التَكَاملُ الثَقَافِيُّ
المقصود بالتكامل الثقافي.. إعادة بناء ثقافة الفرد لتكون قائمة على التكامل المعرفي بِين عَالَميَّ الغيبِ والشهادةِ.. وليكون مؤهلاً للاضطلاع بمهمة الاستخلاف في الأرض.. ونقصد بالتكامل الثقافي: التكامل المعرفي مع العطاء البشريِّ في ميادين الابتكار والإبداع الإيجابي.. وذلك من أجل رفد حركة بناء مجتمع إنسانيَّ خيّر عادل آمن.. وبشكل عام نقصد بالتكامل الثقافي: إعادة بناء ثقافة الشخصية الإنسانيَّة لتكون متسقة مع أصالة اتزانها بِنَائها الفطريِّ الربَّانيَّ.. ونقصد بالتكامل الثقافي عملياً.. بناء التكامل المعرفي لثقافة الفرد وكفاءاته بين عالم الروحانيات والقيم والسلوكيات.. وعالم الماديات والوسائل والمهارات.. ونقصد بالتكامل الثقافي.. إنهاءُ ظاهرة تمحور واحتباس بعض أفراد الأمة حول جزئيات من بنائها الثقافي العام.. حارماً نفسه وأمته من باقي مخزوناتها المعرفيَّة الموسوعيَّة الهائل.. الأمر الذي يولد حالة صراع مؤلمة بين فعاليات الأمة لا مبرر لها.. لأن كلاً منهم على جانب صحيح من ثقافة الأمة المبعثرة بينهم.. ولو أجرى كل طرف منهم مراجعة علمية وموضوعية.. لوجدوا أنفسهم يصطرعون ويتخاصمون في خلاف وهميٍّ لا مبرر له حول موضوعات هي من موروث ثقافتهم الثريَّة التي ينتمون إليها.. ويعتزون ويتغنون بمآثر أدائها وعطائها الحضاريّ عبر التاريخ ..ولكن- للأسف- فإنَّ كل جهةٍ منهم تُعبِّر عنها بنحو مختلف.. وبكلمة مختصر نقصد بالتكامل الثقافي.. التحول بأجيال الأمة وفعالياتها الاجتماعية والفكرية والسياسية من عصبية القبلية الثقافية.. إلى فضائل الوحدة الثقافية والسعة المعرفية.. ومن التحوصل الثقافي والمعرفي.. إلى آفاق التكامل المعرفي الإيجابي وطنياً وإقليمياً وقومياً وإسلامياً وعالمياً. أجل فيَومَ تتجه البشريَّةُ نحو مثل هذا التكامل.. وَيَومَ يَنجح أتباعُ الأديَّانِ والثقافاتِ والمفكرون والساسةُ في تحقيق مثل هذا التكامل الجليل.. يومئذ تَضعُ المسيرةُ البشريَّةُ نفسها على مسارِ النجاةِ والصلاحِ والأمنِ والاستقرارِ والتنميَّةِ الراشدةِ.
وسوم: العدد 812