التراب النبيل
هناك من يتمنى ان يخدم الاسلام و يرفع رايته و هناك من هو حزين على ما يحدث في بلادنا من ظلم و استبداد و يتقطع الما على حال الأمة و يتمنى أن يقدم شيئا نصرة لدينه و للمستضعفين و دفعا للظلم و الظالمين .
لكنه لا يريد أن يصيبه أذى و لا حتى ان يتعكر مزاجه لا أقول أن يقدم نفسه و ماله و وقته و حياته كما يطالبنا الله و رسوله صلى الله عليه و سلم في مئات الآيات و الأحاديث التي تنطق بذلك .
هؤلاء م يصلوا حتى الى معشار هذا الصحابي كما يروي الحديث الطبراني عن ربيع بن زيد قال " بينما رسول الله صلى الله عليه و سلم يسير معتدلا إذ أبصر شابا من قريش يسير معتزلا - اي بعيدا عن جموع الصحابة - فقال : " أليس ذلك فلان " فقالوا نعم . قال : فادعوه ، فجاء فقال له النبي صلى الله عليه و سلم : " مالك اعتزلت عن الطريق " قال : كرهت الغبار - التراب - فقال صلى الله عليه و سلم " فلا تعتزله ، فو الذي نفسي بيده إنه لذريرة - ريحانة - الجنة " .
لقد خرج مع النبي مجاهدا و سار معه لكن التراب الذي تحركه أقدام الصحابة و خيولهم أثناء سيرهم ضايقه فاعتزل و مشى بعيدا عنهم فناداه الرسول و قال له ما قال .
و في حديث آخر يقول النبي صلى الله عليه و سلم " ما اغبرت قدما عبد في سبيل الله فتمسه النار "
اننا أحوج ما نكون الى هؤلاء الذي يستعذبون هذا التراب النبيل ، و تلك الأقدام التي لا تعرف الانكسار و لا الانحسار .
نحتاج الى رجال لا تنسحب من ميدان المعركة و تقول نفسي نفسي بل تضرب بأقدامها في الأرض في ثبات لا يهتز و ايمان لا يرتد ، هؤلاء هم رجال التراب و منه و اليه ثم الى اريج الجنة و ريحانها ، اللهم اجعلنا منهم .
وسوم: العدد 800