ثمّ ماذا و ملف إدلب على طاولة الضامنين الثلاثة في سوتشي؟
لم تمض ساعات على انفضاض المؤتمر العام للثورة السورية في الداخل، الذي انعقد في قاعة المؤتمرات في معبر باب الهوى يوم: الأحد: 10/ 2/ الجاري، الذي رفضته القوى السياسية في الخارج، وفق بيان الحكومة المؤقتة برئاسة د. جواد أبو حطب، و طغى فيه تمثيل حكومة الإنقاذ، و غاب عنه الجيش الوطني، و النُّخب الثورية، على حدّ وصف عدد من المراقبين، حيث خلص في بيانه الختامي إلى عدد من التوصيات، التي من المبكر الخوض فيها، و تحمل طابعًا آيديولوجيًا، أكثر منه سياسيًا، على حدّ تعبيرهم.
حتى حطت طائرة وزير الدفاع الروسي " شويغو "، في مطار أنقرة " مطار إيسن بوغا الدولي "، ظهيرة اليوم الاثنين: 11/ 2، في زيارة قيل إنها ضمن الزيارات المتبادلة بين مسؤولي وزارتي الدفاع في البلدين، غير أنّ المراقبين يرون أنّها من الأهمية بمكان، ولاسيما أنها تأتي قبيل ثمان و أربعين ساعة من قمة سوتشي للدول الضامنة في الملف السوريّ، و لعلّ ما يؤيد ذلك ما نقلته وكالات الأنباء من أن الوزيرين: شويغو، و أكار، قد اتفقا على اتخاذ قرارات حاسمة لاستقرار إدلب، وفق البيان الصادر في ختام مباحثاتهما.
هذا في الوقت الذي أخذت فيه تقارير صحفية مقربة من حزب العدالة و التنمية، تشير إلى مخطط ترعاه أطراف دولية و إقليمية تسعى لإفشال اتفاق سوتشي بخصوص إدلب، و اضطلعت به جهات نافذة في هيئة تحرير الشام، على حدّ ما ذهبت إليه صحيفة يني شفق، و أن تركيا قد طلبت من الهيئة القيام بإجراءات علاجية بخصوص ذلك، نتج عنها إبعاد عدد من القيادات من المهاجرين، في مقدمتهم أبو اليقظان المصري " محمد ناجي "، شرعي الجناح المسلح فيها، و مواطنه ابو شعيب، على الرغم من التشكيك الذي يبديه البعض حول جدية هذه الخطوة، و إدراجها في إطار تفاهمات ضمنية مع الشيخ أبي محمد الجولاني للَمْلَمْة الموضوع.
و تلك قضية يبدو أن تركيا ستقف عندها مليًّا، لأنّها بات تندرج ضمن حسابات أمنها القومي؛ إذ من غير المعقول أن تغفرها للهيئة، و هي التي أضنت نفسها في ثني تحالف " روسيا ـ النظام ـ إيران "، عن القيام بعمل عسكري تجاه إدلب، بذريعة وقوعها تحت قبضتها.
هذا فضلاً على أن الفتاوى التي صدرت عن هذه الأطراف، قد صبّت في خانة التحالف السباعي، الذي يسعى لعرقلة جهودها في منبج و شرق الفرات، إلى الحدّ الذي ذهب فيه رئيس تحرير يني شفق " إبراهيم قاراغول " إلى جعله حصارًا، يُراد به تضييق الخناق على بلاده، بعد مرور مائة عام على حصار مماثل وقع لها من بريطانيا و حلفائها آنذاك.
و ذهب إلى أنه لم يعد هناك سوى شيء واحد و خطوة واحدة: أن تتدخل تركيا دون تردد وبشكل عاجل قبل أن تنشر تلك الدول السبع قواتها في شرق الفرات شمال سورية، و أنها إذا لم تفعل هذا اليوم، فلن تتمكن من فعله أبدًا مستقبلا، وحينها سيرى الجميع كيف سينقلون المعركة إلى قلب الأراضي التركية.
فالوضع جد خطير على حدّ تعبير " قاراغول "، و ينبغي على الجيش التركي تنفيذ هذا التدخل بالتعاون مع الجيش الحر دون تأخر حتى و لو ليوم واحد.
و أنّ مرامي هذا التحرّك لتلك الدول، كان من بين فحوى الرسائل التي بعث بها الرئيس أردوغان من سيواس يوم الجمعة: 8/ 2/ الجاري، في لقائه الجماهيري، قبل الانتخابات المحلية، المقررة في: 31/ آذار القادم.
وسوم: العدد 811