محطات صغيرة في حياة انسان عادي
هذه المحطة مجتزأة من مذكراتي بعنوان "طالب ثانوي"
اعزائي القراء
منذ عشر اعوام كتبت مذكراتي، شملت عدة محطات غطت كل محطة فترة زمنية من حياتي ضمنتها حياتي الشخصية - الحياة الاجتماعية في تلك الفترة - الحياة السياسية. وقد نشرت كافة المحطات في حينها في مواقع مصرية وليبية وصحيفة تصدر بالعربي في ولاية نيوجرسي .
اجتزات لكم بعض ماورد في محطة "طالب ثانوي" وكيف كانت الوطنية الدافقة تجري في عروقنا ونحن دون العشرين من العمر ، وسبب اختياري لحضراتكم هذا الجزء القليل في سطوره الغني في معناه لأطلعكم على مقارنة بين موضوع في الأدب العربي مازلت اذكره يوم كنت طالباً في السنة الثانية ثانوي وكتبته في مذكراتي ويتعلق بالشاعر امرؤ القيس وبين مجرم( أضفت خيانته لمذكراتي حديثاً) و يعيش بيننا مع الاسف اسمه "بشار الاسد"
اليكم اخواني ماكتبته في حلقة "طالب ثانوي" :
المحطه رقم (3) طالب ثانوي (الجزء الثاني)
اعزائي القراء ...
في عام 1960 إنتظمت في صف الحادي عشر أو الثاني ثانوي، كان هذا العام هو آخر سنين الشقاوه، فالعام القادم سيكون سنة البكالوريا ولن يكون لدي وقت للشقاوه،عام 1960 كان أيضاً عام تكوين الشخصيه المستقله حيث بدأت في نقاش أساتذتي معبراً عن وجهة نظري، ومازلت أذكر المداخله التاليه مع أستاذ اللغه العربيه فاضل ضيا رحمه الله ، كان موضوع الدرس الشاعر الجاهلي إمرؤ القيس,كتب الأستاذ على السبوره: إمرؤ القيس ولد في عام 501 ميلادي توفي في عام 544 ميلادي، ثم بدأ يشرح سيرته الشخصيه قائلاً: كان إبناً لملك بني أسد المنحدره من قبيلة كنده العريقه،عاش عيشة الترف والمجون,أغارت على قبيلته قبائل عربيه أخرى فانتزعوا ملك أبيه,هام إمرؤ القيس على وجهه مع صديقه قاصداً بلاد الروم طالباً مساعدة قيصرها لإسترداد ملك أبيه.
هنا إستأذنت الاستاذ قائلاً: إستاذي مع إحترامي لإمرؤ القيس فهو شاعر فحل لايشق له غبار وأحد اصحاب المعلقات،الا أني أعتبره إنساناً عميلاً، فعندما ينشد.
بكى صاحبي لما رأى الدرب دونه وأيقن انا لاحقاني بقيصرا
فقلت لا تبك عينك إنما نحـاول ملكـــا أو نموت فنعــــذرا
تابعت قائلاً: كان الأجدر به أن ينظم صفوف قبيلته فإن كان صاحب حق فستدعمه في إسترداد ملك أبيه، أما أن يطلب مساعدة أعداء أمته من أجل إسترجاع الملك فهذا هو العار بذاته، فكيف سيكون موقفه إذا عاد حاكماً لقبيلته بفضل هؤلاء الروم سوى عميل صغير لهم مطيعاً لأوامرهم منفذاً لرغباتهم لاعقاً لاحذيتهم .
إبتسم الأستاذ وصفق الطلاب.
ورب سائل اليوم يسأل: هل مازلت ياهشام عند رأيك ؟ لأجبته دون تردد: بل أنا أكثر إصراراً على رأيي من البارحه، فمهما تفنن المحتل الغريب، والعميل القريب وألبسوا أنفسهم كل الثياب البريئه وزينوا وجوههم بكل مساحيق التجميل في العالم، وجملوا رؤوسهم بأحلى باروكات الدنيا، ثم أدخلوا قدمهم في حذاء سندريلا الجميل، فلن يغير القاموس من معاني كلماته وسيبقى المحتل الزاحف إلينا من وراء محيطات العالم محتلاً, والعميل المختبئ وراء قنواته الفضائيه والمتلبس لثوب الوطنية الكاذب عميلاً.
اعزائي القراء
اكتفي هذا القدر من هذه المحطة لأصل الى واقع اليوم في وطني سوريا ، حيث سلطوا عليها عميلاً خائناً فاستعان بالروم والصهيونية والفرس والروس وبعض العرب، حتى ان الشاعر امروء القيس اضحى بجانبه قمة بالوطنية ، فامرؤ القيس لم يستعن سوى بدولة واحدة هي دولة الروم بينما المجرم الاسد استعان للبقاء على كرسيه المهزوز والمغتصب بكل شياطين الارض ،
فشل امرؤ القيس باسترداد ملكه بسبب عمالته.
وسيفشل المجرم الاسد بالاستمرار باغتصاب حق الشعب العربي السوري باسترداد وطنه ونيل حريته طال الزمن ام قصر.
وسوم: العدد 838