمره ، بأن يقلّد أحداً منهم ، بعينه ، في كلّ أمر.. ولا أمرََه ، بأن يقتدي ، بأحد الأخوين ، ابنَي آدم ، قابيل وهابيل .. فيكون القاتلَ ، كقابيل ، أو المقتولَ ، كهابيل !
وبعثَه ، ليتمّم مكارم الأخلاق ، كما قال النبيّ ، نفسُه ، عن نفسِه !
ولم يبعثه ، جزّاراً ، يقطع أعناق الناس ، ولا جابياً ، يجمع أموالهم !
ومن أخذ صفة واحدة ، من صفات رسول الله ، ووقف عندها ، واكتفى بها ، وجعل منها ديناً كاملاً، فقد كفر، أو تزندق ؛ سواء أكانت هذه الصفة ، هي: الرحمة ، أم العدل، أم الشجاعة، في مواجهة أعداء الأمّة ، وفي الدفاع ، عن حياضها .. أم الكرم ، أم التواضع ، أم لين الجانب .. وكلّها من صفاته ، عليه الصلاة والسلام ، ولكلّ منها موضعُها ، أو موقعُها ، في سيرته الشريفة !
ومن أخذ حديثاً واحداً، من أحاديثه الشريفة ، وجعل منه ديناً كاملاً، دون النظر، إلى ماعداه، من أحاديث نبوية ، أو آيات قرآنية .. وبنى عليه مواقف : سياسية ، أو اجتماعية ، أو عسكرية ، أو غيرذلك .. فقد تزندق ، أو كفر؛ لإن الإسلام دين متكامل ، بما فيه من قرآن، وسنّة ، وإجماع ..!
ومن أخذ موقفاً واحداً ، من سيرته الشريفة ، وبنى عليه اجتهاداً كاملاً ، في الدين : سياسياً كان ، أم اجتماعياً ، أم غير ذلك .. فهو مثلُ مَن أخذ حديثاً واحداً ، من أحاديث النبيّ ، أوصفة واحدة ، من صفاته !
وما نراه ، اليوم ، من اجتهادات كلّية ، مبنية على نظرات مجتزأة ، من سنّة النبيّ ، أو سيرته.. إنّما هو عبث مدمّر، في حياة الأمّة ، تصيب عواقبُه ، وعواقبُ تفاعلاتِه ، ومآلاتُه، أجيالاًعدّة ، متعاقبة ، من أبناء الأمّة ، بدءاً بالجيل ، الذي يجري العبث ، بين ظهرانيه !
ولله الأمرُ من قبلُ ومن بعد !
وسوم: العدد 795