هل كُلُّ نِظَامٍ مَلَكيٌّ عَادِلٌ رَاشِدٌ ..؟ أيْنَ يَكونُ العْدَلُ وَالرُشْدُ..؟
في سياق العصف الذهني البارحة الاثنين 10 / 08 / 1440هـ - 15 / 04 / 2019م الذي جرى في مجلس سمو الأمير خالد الفيصل - سلمه الله تعالى - أُثيرت مَسألةُ المُفاضلة بين الحُكْمِ المَلَكيِّ والحُكْمِ الجمْهُوريِّ ..والأخ الفاضل الذي أثار هَذه المسألة أراد أن يثبت أنَّ الحكم الملكيِّ عادل والجمهوريِّ ظالم.. وعَقبتُ قائلاً : أنَّ مسألةَ العَدْلِ والرُشْدِ ليس لها علاقة بمسميات نظام الحكم ..فليس كلُّ نظامٍ ملكيٍّ عادل .. وليس كلُّ نظامٍ جمهوريٍّ ظالم.. فَالأمرُ أعظَمُ وأجلُ من ذلك بكثير .. إنَّ وجودَ العَدْلِ والرُشْدِ أو غيابَهما يَتعلَّق بِطبيعةِ مَنهجِ الحُكْمِ وعَقْدِه الاجتِمَاعيِّ .. والعقد الاجتماعي الراشد : هو المؤسس على التكامل والتلازم بين الإيمان بالله تعالى والقيم والأخلاق وبين كَفاءةِ ومَهارةِ وخِبْرَةِ السيرِ في التَعامُلِ مَع نَواميسِ الكونِ وتَحدياتِ الزمانِ والمكانِ .. والرسولُ سيدُنا محمد صلى الله عليه وسلم يُؤكدُ ذلك فيقول: " المؤمن الكيِّسُ مَنْ عَرَفَ زَمَانَه واستَقامَت طَرِيقَتُه " ونحن في المملَكةِ العربيَّةِ السعوديَّةِ: فأنَّ من فضل الله تعالى ومنَّته أنْ استخلف فينا إماماً مُجدداً أقامَ نَظامَها ونَهجَ حُكمها على أساس من كتابِ الله تعالى وسُنةِ رسوله صلى الله عليه وسلم .. فمن أول يوم تولى فيه مقاليد الولاية أمر مَنْ يُنادي في النَّاس فيقول:" الحُكْمُ للهِ وَالمُلْكُ لِعبْدِ العزيز". فكانت هذه العِبَارَةُ المحكمةُ أساسَ العقدِ الاجتماعيِّ بينَه وبينَ شَعبِه ..فكأني به - طيب الله ثراه - يجدد قولة الخليفةِ الراشدِ/ أبو بكر الصديق رضي الله عنه:" يا أيَّها النّاس إنِّي قد وُلِّيتُ عليكم ولستُ بِخيركم.. فأطيعوني ما أطعتُ الله فيكم .. فإنْ عَصيتُ الله فلا طاعة لي عليكم". أجل إنَّ ما يُميِّزُ النظام في المملكة العربيِّة السعوديِّة عن غيره من النظم على تَنّوعِ مُسميَّاتها : أنَّ الشعب وولاة أمرهم في عقد إيمان راسخ مع ربِّهم لإقامةِ شرعتِه والتزام تعاليم كتابه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم .. أجل هذا هو سِرُ أمنِها واستقرارِها وَرُشدِها وَمَتَانَةِ وحدةِ مُجتمعها.. وفي ذلك فيتنافس المتنافسون والله سبحانه المُسْتَعان.
وسوم: العدد 820