محطات دراسية ( ذكريات )
- درست الإبتدائية في مدرسة كانت تسمى مكتب ، وسمتها فرنسا( ايكول دوباب ) وسمتها العهود الوطنية باسم قتيبة الباهلي فاتح الصين
هذه المدرسة كان يديرها المربي الكبير الأستاذ ياسين نجار والد الدكتور حسان نجار رئيس اتحاد أطباء العرب في أوربا ، نشأ دكتورنا في الباب واستنشق هواءها وأكل من لبنها فهو بابي منشأ وتربية .
في مدرسة قتيبة وكنا ندخلها بالقنباز ولما فرض علينا البنطلون كنا نهرب منه ونلبسه تحت الثوب ، وفيها تعلمنا الوطنية على يد أساتذة عظام ولازال في الذهن نشيد الرافعي : بلادي بلادي فداك دمي
وهبت حياتي فدى فاسلمي
غرامك أول مافي الفؤاد
ونجواك آخر مافي فمي
ولما أنشد يحيى حوا الحموي في حفل همة في عنتاب
موطني الجلال والجمال والسناء والبهاء في رباك
والحياة والنجاة والهناء والرجاء في هواك
بكيت لقد ذكرني المنشد حفظه الله بعهود الصبا .
٢- درست في مدرسة المعابدة المنسوبة إلى الشيخ معبد وكان فيها غرف لطلاب العلم وكان من ساكنيها الشيخ أسعد ومحمد الحموي ، فيها درست النحو والفقه على يد العلامة الشيخ سعيد المسعود رحمه الله وهو أعظم فقيه حنفي في سوريا ولو كان الشيخ الحموي شيخ جامع السلطان حيا لقال صدقت رحمهم المولى .
٣/ ومن مدارس الباب الأبية المدرسة الشهابية وكان يشرف عليها الشيخ علي الحمدان وفيها غرف لطلاب العلم وقبلية صغيرة للصلاة وبئر ماء وقد اندرست الآن
آمل من العائلة الشهابية وفيهم من أهل الخير والوفاء كثيرون ،
كلي أمل أن تعود هذه المدرسة لسابق عهدها ونشاطها فتكون مدرسة وجامع للصلاة وعلى ظهرها قاعة كبرى للمحاضرات باسم عبد القادر الرحمو وفيها مكتبة كبيرة باسم الدكتور رياض رحمو رحمهم المولى .
إن المحافظة على التراث وإحياء آثار الجدود شيء عظيم في ميزان التاريخ والأمة التي لا تاريخ لها لا وجود لها
آمل من ابن العائلة المثقف نزار غالب الحسن الشهابي أن يكون السباق في ميدان أحياء تراث الآباء والأجداد .
٤/ ومن المدارس التي درست فيها وكانت مقرا للافتاء وميدانا لنشر العلم برعاية العلامة الشيخ مصطفى أبو زلام ومن منا لا يذكر اسم مفتي منبج الشيخ جمعة أبو زلام ضربه ضابط قرمطي يوم تمشيط المدينة وضع الشيخ عمامته وبطح الضابط في الأرض وداس عليه ، رأيته في سجن هنانو بعمامته وجبته فأعطاني دفعة قوية من الأمل :
إن هذا الدين سينتصر رغم كيد الكائدين والظالمين
مدرسة أبو زلام واسمها المدرسة الحسبية كانت مجمع طلاب العلم على مختلف مشاربهم يقودهم علامة جريء هو الشيخ مصطفى أبو زلام، منها تخرجت وفيها درست كان لنا فيها زميل اسمه ياسين الترك وكان كثيف اللحية عريضها عاش في حلب في جامع الإسماعيلية وكان يتحدى نظام منع التجول فيخرج إلى باب النصر بلحيته الجميلة فلا يجرؤ ضابط أو مخبر أن يقول له أين ذاهب ، إن لحية الشيخ ياسين ابن مدينة الباب كانت تملأ صدره وتلقي المهابة عليه رحمه الله
يازمانا بكيت منه فلما صرت في غيره بكيت عليه .
رحم مولانا الشيخ سعيد المسعود والشيخ مصطفى أبو زلام ، رحم المولى رواد مدارس المعابدة والمدرسة الشهابية والحسبية
رحم الله شيوخ ذاك الزمان حسن جسومة وعبد الله الزعيتر وقد درسوني النحو ، رحم الله الشيخ أبو النصر خلف كان يوم مجيئه للباب تقام أعراس المجد
رحم الله شيوخ تادف أمثال الشيخ محمد البكار والشيخ حسن العاروني
حيا الله من قال :
جادك الغيث إذا الغيث هما
يا زمان الوصل في الأندلس
الباب كأنها قطعة من الأندلس اسمع ما يقول شاعرها :
وقانا لفحة الرمضاء واد
سقاه مضاعف الغيث العميم
نزلنا دوحه فحنا علينا
حنو المرضعات على الفطيم
هنيئا لمن عاش تلك الظلال ودفن في سفح جبل عقيل
تاريخ مدينة الباب لم يكتب بعد واسالوا ابن مدينة الباب الذي هاجر إلى مصر واسمه مصطفى البابي الحلبي
وتحية عطرة أرسلها لابن تادف الأخ عبد القادر البكار الذي هاجر إلى مصر ومعه مكتبته دار السلام وهو من مصر يرسل الهدايا والكتب إلى أحبابه حياه الله .
والله أكبر والعزة لله.
وسوم: العدد 800