المصطلح عِملة ؛ إذا اختلف معناها ، بين المتعاملين بها ، دبّت الفوضى !
نماذج من المصطلحات ..
الرأي : للرأي معانٍ عدّة ، أهمّها:(الاعتقاد) ! والرأي يتعدّد بتعدّد المسائل ، التي يَنظر فيها الناس ، نظراً عقلياً ! ويوصف ، بحسب الفكرة المطروحة ، على العقول ، مثل : الرأي العلمي .. والرأي القانوني .. والرأي الفقهي .. وغير ذلك !
وتتعدّد أراء الناس ، بحسب تفاوت إدراكاتهم ، وزوايا الرؤية ، التي ينظرون منها، إلى المسألة الواحدة ! فيقال: هذا رأي زيد ، في المسألة الفلانية ، وهذا رأي عمرو ، في الأمر الفلاني! ويكون رأي الفرد ، في العادة ، أقرب إلى الصواب ، كلّما كان عقله راجحاً، وتجاربه واسعة وعميقة ! كما يكون الرأي التخصّصي ، في مسألة ما ، أرجح من غيره ، حين يكون صاحبه ، ذا معرفة علمية، في المسألة المعروضة ، وذا خبرة فيها ، وفي مثيلاتها!
وقد يجهل بعض الناس ، معنى الرأي ؛ فيطلق أحدهم شتيمة ، بحق شخص ما ، وحين يُعترض عليه ، يقول: هذا رأيي ! و قد يَتّهم أحد ما ، شخصاً معيّناً ، بتهمة ، وحسن يُسأل عن دليله ، يقول : هذا رأيي ! فهذا وذاك، يلتبس عليهما الأمر، بين الرأي العقلي ، وبين الشتيمة ، والتهمة الجزافية ، بلادليل !
الحرّية : كثيرة التداول ، على ألسنة الناس ! وتختلف معانيها ، عند بعضهم ، عنها عند بعض آخر! فمنهم مَن يفهم الحرّية ، على أنها حرّيته ؛ في أن يفعل مايشاء ، دون أن يحقّ لأحد ، الاعتراض عليه ! وهذا المعنى قيّدَه بعضُ المفكّرين ، بقوله : تنتهي حرّيتك ، حين تبدأ حرّية الآخرين !
وللناس ، في فهم الحرّية ، مذاهب : منهم مَن يرى أنها ، حرّية التعبير، عن الرأي ، أو الموقف ؛ سياسياً كان ، أم اجتماعياً ، أم علمياً ! ومنهم مَن يرى أنها حرّية المرء ، في أن يسلك السلوك ، الذي يراه مناسبا له ، أو أن يأكل ويشرب ، ما تشتهي نفسه ، وأن يلبس مايميل إليه طبعه ، أو مزاجه .. دون النظر، في كون هذه الأمور، حلالاً أو حراماً ، وفي كونها موافقة ، للذوق العامّ ، في بيئته .. وغير ذلك !
الشرف : في الأصل ، هو المرتفع من الأرض ، الذي يشرف ، على ماحوله ! وللشرف معانٍ كثيرة ، واستعمالات متنوّعة :
وواضح ، أن المقصود بالشرف ، هنا ، المقام السامي ، الذي يشرّف صاحبه !
وبعض الناس يربط الشرف ، بالخلق الكريم ؛ فيقال ، عمّن يرتكب الأعمال الدنيئة : إنه بلا شرف !
الواقعية : هي التعامل ، مع الأحداث والمواقف ، من خلال الواقع القائم ، لامن خلال التمنّيات ، والطموحات ، والرغبات ! وبعض الناس يتّخذون ، من مصطلح (الواقعية) ، مسوّغاً لخضوعهم ، لمَن هم أقوى منهم ، مع إمكانية العمل ، على اكتساب القوّة ، التي تؤهّل الخاضع لخصمه ؛ لأن يكون ندّاً له ! وفي هذا الميدان ، يتسابق كثير من الناس ، إلى تسويغ الجبن والدونية ، والانحرافات الخلقية ، ووصفها بالواقعية ، التي تتناقض ، مع المبادئ السامية ، والقيم العليا !
وسوم: العدد 820