مَن أكلَ حقّ جاره ، وحقّ أخيه في الإسلام ، وحق رَحِمه .. ماذا يتوقّع في الدنيا والآخرة ؟
للجار حقوق كثيرة وهامّة ، ويُسهم التمسّك بها ، والمحافظة عليها ، في تماسك المجتمع ، أيّ مجتمع ؛ لا سيّما المجتمع المسلم !
وللجار المسلم : حقوق الجوار، و حقوق الإسلام !
وللجار المسلم ، ذي الرحم ، حقوق الجوار ، وحقوق الإسلام ، وحقوق ذي الرحم !
وكما أن لهؤلاء حقوقاً ، فإن الإساءة إليهم ، تَنتج عنها ذنوب ، عليها عقوبات !
ذنوب الإساءة ، إلى الجار، معروفة !
أهمّها مخالفة الهَدي النبَويّ :
مازال جبريل يوصيني بالجار، حتى ظننت أنه سيوّرثه !
والله ما آمن ، مَن بات شبعان ، وجاره إلى جنبه جائع ، وهو يعلم !
عن أبي هريرة قال : قيل للنبيّ صلى الله عليه وسلم : إن فلانة تقوم الليل ، وتصوم النهار ، وتفعل ، وتصدّق ، وتؤذي جيرانها بلسانها ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( لا خير فيها، هي من أهل النار( !
أمّا حقوق المسلم على المسلم ، فهي كثيرة أيضاً ، ولكن المسلم الجار، له حقوق إضافية ، هي حقوق الجوار!
وقد وردت نصوص ، عدّة ، تتحدّث عن حقّ المسلم ، على المسلم ، غير الجار!
أمّا حقوق أولي الأرحام ، فلها رعاية خاصّة ، في الإسلام .. ومن النصوص الدالة عليها ، قوله تعالى :
(وأولو الأرحام بعضُهم أولى ببعض في كتاب الله إنّ الله بكلّ شيءٍ عليم).
فصِلةُ الأرحام، لها أهمّية خاصّة، في الإسلام، وهي من أهمّ العناصر، التي تحافظ، على تماسك المجتمعات ! وقد ورد ، في الحديث القدسي : أنّ الله سيَصلُ مَن وصَلَ الرحم ، ويقطع مَن قطعها !
وقد حذّرت النصوص ، من الإساءة ، إلى أولي الأرحام ، ومن تقطيع الأرحام !
قال ، تعالى : (فهل عَسَيتم إنْ تَولّيتم أنْ تُفسدوا في الأرض وتُقطّعوا أرحامَكم).
ويبقى السؤال الأساسي والهامّ ، هو: ماذا يتوقّع من أعدائه ، مَن يُفسد العلاقة ، مع جيرانه ، ومع المسلمين من جيرانه ، ومع أولي الأرحام المسلمين ، من جيرانه؟ ماذا يتوقّع ، من الآخرين الغرباء ، أن يفعلوا به ؟ وما ذا يتوقّع لمجتمعه ، الذي يعيش فيه ، ويُسهم في تفكّكه ؟ ثمّ ، ماذا يتوقّع من جزاء ، يوم القيامة ، لهذا كله؟
ولن نتحدّث، هنا،عن الكوارث ، التي يصنعها كثير من المسلمين، لمجتمعاتهم، وعن الإساءات ، التي يوجّهها كثير منهم، تجاه جيرانهم، وتجاه إخوانهم في الدين، وتجاه أرحامهم ! لن نذكر شيئاً من هذا ، فهو كثير، جدّاً، ويشكّل أمراضاً فتّاكة، اجتماعية وسياسية وخُلقية.. تدمّر المجتمعات والدول! لكنّا نسأل : أليس لهذا صلة بالبلاء ، الذي يَنصَبّ صبّاً ، على رؤوس المسلمين ؛ من تسلط الحكّام الظَلمة، وتسلط الأعداء..ودوّامات الفتن، التي تدع الحليم حيران؟
وسوم: العدد 862