كورونا المواجهة المركزية ...كما قانون مكافحة الإرهاب
ومع أن فيروس كورونا أصبح يشكل وباء عالميا . يهدد كل الدول ويقتحمها . إلا إن التصدي له لم يتم ، حسب خطة استراتيجية مركزية تبدأ بحصار الفيروس ثم مقاومته ومعالجة آثاره . حتى الآن تتصرف الدول بشكل انفرادي ، وكل نظام سياسي ، حسب أولياته وإمكاناته وهواه ، كما كانت تفعل فصائل المعارضة السورية في يوم من الأيام ..
الانتصار على الكورونا كوبيد ، كما الانتصار على مثل بشار الأسد ، يحتاج إلى غرفة عمليات مركزية ، تتولاها في هذا المجال منظمة الصحة العالمية . بحيث يتعامل مع المشهد خبراء مختصون ، توضع كل المعطيات بين أيديهم . وتحاصر بؤر انتشار المرض في المهد ، ولا يسمح لها أن تنتقل من منبع إلى مصب ، لأن عمليات الانتقال تقترن دائما بتوسع الانتشار ، وازدياد عدد الضحايا .
ولأن الوباء أصبح جائحة عالمية ، فيجب اعتماد آليات موحدة في احتوائه وعلاجه ، تنفذ بالأسلوب نفسه في الدول الغنية والفقيرة . ولقد لفت نظر العالم منذ أيام أن الرئيس تبرع ترامب منذ أيام بأربعة ملايين دولار لمساعدة إيران على احتواء المرض ؛ إيران التي تنفق مليارات الدولارات على مشروعها في الهيمنة والنفوذ !!! وربما كانت على الحقيقة دول أكثر هشاشة ورقة حال بحاجة إلى أن يوفر لمواطنيها من أدوات الوقاية وأساليب العلاج ما لا تقدر عليه .
إن إعطاء الأولوية على مستوى العالم للتصدي لهذا الوباء هو الخطوة الأولى على طريق الاحتواء . وربما الاعتراف بهذه الأولوية يصطدم مع الكثير من مصالح الدول وبعض الحكومات بما فيها الشركات العملاقة العابرة للقارات . والمستثمرون في الحروب وتدمير المجتمعات . مهما يكن يجب أن تتقدم أولوية مكافحة الوباء على أولويات الاقتصاد - وأولويات الساسة - وأولويات الحروب أيضا ..
فكيف يقبل العالم المتمدن أن يجمع على الإنسان في بؤر الحروب واللجوء والتهجير والسجون مع بؤرة الوباء وآثاره وتداعياته . كيف يكون انتشار المرض بين الخائفين الهائمين على وجوهم . أو بين البشر المتكدسين في الزنازين أو في الخيام ، لا يجدون قطرة ماء يغسلون بها أيديهم !!
كما أن إعطاء الأولوية لمواجهة هذا الوباء على مستوى كل دولة يجب أن يأخذ مداه . ويجب أن يعتبر الإنكار أو تقليل الأعداد ، جريمة ضد الإنسانية تساعد على انتشار الوباء . ويجب أن لا تقع منظمة الصحة العالمية في الخطأ الذي وقعت فيه المنظمات الإغاثية الدولية حين صبت أموال النازحين في حجر زمرة الأسد . بل يجب أن تكون ثمة ولاية دولية لمنظمة الصحة العالمية - هذا مع تقديم حسن الظن - على عمليات المحاصرة والمقاومة والعلاج ...
إن تنفيذ استراتيجية دولية مركزية على جميع بؤر انتشار المرض في العالم ، استراتيجية مشرفة ومستشرفة كفيل بإذن الله ، أن يعفي البشر من تبعات الكثير من الضحايا والآلام . إن ما يتابعه العام من إجراءات متراخية ومترهلة بعد ثلاثة أشهر من ظهور الفيروس لا يبعث على الأمل ، ولا يوحي بأن هناك جدية حقيقية لمواجهة الفيروس كما واجه هذا العالم ما يسميه " الإرهاب " بل إن أخشى ما نخشاه أن يجد بعض سماسرة العالم في الوباء سوقا للاستثمار ...
وسوم: العدد 867