كلٌّ يَحملُ - قبلَ غيره- أوزارَه : أوازار أخطائه واجتهاداته وأهوائه !
يا قادة المعارضات الشعبية : ها قد ، فضح الله عصابات الحكم ، المستأسدة عليكم ، في بلادكم .. التي باتت تجاهر بخياناتها ، وارتباطها بأعداء الأمّة ! فاختصرت الطريق ، بينكم ، وبين قلوب شعوبكم وعقولها ! فإذا مارستم من الأخطاء ، ما يُنفر منكم، شعوبَكم ، ويبقيها على ارتباطها، بحكّامها المجرمين ؛ خوفاً وطمعاً .. ويأساً منكم ، ومن أن تكونوا بديلاً صالحاً ، عن حكّامكم.. فأنتم تتحمّلون الأوزار، أمام الله ، وأمام شعوبكم ، عمّا ينصبّ ، من البلاء ، عليها وعليكم ! وكلّ منكم يحمل ، منفرداً، وزرَ خطئه ، وتقصيره .. وفساد خلقه ، أو نيّته ، أوسلوكه ! ومّن خدع نفسَه ، أو خدعته .. فليعلم أن الله ، لا يُخدع !
وإن أعداءكم يراهنون ، على أخطائكم وتناقضاتكم ، فيما بينكم ، ليمزّقوا صفّكم بالتناقضات، ويبعثروا جمعكم ، بالأهواء المختلفة ، والآراء المتعارضة ؛ ليعيدوكم إلى سلطاتهم ، صاغرين!
ياقادة المعارضات الشعبية :
إنّ أنواع الخيانة كثيرة ومتنوّعة ، وكلّها كفر:
خيانة الدين : ( كفر ديني) ! ومن أشكال خيانة الدين:
الإساءة ، إلى عقيدته وشعائره وأحكامه ، بقول أو فعل!
المتاجرة باسم الدين ، لتحقيق مكاسب دنيوية : فردية ، أو حزبية ، أو قبلية !
التآمر مع أعداء الدين ، ضدّ أتباعه !
خيانة الوطن : ( كفر وطني) ؛ سواء أكان الوطن صغيراً أم كبيراً ، غنياً أم فقيراً ، متحضّراً أم متخلّفاً !
ومن خيانة الوطن :
الإساءة إلى الوطن ، بقول أو فعل !
التآمر مع أعداء الوطن ، ضدّ أبنائه ؛ لتحقيق مكاسب : مادّية أو معنوية ، فردية أو حزبية أو قبلية !
ياقادة المعارضات الشعبية:
إن جيوش بلدانكم، لم تُصنع لحمايتكم من أعدائكم ، بل صُنعت لحماية حكّامكم منكم ! وأكثر حكّامكم ، نصّبهم عليكم ، أعداء أوطانكم الأجانب ! وفي ظلّ سطوة هذه الجيوش ، صُنعت الأجهزة المتنوّعة ، في بلدانكم ، من أجهزة مخابرات ، متعدّدة الأشكال والمهمّات ، ومن غيرها، ممّا يخدم أهداف حكّامكم ، في استعبادكم !
فلا تحلموا ، في أن تتحرّك هذه الجيوش ، لإنقاذكم من نير حكّامكم ، مهما تحرّكتم ، في الشوارع والساحات ! فإذا تظاهروا بمناصرتكم ، ضدّ حكّامكم ، فإنّما يخدعونكم ، لكسب مشاعركم ، وكسب الوقت على حسابكم ؛ ليرتّبوا ترتيباً أخر، لمصلحة الحاكم الظالم ، الذي ثرتم ضدّه ، أو مصلحة حاكم آخر، من الموالين له ، أومن مدرسته ، في الظلم والطغيان والإجرام !
فلا ترفعوا شعارات طوباوية جزافية ، في وجوه قادة الجيوش ؛ آملين أن يسلّموكم الحكم ، في بلادكم !
ولا تظنوا الجيوش، هيئات اعتبارية متماسكة ، أو كتلاً صمّاء ، تتحرّك في اتجاه واحد ! حسبكم أن تختاروا ، من هذه الجيوش ، رجالاً تطمئنّون إليهم ، ليساعدوكم في التخلّص ، من الفاسدين والمفسدين ! ولا يخلو جيش في العالم ، من هؤلاء الرجال ، وأمثالهم !
إنّ معارك الشعوب ، مع محتلّي بلدانها(الوطنيين!) ، صعبة جدّاً ، أصعب بكثير، من معاركها، مع المحتلّين الاجانب، وإنّ المزالق كثيرة ، وأنواع المكر والخداع كثيرة! فمَن أخطأ، في التقدير، أو الحساب ، أو التحرّك ، لم يضرّ نفسه ، فقط ، بل ضرّ شعبه كلّه ، ووطنه بأسره ! وكلٌّ يحمل - قبل غيره- أوزاره : أوازار أخطائه واجتهاداته وأهوائه !
وسوم: العدد 831