أوثان متنوّعة : للخداع ، أو التجارة ، أو الأكل .. أو لَها ، جميعاً !
روي ، عن عمر بن الخطاب ، أنه قال: كنّا، في الجاهلية ، نصنع أوثاناً من التمر.. فإذا جعنا، أكلناها !
اليوم ، كثرت الأوثان ، وتنوّعت وظائفها ، لدى صانعيها ! وبعضُ عُبّادَها منهمكون ، في عبادتها!
بعضها للخداع :
وأنواع الخداع كثيرة ، وأنواع المخادعين مختلفة ، ومتعدّدة !
نماذج :
(1) الجامعة العربية
صُنعت ، لتكون بديلاً ، عن الجامعة الإسلامية ، التي نادى بها بعض الناس ، بعد سقوط الخلافة العثمانية .. وكانت الدول العربية ، خاضعة للاستعمار، بأنواعه : البريطاني والفرنسي وسواهما !
وكانت الحكومات ، المصنّعة على أعين الاستعمار، تخادع شعوبها ، بهذه الجامعة ، التي تدعى : جامعة الدول العربية ، لكنها ، لم تكن ذات تأثير حقيقي ، في أيّة قضية مجدية ، من قضايا الأمّة ، بل كانت توظّف ، أحياناً ، للمتاجرة بها ، من قبل بعض الحكّام ، ولتآمر بعض الحكّام ، على بعض ، ولتآمر أكثر الحكّام ، على شعوبهم ، بالتعاون مع القوى الغربية ، صاحبة السلطة ، على الحكّام ! وفي السنوات الأخيرة ، صارت الجامعة ، لقمة سائغة ، للحكّام، كلّ منهم يقضم ، منها ، مايشاء .. بعد أن أصبحت ، هي وقراراتها ، طُرَفاً بديعة ، تتندّر بها الشعوب .. بل ، والحكّام ، أنفسهم ، أحياناً !
(2) القومية العربية
طرحتها بعض الأحزاب ، المعادية للإسلام ، بالتعاون مع المؤسّسات الغربية ، التي تصنع سياسات الدول المتخلفة .. طرحتها شعاراً ، بديلاً للإسلام ، في مرحلة ما ، في النصف الأول، من القرن العشرين ؛ لتمزيق الأمّة الإسلامية ، في سائر أقطارها..إلى قوميات عرقية : عرب، وكرد ، وترك ، وفرس ، وشيشان ، وبربر..إلخ ! وقد نجح أعداء الأمّة ، في هذا، نجاحاً كبيراً، فصارت القومية وثناً مقدّساً ، لدى فئات كثيرة ، من أبناء الأمّة .. بينما الأعراق المنتمية ، إلى الإسلام ، تُعَدّ غريبة ، في البلاد التي تحكمها العرقيات ، التي تشكّل أكثريات ، في بلادها ! وتضمّ العرقيات الإثنية ، بالطبع ، المِلل غير الإسلامية ، من المحسوبة ، زوراً ، على الإسلام، وهي منحرفة عنه ، معادية له .. ومعها ملل مختلفة : كتابية ، وغير كتابية !
وقد طُرحت بِدعة القوميات ، في إطار الأمّة المسلمة ، لتصبح شعاراتٍ خادعة ، لأبناء الأعراق المختلفة المسلمة ، من ناحية .. وللمتاجرة بها ، عبر الأحزاب القومية ، من ناحية ثانية !
ومن أنواع الهياكل المنخورة المختلفة ، بعض الأحزاب القومية ، مثل : حزب البعث ، الذي تاجرت به الطوائف غير المسلمة ، في سورية ، وحكمت به سورية ، ثمّ أكلته ، بعد أن حقّقت مآربها ، من خلاله !
وثمة أوثان كثيرة منخورة : محلّية وعربية ، وإسلامية ودولية .. لا مجال لتعدادها ، هنا ، إنّما تعبّر، هي ، عن نفسها ، كلّ يوم ، في حياة الناس ، وعلى سائر المستويات !
وسوم: العدد 808