غزّةُ الجَمْرةُ والمصباح!
▪ *إن غزّة تلك الثاوية في قلب الدّوّامة والرابضة في وسط الإعصار، تخبرنا الحوادث والأحداث بأنها قد اعتصمت بحبل الله فمنحها شيئاً من عزّته التي لا تُرام، وعندما تلَفّعت برداء العزّة صارت جمرةً أحرقت يد إسحاق رابين فرماها على عجل رغم معارضة الحاخامات وأصحاب المعالي آنذاك، لكن لفحها تسبّب في مقتله على يد مَن هو أشد تطرفاً وإرهاباً منه، وبعد عقدين من جريان نهر الزمن ها هي غزّة تتحوّل من جمرة غضب إلى شعلة لَهب حارق للغزاة وعملائهم، وإلى مصباحِ نورٍ يُرسل ومَضَات أمل في دروب المُتعَبين والمُحبَطين من كثافة الليالي الحوالك ومن كثرة الغادرين بقناديل الضياء، وهاهي غزّة تعيد الكَرّة كل مرّة فلا يزيدها الحصار إلا سعةً في الأفق وطولاً في اليد!*
▪ *إن غزّة بأشعّة مقاومتها تفضح الخوَنة القابعين في أوكار التآمر وتكشف خوَر المُرجفين في كهوف الخيانة، وما فتئت تَهتك أسْتار المنافقين وتكشف عوراتهم التي اجتهدوا في تغطيتها بأثواب الشعارات الكاذبة والخُطَب المُنَمَّقة!!*
▪ *إنّ غزّة بإيمانها الراسخ كالجبال وإرادتها الصُّلْبة كالفولاذ، تُبرز خوَر الصهاينة المعتدين رغم قوتهم المادية الهائلة، وتكشف أن (أشجار الغَرقد) ما هي إلا (زعامات عربية) طَلْعها كأنه رؤوس الشياطين، فقد انْسَلَّت من (تِبْر الطُّهر والشّرَف) لتنغرس في (تُربة العمالة والخيانة)، حيث أبَت تلك الزعامات العنكبوتية إلا أن تكون زعانفَ للغرباء وطابورا خامساً للغزاة!*
▪ *ولا يَحسَبَنّ أحدٌ أن غزّة وحدها في النِّزال المقدّس وإن بدت كذلك، فهي تسكن قلوب تدعو لها بصدق وتتضرّع من أجلها بحرقة، ذلك أنها ليست مجرد عضو في جسم أمّتنا وإنما هي ترمومتر عافية الأمة، ألم يقل حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم: (لا خيرَ فيكم إذا فسد أهل الشام)؟ فكيف إن صلحوا وتقدموا الصفوف؟! إنها حينئذ تصير طليعة كتائب النور التي تهفو للنصر المُضفّر وترنو نحو المَجْد الزاحف من خلف جبال المحن ومن وراء ظلمات الفتن، وهاهي تَغُذّ الخُطى نحو الكرامة بأقدام ثابتة وإقدام مبصر.
وسوم: العدد 798