الحياة والناس والأحداث والعلاقات والسياسة والتربية
تحتاج الحياة والناس والأحداث والعلاقات والسياسة والتربية أن ننظر ونتعامل معها بنسبية وتوازن وإعطاء كل ذي حق حقه، وأن نتجنب المطلق والحاد والأحادية في النظر والتعامل.
فليس بالضرورة أن يكون لي رأي واحد من زاوية واحدة حادة في أمر ما، أو أن أقارن وافضل بالمطلق في النظر والتعامل معه.
يعلمنا القرآن النسبية، فيذكر لنا مثلا:
_ أن المؤمنين أصناف ثلاثة: السابقون بالخيرات، والمقتصدون، والظالمون لأنفسهم.
_ وأن أهل الكتاب منهم الأشد عداوة وهم اليهود، ومنهم الأقرب للذين آمنوا وهم النصارى.
_ وأن هناك ممن آمن وهناك ممن أسلم.
_ وأن الأعداء ليسو ا على درجة واحدة، فهناك عدو دون عدو كما ذكر فارس والروم حينها.
وكذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم حين يعلمنا:
_ ان الله قد يؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر.
_ وأن هناك من أهل الكفر من لا يظلم عنده أحد كما أخبر عن النجاشي.
_ وأن منهم من يستحق الوفاء مثل المطعم بن عدي الذي نصر رسول الله صلى الله عليه وسلم على قريش في مكة.
_ وأنه تعامل مع المهاجرين والأنصار غير تعامله مع أهل الكتاب، أو المنافقين، أو المؤلفة قلوبهم، أو المذنبين كحاطب وكعب بن مالك رضي الله عنهما، مع أن الجميع ضمن مجتمع واحد.
زوايا النظر الحادة والمطلقة والقطعية في الحكم والتعامل مع الأمور لها آثار نظرية وعملية سيئة، والنسبية صورة من صور التعامل الشرعي والحكمة المطلوبة فيه.
وسوم: العدد 833