الدور الروسي من جديد
من جديد تتكثف الاتصالات الروسية مع الاطراف الفلسطينية فيما يخص ملفات هامة لهما ارتباط وثيق الصلة وهما ملفي المصالحة الفلسطينية والصفقة الامريكية وسبل مواجهتها بجبهة فلسطينية موحدة , من جديد ترسل روسيا دعوة لحركة حماس لزيارة موسكو هذا الاسبوع للقاء وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف , تأتي هذه الدعوة في ظل استمرار المواجهة بين الادارة الامريكية وروسيا علي اكثر من جبهة والمشهد الفلسطينيني احدي هذه الجبهات التي باتت فيها الولايات المتحدة تتفرد في ادارته . المعروف ان الدور الروسي في الصراع دور محدود وغير مؤثر وبالتالي توافرت فرصة لدور اكبر بعدما اقر الفلسطينين ان الولايات المتحدة لايمكن ان تكون شريك وراعي لاي عملية سلام حقيقية في المستقبل . واهم دور يمكن ان تلعبه روسيا هي تحقيق اختراق في ملف المصالحة الفلسطينية الفلسطينية لتقوية الرفض الفلسطيني وتعزيز رفض المشروع الامريكي في المنطقة واليات حل الصراع الفلسطيني الاسرائيلي الجديدة . موسكوا تدرك اكثر من الفلسطينين مدي خطورة الامريكي في الشرق الاوسط ومحاولتها توسيع نفوذها السياسي ليشمل كل شبر من عالمنا العربي تهيئة لتكبير المشروع القومي الصهيوني وتسخيركل الثروات والاموال والطاقات العربية لخدمة هذا المشروع الذي تعتبرة ضارا لمصالح روسيا في المنطقة وضارا لحالة الامن والاستقرار الاقليمي .
كانت روسيا قد استضافت لقاء فصائليا فلسطينيا هاما في شباط فبراير الماضي حضره اثنا عشر فصيلا فلسطينيا وكانت التطلعات الروسية كبيرة لهذا اللقاء الذي يتعبر الاول من نوعيه خلال فترة الانقسام الفلسطيني لكن الروس اصيبوا بخيبة الامل عندما فشل الفلسطينين حتي في اعداد بيان موحد يظهر حرصهم الوطني على انهاء الانقسام واستعادة وحدتهم الوطنية التي تعرف روسيا ويعرف الفلسطينين ويعرف كل المراقبين السياسسين انها ستغلق كل الطرق امام تنفيذ اجندات امريكية خاصة لتصفية الصراع لصالح دولة اسرائيل الكبري وكان هذا الفشل باعتبار اهانة للمستضيفين الروس على اعتبار ان فشل لقاء روسيا وعدم خروجه باي نتائج سوي الفشل كان ايضا مهينا لدور روسيا الايجابي وسمعتها السياسية في المنطقة . المعروف اليوم ان روسيا تحاول منذ فترة كبيرة لعب دور ايجابي مع الفلسطينين دون استثمار لهذا الدور اقتصاديا او حتي اللعب على عامل ادخال اسرائيل للحظيرة العربية وفتح قنوات التطبيع الاسرائيلي العربي على مصرعيها وبكافة الاشكال وعلى كافة الصعد , ولعل المصلحة الروسية من وراء تدخلها في ازمات المنطقة هي حصار وتضيق الخناق على الدور الامريكي وكشفه وتعريته امام الجميع بل واثبات مستوي نقاء ونظافة الدور الروسي بالمقابل الذي لا يلعب الا علي المكشوف وبمعرفة الجميع .
لعل روسيا تريد من حركة حماس تحقيق امرين الاول انجاز المصالحة الفلسطينينة وقد يكون ايضا المصالحة مع النظام السوري ولعل المحاولة الجديدة من قبل روسيا تتركز الان في بحث مخاطر استمرار الانقسام وبالتالي الوصول مع وفد حركة حماس الذي سيزور روسيا بقيادة السيد موسي ابو مرزوق نائب رئيس حركة حماس الي تحيك لهذا الملف لان روسيا تدرك ان سياسة حماس افشلت استكمال تطبيق اتفاق القاهرة 2017 وهذا قد يأخذنا الى عمق المشهد , ولعل روسيا تدرك تماما ان الصفقة الامريكية حددت بالضبط البوابة التي يمكن من خلالها ان تمرر وهي بوابة الانقسام الفلسطيني وتقويته والايعاذ لاطراف لاعبة اخري تقوم بدور الوكيل السري للامريكان برسم ممرات امريكية امنه للتنفيذا خططها وبرامجها . روسيا تريد ان تؤكد للحركة ان استمرار تعنت الحركة والدخول في تفاهمات مع اسرائيل دون مستوي فلسطيني موحد قد يضر بالقضية الفلسطينية ويفتح قنوات للوكلاء لتوريط الحركة في الصفقة الامريكية. خاصة ان الولايات المتحدة اقنعت بعض الاطراف العربية ان مركز حل الصراع هي غزة وليس القدس والضفة والارض التي احتلت عام 1967.
من جديد تسعي روسيا لمساعدة الفلسطينين على ترتيب بيتهم الداخلي واغلاق كافة الممرات الجانبية والسفلية التي قد تكون متاحة لوكلاء الامريكان وعرابيهم لتسويق ما يريد كوشنر وغريمبلات , ولعل الروس يدركوا ان كسر الجمود في موقف حماس وتلينه امرمهم جدا الان وفي هذا الوقت الذي يتطلب بذل مزيد من الجهد مع حماس خاصة للموافقة على السماح في استكمال تطبيق اتفاق القاهرة اكتوبر 2017 الذي توقف قاطعا شوطا مهما .ليس امام حماس الا التقاط الفرصة والتعاطي بايجابية مع اي طرح روسي حقيقي والقبول بالجدول الزمني المطروح للوصول الي شراكة وطنية حقيقية من خلال انتخابات عامة في فلسطين تكون روسيا مراقب رئيس على اجرائها وداعم لتحقيق نتائجها في تشكليل حكومة وحدة وطنية فلسطينية تستطيع كسر معادلة التفرد الامريكي والاسرائيلي بالاطراف الفلسطينية وتفتيت جبهتهم السياسية . تستطيع روسيا هذه المرة وبالتاكيد احداث اختراق جدي وهام في موضوع استعادة الفلسطينيين لوحدتهم الوطنية وخاصة ان الوقت ليس في صالح الفلسطينين لان البرامج الامريكية تدار عبر قنوات سرية سيكتشفها قريبا الفلسطينين , ولعل روسيا تعتبر ان هناك عامل هام يقوي تدخلها ايجابيا في موضوع المصالحة الفلسطينية وهو الرفض الفلسطيني الشامل للصفقة الامريكية ومشروع كوشنر الاقتصادي لخلق كيانات اقتصادية فلسطينية والقفز عن كل القرارات الدولية واسس ومرجعيات حل الصراع التي حددها المجتمع الدولي والعربي وقبلها الفلسطينين , روسيا تدرك اكثر من اي وقت مضي ان الفلسطينيون بانقسامهم ذاهبون الي تمكين الولايات المتحدة اسرائيل حل الصراع علي اساس اقتصادي لا ينتهي معه الاحتلال والاستيطان والتهويد ويدركوا ان امريكا تريد من الفلسطينين التعايش مع الاحتلال وقبولة حسب عناصر صفقتهم المشؤومة .
وسوم: العدد 833