سُعار البشر: أخطر أنواع السُعار؛ مهيّجاته كثيرة ، وعلاجاته نادرة !

انتشر جنون البقر، في أوروبّا ، وهو وباء خطير، في مرحلة ما ، فلم يكن له علا ج ، سوى الإبادة !

وانتشرت إنفلوانزا الخنازير، وهي وباء خطير، فلم يكن لها علاج ، سوى الإبادة !

أمّا السُعار، وهو مايسمّى ، قديماً : (داء الكلَب) ، فهو أقدم أنواع الأوبئة ، وأكثر ماكانت تصاب به الكلاب ! وقد عالجه الناس البسطاء ، قديماً ، بالقتل ؛ إذا كان المصاب به كلباً !

لكنه قد ينتقل ، إلى البشر، عبر عضّة كلب مسعور! فكيف كان الناس يعالجونه ؟ وكيف كانوا يتّقون انتقاله ، من شخص مصاب ، إلى آخر؟

كان العلاج ، قديماً، يتمّ عبر بعض المشايخ، الذين يكتبون بعض الحجب ، التي تحتوي بعض الآيات القرآنية، وبعض الأدعية.. وينصحون المصاب ، بألاّ يختلط بالناس، فترة من الزمن ، مع توصيات معيّنة للمصاب ، يمارسها ، حتى يشفى !

اليوم ، انتشر السعار، بين البشر، انتشاراً عجيباً ؛ ولا سيّما بين بعض الحكّام ، وأعوانهم ، من عسكر وشرطة ، وأجهزة مخابرات ..!

لقد بات سعار القتل سائداً، في عدد كبير، من الدول العربية ، وغير العربية.. وتحت شعارات شتّى، متنوّعة !

لقد صار المواطنون ، جميعاً ، في عدد كبير من الدول ، معرّضين للقتل ، بأيّ سبب واهٍ ، وبلا سبب ! وبأشكال متنوّعة ، يتفنّن ، في ابتكارها، موظفو أجهزة الأمن ، في الدول ، التي أصيب حكّامها، بسعار القتل! ومن لم يستطع قتل مواطنيه ، دفعه سعار القتل ، إلى قتل مواطني الدول المجاورة !

ومن الأسباب الوجيهة ، لقتل المواطن ، في نظر الحكّام وأعوانهم :

معارضة الحاكم - الاشتباه بمعارضة الحاكم - عدم تأييد الحاكم ، في كلّ مايقول ويفعل - الشكّ في أن كلمة ما ، قد يكون فيها مساس ، بسمعة الحاكم - الظنّ بأن جملة ما ، قد تسيء إلى مكانة دولة ، حليفة للحاكم ، أو إلى صديق قريب من الحاكم ..!

أمّا تهمة الإرهاب ، فهي أمضى سلاح ، لقتل معارضي الحاكم ، وأفضل تجارة للحاكم ، عند الدول ، التي تتاجر بتهمة الإرهاب !

ومَن يعجز الحاكم المسعور، عن قتله ، من مواطنيه الهاربين من سعاره ، تقدّم أجهزة الأمن ، الخاضعة له ، لائحة اتّهام ملفّقة مُحكَمة ، إلى أجهزة الدول المتعدّدة ، التي قد يلجأ إليها، المواطن المغضوب عليه ، من الحاكم وأجهزته !

إنه سعار القتل ، الذي يفتك بالناس ، في عدد كبير من الدول! إنه السعار، الذي يتغلغل ، في شرايين بعض الحكّام ، فلا يطيقون منه فكاكاً ، ولا يرونه داءً ؛ بل هو شهوة لديهم ، يجدون متعة عظيمة ، في ممارسته ضدّ مواطنيهم ، ومواطني الدول المجاورة !

أديان السماء ، كلّها ، لا تعالج هؤلاء المسعورين ؛ لأنهم لايؤمنون بها ، من ناحية .. ولأن سعار القتل ، ليس وباء ، في نظرهم ، يحتاج علاجاً .. من ناحية ثانية ! لذا ؛ لايَعرض أحد  المسعورين ، نفسَه، على شيخ ؛ ليقرأ له شيئاً من القرآن الكريم .. أو يعرض نفسه ، على طبيب مختصّ ، بمعالجة مثل هذا الوباء !

أمّا قوانين الأرض ، فالمحلّي منها ،  يصنعه الحكّام المسعورون ، أنفسهم ، وهم أولى الناس بتجاوزه ، أو العبث به ، حين يريدون! والدوليّ ، سَمحَ لهم صانعوه ، بتجاوزه ، أو العبث به، في بلادهم ؛ كي يسحقوا شعوبهم به!

فهل يعود الناس ، في البلاد التي ابتلي حكّامها، بهذا السعار، إلى أنواع العلاج القديمة ، التي كانت تعالَج بها، المخلوقاتُ المسعورة !؟

قد لايكون أمام الناس ، في البلد المبتلى حاكمه بالسعار، غير هذا النوع من العلاج !

على أن يبدأ العلاج ، من عند الحاكم نفسه ! فإذا تخلّص منه الشعب ، المبتلى به ـ بَرئت الأجهزة التابعة له ، تلقائياً ! ومَن ظلّ مصاباً ، فعلاجُه سهل !

وسوم: العدد 826