نصر اللات (مسرحياتكم وخزعبلاتكم مكشوفة ومفضوحة)
نصر اللات لا يزال يعيش في الوهم حول نظرته للشعب العربي الذي تغير ما بين عامي 2006 و2019 مئة وثمانين درجة، ففي حين كان تدليسه وتدليس أسياده في قم تنطلي عليه بطولاتهم الخارقة، والتي كانت كما كان يشاهدها المواطن العربي مؤلمة للصهاينة ومرعبة لقطعان المستوطنين في مدنهم وقراهم، وظل العرب على نظرتهم لحزب اللات وأمينه نصر اللات، تزين صوره مجالسهم ووسائل تنقلهم، وخطابات أمينه العام حسن نصر اللات حديث سهراتهم؛ إلى أن انطلقت الثورة السورية الفاضحة التي كشفت خداعهم وكذبهم وتضليلهم وحقدهم وغدرهم، من كونهم أنصار للمظلومين والمقهورين إلى أداة ذبح بيد جزار دمشق؛ الذي استباح دماء شعبه في سورية لمجرد مطالبة الجماهير بالحرية والعدالة الاجتماعية.
نعم كم هي واسعة هذه المسافة بين عامي ٢٠٠٦ والعام ٢٠١٩ الذي نعيش أحزانه ونتجرع دماءه.
ففي عام ٢٠٠٦ كما قلنا: كان العرب في غالبيتهم صفا صلباً خلف حزب اللات، كانوا كذلك بعقولهم وعواطفهم وامكانياتهم، وكانوا مجتمعين يرجون نصرا مفترضاً افتقدوه لسنين طويلة.
اما اليوم فالموضوع مختلف كليا في ذهنية الشارع العربي عموما والسوري خصوصا الذي تجرع السم على يد ميليشيات حزب اللات، التي فاق إجرامها وحقدها على الشعب السوري كل إجرام عرفته البشرية منذ قتل قابيل لأخيه هابيل، وحتى مذابح كمبوديا على يد الخمير الحمر.
يتباهى نصر اللات عبر ابتساماته الصفراء التي تكشف زيف أقاويله، بأنه نفذ وعده بالرد على اعتداءات الصهاينة على مقراته في سورية؛ ومن ضمن الأراضي اللبنانية، ويجيء الرد على تخرصاته من الطرف الآخر من الدولة العبرية وعلى لسان المحلل السياسي الإسرائيلي "ايدي كوهين" الذي قال: أن "التصـعيد الأخير بين “حزب الله” اللبناني، وإسرائيل على الحدود، يوم الأحد، هي مسرحية متفق عليها مسبقا"ً.
وقال كوهين خلال مقابلة على قناة BBC : “أنا أرى تراجع بوتيرة خطاب نصر الله واعتقد أن الأمريكان والروس دخلوا على الخط وسيتم احتواء الموقف، يعني للحفاظ على ماء وجه نصر الله سيكون هناك ضربة متفق عليها بين حزب الله وإسرائيل عبر وسيط فرنسي أو أمريكي أو روسي، لإنهاء هذه المسرحية، فلا أحد يريد الحرب قبل أسبوعين من الانتخابات، ونصر الله الذي يعنتر لا يريد الحرب، وسوف يتم ضرب موقع متفق عليه".
ولعلّ طبيعة رد الدولة العبرية على العملية العسكرية لحزب اللات هي من حدد القيمة العسكرية لعملية حسن نصر اللات؛ وهي من أعطاها بعدها ومؤداها، فقد اكتفى الكيان بما قام به وهو إطلاق بضع قزائف مدفعية على اراض زراعية فارغة من اي بشر، إشارة إلى اننا امام خدعة ليس الا، وهذا يؤكد ان قواعد الاشتباك على ماهي عليه، ولم يحدث اي تغيير فيها، والقضية بكليتها ذات ابعاد معنوية ولا قيمة عسكرية تكاد تذكر لها، وهنا نحن أمام ما هو مؤكد لجهة ان ايقاع العمل العسكري لدى الطرفين كان منضبطاً ولايزال، فالقتال في سورية بالنسبة لحزب الله والدولة العبرية مقدم على اي عملية مواجهة في الجنوب اللبناني.
لقد أثبت الرد الصهيوني على حزب الله أنه لا يريد ان يشغله عن معركته الحقيقة ضد الشعب السوري، وهذا مقدم في الأهمية عند الكيان الصهيوني.
والمريب هنا هو أن حزب اللات حاربته الدولة العبرية عام ٢٠٠٦ ولمدة ٣٣ يوم لتفرض في المحصلة شروطها بموجب القرار الأممي رقم ١٧٠١، ما أعلن منها وما لم يعلن، ليرسخ القرار هزيمة حقيقة لحزب اللات، وليس نصراً كما ادعى، فقد أُلزم الى مغادرة مواقعه من جنوب الليطاني الى شماله، وسمح للجيش اللبناني ان ينتشر في الجنوب بعد ان كان هذا ممنوع عليه وحكراً على مقاتلي حزب اللات، كما نشرت الأمم المتحدة قوات "اليونيفيل".
نتنياهو وفي معرض حديثه في أعقاب المسرحية أوحى بأن السيارة التي استُهدفت كانت فارغة؛ وكأنه أراد ان يقول لنا أنها عبارة عن هيكل سيارة عسكرية بالية وفارغة ليس إلا، وهو بذا يوحي ان لا تصعيد ينتظر في الجنوب اللبناني.
والمستخلص من هذه المسرحية ومثيلاتها هو اتفاق الجميع على تدمير سورية وذبح المسلمين السنة، ولا فرق بين كل المتدخلين في الشأن السوري، وهم المتفقون والمنسجمون والمتناغمون "أمريكا وروسيا وإيران والدولة العبرية والمجموعات الإرهابية المتطرفة وحزب اللات"، فكلهم على القتل والتخريب في سورية متفقون.
وسوم: العدد 840