ماذا كسب العالم بوجود الإخوان المسلمين
لماذا دعوة الإخوان المسلمين؟
ابتداءً نقول: إن دعوة أبناء الإسلام إلى الالتزام بإسلامهم، والترقي في طريق حمل هذا الدين، والتحذير من كل ما يمس تقوى الله تعالى.. هي واجب في عنق كل مسلم، كل بحسب موقعه، وهي لون من أعظم ألوان الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .
كما أن دعوة غير المسلمين إلى أن يفتحوا قلوبهم وعقولهم إلى هذا الدين، وأن يَقْبلوه ويُقبِلُوا عليه، ويرضَوه ديناً لهم.. هي دعوة الأنبياء والرسل - عليهم الصلاة والسلام - ثم هي دعوة أتباعِ خاتم الأنبياء والرسل محمد صلى الله عليه وسلم إلى يوم القيامة .
فإذا ذكرنا - فوق هذا وذاك - مسؤولية توعية الناس بإسلامهم، وكشف مؤامرات العدو، والوقوف في وجه تلك المؤامرات، والعمل على إعلاء راية الله تعالى في العالمين..
وعلمنا أن الجهود الفردية في هذا كله، مهما كانت نافعة، فإنها لا تفي بالغرض، لا سيما في عهد التكتلات السياسية والإعلامية والاقتصادية.. أدركنا أهمية قيام جماعة تحمل هذا الدين، وتدعوإليه، وتنافح عنه .
والجماعات التي تقوم بالدعوة إلى الإسلام وتسد ما استطاعت من الثغرات، وتؤدي ما استطاعت من المهمات.. كل هذه الجماعات تسهم بالواجب المطلوب وتنال قدراً من شرف الدعوة والجهاد لإعلاء كلمة الله، وذلك بمقدار ما يكون منهاجها أقوم وأسلم وأكمل، وبقدر ما يكون جهدها أوسع وأعمّ وأعمق.
ونحن نرى أن جماعة الإخوان المسلمين هي إحدى هذه الجماعات، لكنها الجماعة الأرشد والأفضل، وذلك لما تميّزت به من بين مختلف الجماعات:
1- إنها الأبرز بين الجماعات والدعوات في العصور الحديثة التي نشرت الوعي بشمول الإسلام: فهوعقيدة وعبادة ونظام وتشريع وروحانية وعمل.. بعد ما ظن كثير من المسلمين أن الإسلام عقيدة وشعائر تعبدية وأخلاق فردية فحسب .
2- وضّحت وأحيتْ مفهوم صلاح الإسلام لكل زمان ومكان بعد أن أشاع الأعداء أن الإسلام استنفد أغراضه، وأنه إذا كان قد قام بدور عظيم! في عصور مضت، فإن دوره قد توارى في الحياة المعاصرة !
3- أكدت وجوب قيام جماعة تسعى إلى تعليم الإسلام، والدعوة إليه، ونصرته.. تواجه الأحزاب العلمانية، وتعمل على إقامة شرع الله في الأرض.. ودرّبت جموعاً وجماهير من المسلمين، على العمل الجماعيّ المنظّم .
4- أحيَتْ فكرة "الخلافة" وإعادة الإسلام إلى أن يحكم حياة الناس، في الوقت الذي يجهد العلمانيون لنشر ثقافة فصل الدين عن الدولة .
5- بيّنَت معنى الولاء، وأن ولاء المسلم يكون لله ورسوله وأوليائه.. بعدما ظهر في المجتمعات الإسلامية أناسٌ يتزيَّون بزي الإسلام وعلمائه.. ثم ينتسبون إلى حزب علماني أومنظمة ماسونية!
6- عملت بنجاح في ساحة العمل السياسي والإعلامي، بل الاقتصادي والتعليمي. . ووجهت المسلمين إلى المطالبة بحقوقهم، والتمسك بمكانتهم.
7- أشاعت روح المحبة بين المسلمين، والتعاون بين العاملين للإسلام، والسعي إلى التوحد معهم، وتأييد من يحكم الإسلام أو يعمل لذلك.
8- دربت أعداداً كبيرة من المسلمين على صيغ العمل الإسلامي المختلفة، بجمعيات خيرية ونوادٍ ثقافية أورياضية، وتكتلات سياسية، بشكل علني في الظروف العادية، وغير علني في الظروف الاستثنائية .
9- أكّدت أهمية وحدة المسلمين عقيدة وولاءً، وأيّدت الوحدة الإسلامية، أوأي وحدة بين قطرين من بلاد المسلمين، على أمل أن يكون ذلك خطوة في الطريق الصحيح نحو الوحدة الإسلامية الشاملة .
10 - دافعت عن فلسطين، بالخطابة والكتابة، وبالنفوس والأرواح والأموال، واشترك أبناء الجماعة في معاركها، وعملوا على توعية الناس بخطورة الصهيونية وقيام دولة صهيونية على هذه الأرض المباركة .
11- نَفَضَت الغبار عن التاريخ الإسلامي، وقام كتّابها ومفكّروها بصياغته صياغة عصرية توضّح الحقائق، وتكشف الزيف .
12- أحْيَت مفهوم الجهاد، وبيّنت حقيقته وأهدافه .
13- قاومت الاستعمار بكل أشكاله، العسكري والسياسي والثقافي، وحذّرت المسلمين من تسرُّب القيم والمفاهيم التي يروّجها الاستعمار إلى نفوسهم .
14- ناصرت الأقليات الإسلامية حيثما كانت بالسبل الممكنة، ودافعت عن قضايا المسلمين في أنحاء العالم كله .
15- أكّدت أهمية تنشئة الفرد المسلم "روحياً وبدنياً وفكرياً" والبيت المسلم ثم المجتمع المسلم.. وقدّمت لذلك البرامج والخطط .
16 أنشأت مرافق الخدمات المجانية – أو شبه المجانية - من صحية وتعليمية، وأسست الجمعيات التعاونية لمساعدة الفقراء، وأسهمت في خدمة المجتمع .
17 - تركت بصماتها على العمل الإسلامي بمختلف أطيافه، وتنوّع مشاربه، وتعدد جماعاته.. بحيث لا تكاد تجد جماعة إسلامية اليوم إلا وفيها الشيء القليل أو الكثير من آثار دعوة الإخوان المسلمين، مما يؤكد أصالة هذه الجماعة وسلامة فكرها ومنهجها.
والحمد لله أولاً وآخراً
وسوم: العدد 842