الميري الأمريكي والتراب الفلسطيني المقدس ...

كشفت ورشة المنامة حجم التناقضات التي روجها البيت الأبيض، واكتشف العالم

ومنه الدول العربية التي اشاركت  في الورشة الأمريكية، أن التضليل

والتدليس الأمريكي يصب في المصلحة الاسرائيلية وادامة الاحتلال، وبل أن

تلك الدول العربية مطلوب منها أن "تتطوع" بتحمل جزء كبير من أموال تغطي

تكاليف هذا المشروع الفاشل.

ولم تتمكن الماكنة الاعلامية الامريكية والتي خصصت من أجل "النعق" بحيوية

الأفكار الاقتصادية الأمريكية، من إختراق العقل الفلسطيني وارادته، وذلك

لأن كل التزييف واللعب على أوتار العاطفة المسماة "الازدهار الاقتصادي"

سقطت مبكرا على أسوار القدس العتيقة التي رفضت إلا أن تكون القدس عاصمة

دولة فلسطين، وكما أن جموع اللاجئين رفضوا تلك "المجزرة السياسية"

وتمسكوا بحق العودة ورفض التوطين، وبالتالي فان من وقعوا في شِرك الورشة

او من ارادوا أن يقفوا في المنتصف عملا منهم بالمثل الذي يقول "اذا فاتك

الميري تمرغ في ترابه" ونسوا أو تناسوا أن التراب الفلسطيني المقدس

والمجبول بدماء الشهداء والصحابة هو أغنى من كل المليارات التي لن تقدم

أو تؤخر، اكتشفوا أن هدف الورشة هو اعلان التطبيع مع الاحتلال ودعم

مشاريع اقتصادية عملاقة كبوابة "ازدهار للاحتلال، وطمس معالم القضية

الفلسطينية".

السياسة الخارجية التي تنتهجها واشنطن في إدارتها للصراع، أوقعها في تخبط

مستمر، لأن إصرارها على المنهجية العدوانية تجاه الحق الفلسطيني، أخرجها

من معادلة الوسيط لقيادة أي عملية سياسية بصورة "منفردة"، وبل غرقت في

وحل الأطماع الاستعمارية الاستيطانية، لأن مبعوثيها للسلام "

..!؟"وسفيرها في اسرائيل، هم نماذج سيئة جدا وسيكتب التاريخ أنهم جزء من

الاستيطان ومن الفكر العنصري والابارتيد المدمر، ولن يخرجوا مما وقعوا

فيه من وحل التماهي مع المشروع الصهيوني الذي يعمل من أجل طرد الفلسطيني

من أرضه والتنكر لحقوقه وبل استمرار العدوان عليه.

وأخيرا إن التقريع والتهديد في الغرف المغلقة أو المعلنة ضد "الرافضين"

لصفقة العصر او ورشة المنامة، لن يؤثر في قرار المقاطعة الفلسطينية لتلك

القيادة الأمريكية وسياستها العدوانية والظالمة تجاه شعبنا الفلسطيني

والأسس التي قامت عليها عملية السلام والانقلاب على كل القرارات

والمواثيق الدولية ذات الصلة.

وسوم: العدد 833