خيارات نزار قباني .. وخيارات الحكّام الطغاة !
خيارات نزار قباني ، في شعره ، مع فَتاته :
إنّي خيّرتُك ، فاختاري :
*
خيارات الحكّام السياسية ، مع شعوبهم :
نحن أو الفوضى - نحن أو الدمار- من ليس معنا ، فهو عدوّنا ! (وكلمة: معنا ، تعني ، بالضرورة ، الخنوع لنا ، والتصفيق لنا ، وإطاعة أمرنا ، في كلّ ما نأمره به ؛ بما في ذلك ، قتل الناس ، وتدمير بيوتهم على رؤوسهم) !
بشار الأسد ( نموذجاً) !
شعارات مؤيّديه : بشار، أو الدمار- الأسد ، أو نحرق البلد ..!
وهكذا كان ! احترق البلد ، وما زال يحترق؛ كلّ مافي البلد يحترق ، من أجل الأسد ، من أجل بقائه في السلطة ، على كرسي الحكم !
كل شيء مباح ، من أجل بقائه ، على كرسي الحكم :
حرقُ البشر والحجر والشجر!
ضرب المدن والبلدات والقرى ، بسائر أنواع الأسلحة : بالطائرات ، بالصواريخ ، بالقنابل المحرّمة دولياً!
تدمير البيوت ، على رؤوس أهلها ، والمساجد على رؤوس المصلّين !
تدمير المشافي ، فوق المرضى والأطبّاء ، والممرّضين والممرّضات !
الزجّ بمئات الألوف ، في السجون والمعتقلات ، من سائر فئات البشر: الكبار والصغار، العجزة والمرضى ، النساء والرجال !
تهجير السكّان ، من المدن والبلدات والقرى ، في البراري ، والصحارى ، والغابات !
تهجير المواطنين ، إلى سائر أنحاء الأرض ، بقارّاتها ، جميعاً !
إجبار الناس ، من سائر الأعمار، على ركوب البحار، ليهلك منهم ، غرقاً ، ما لايعلم عددهم، غير الله!
جلب المحتلّين والمستعمرين الأجانب .. والمرتزقة ، من سائر الملل ، لقتل كلّ مَن يمكن قتله ، من أبناء سورية، بوسائل القتل والتدمير، كلّها، لا فرق بين محرّم ومحظور، دولياً، وبين مسموح به ، في الشرعة الدولية!
وما تزال طاحونة الموت ، تدور على البشر، في سورية ، وستظلّ دائرة ، حتى يشاء الله أمراً آخر!
مايجري في سورية ، ليس دماراً ، وحسب ؛ بل هو دمار هائل ، من نوع غريب ، مع فوضى شاملة!
كان هذا في سورية ! وحسبُها ، نموذجاً ، في الفوضى والدمار، لنظائرها : ليبيا ، واليمن ، وسواهما!
وتبقى الأسئلة المطروحة ، حول هؤلاء الحكّام ، أصحاب الخيارات ، الآنفِ ذِكرُها ، هي :
هل يشعرون ، أن هذه الأوطان ، التي يدمّرونها، هي أوطان لهم ، حقّاً: شربوا ماءها ، وأكلوا غذاءها، واستنشقوا هواءها!؟
وهل يشعرون ، أن الشعوب التي ينحرونها ، هي شعوبهم ، حقّاً ، عاشوا بينها، وعاش بينها آباؤهم وأجدادهم ، ويعيش بينها أهلوهم ، من : أبناء وبنات وأزواج ، وإخوة وأخوات !؟
وهل القيَم والمُثل ، التي تربّوا عليها ، هي ذاتها ، القيم والمُثل ، التي تربّت عليها هذه الشعوب !؟
ثمّ : هل شعر هؤلاء الحكّام ، أن الشعوب ، التي باشروا ، ثمّ أوغلوا ، في نحرها .. قد استسلمت لهم، وخنعت ، ورجعت كما كانت ، قطعاناً من العبيد ، يسومونها سوء العذاب ، بهدوء واستمتاع .. أم صارت شعوباً ، من طراز آخر، يستعصي على العبودية والاستعباد ، ويأنف الرقّ والاسترقاق ؛ بعد أن دبّت فيها روح الثورة ، واستنشقت عبير العزّة والكرامة !؟
وإذا كانت خيارات العشق ، لدى نزار قباني ، محصورة ، في نوعين من الموت ، هما : الموت على صدره ، أو الموت فوق دفاتر أشعاره ، فإن خيارات الساسة القتلة ، محصورة في نوعين ، هما : الموت البطيء المدمّر، تحت حكمهم .. أو القتل ، المُحيي لنفسيات الشعوب ، الموقظ لمشاعر الآدمية ، في صدورها ، بكلّ ماتعنيه ، من : أنفة وإباء ، وحسّ نبيل ، بالكرامة الإنسانية السامية !
وسوم: العدد 831