تَحضْرُ الاستِهْلاكِ .. وَ تَحضْرُ الإنْتَاجِ
إنَّ البونَ شاسعٌ جداً بين أمةٍ تكتفي بتتبع واستهلاك والاستمتاع بما ينتجه ويبدعه الآخر .. وأخرى تستهلك ولكنَّها تتعلم وتطور وتنتج وتبتكر وتبدع وتتنافس وتتكامل مع الآخر في ميادين الاستخلاف .. والمسافات لتتسع وتزداد أكثر فأكثر بين أممٍ تقتاتُ على موائدِ إبداعات الغير.. وأممٌ تُنتجُ وتُطورُ وتنافس الغير فيما ينتج ويبدع لِتزدادَ مكانةً وهيبةً ونمواً وارتقاءً.. والإسلامُ يُقررُ :
• أنَّ الحُضورَ والفاعليّةَ في التعاملِ مع حركةِ سُنن الكونِ.
• وأنَّ العملَ على توفير الكفاءات والمهارات.
• وأنَّ إتقانَ فنون الابتكارِ الإبداعِ.
• وأنَّ التفوقَ في عالم المَاديَّات والتِقَانة والوسَائل.
• وأنَّ التنافسَ في ميادين التدافعَ الحضاريِّ بين الأممِ.
• وأنَّ العملَ على جلبِ المصالحِ ودفعِ المفاسدِ.
لهو من مُستحقاتِ وواجبات النهوض بمهمة الاستخلاف في الأرض وعمارتها وإقامة الحيَاة.. وذلك للتعاون والتنافس مع الآخر في ميادين البناء الحضَاريِّ البشريِّ الآمن الراشد.. بل هو من مُقومات شرفِ مسؤوليات مهمة الحُضوريَّة الفاعلة بين الأممِ.. كما في قوله تعالى:" وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا" إنَّ الحضوريَّةَ الفَاعلةَ في ميادين الإبداع والارتقاء الحضاريَّ ..لهو السبيل الأقومُ والأرشدُ لِتَقْدُمِ الأمم وتألقها في ميادين الحياة.. فالأمةُ الغَافلةُ إنْ لم تَكُنْ الأمة الغائبة المُهمَّشة.. لهي بِكُلِّ تأكيد أمةٌ غارقة في غُثائيَّةٍ مُهينةٍ مُذلّةٍ.. وصدق رسولنا سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وهو يقول: " لَا يَزَالُ الْمَرْءُ عَالِمًا مَا طَلَبَ الْعِلْمَ ، فَإِذَا ظَنَّ أَنَّهُ قَدْ عَلِمَ ، فَقَدْ جَهِلَ " وكذلك وهو يَحثُ النَّاسَ ويحفزهم على الإتقانِ والإبداعِ بقوله صلى الله عليه وسلم : "إِنّ اللَّهَ تَعَالى يُحِبّ إِذَا عَمِلَ أَحَدُكُمْ عَمَلاً أَنْ يُتْقِنَهُ " وقال الإمام الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه : " تَعلَّموا إنَّما همُ الرجالُ".
وسوم: العدد 805