"فيروس كورونا" وباء عالمي.. حسب تصنيف منظمة الصحة العالمية
ولقد تلكأت منظمة الصحة العالمية طويلا قبل إقدامها في 11/ 3/ 2020 على إعلان الإصابة بفيروس كورونا " وباء عالميا " . وكانت تعلل تلكأها دائما أنها لا تريد أن تبث الذعر حول العالم ، وهو مقصد نبيل إن لم يكن قد دُفع ثمنه المزيد من الضحايا إصابات وأرواحا .
كما يخلط الكثير من المسلمين بين الإيمان بالقدر ، والتسليم لأمر الله ، وبين واجب الحيطة والحذر والأخذ بالأسباب ، على الطريقة التي أقرها سيدنا عمر وأهل شوراه من المسلمين : نفر من قدر الله إلى قدر الله . أو الصيغة التي صاغها الشيخ عبد القادر الجيلاني بعدُ : نصارع الأقدار بالأقدار ..
ولا يعتمد إعلان الوباء " وباء عالميا " على تقدير خطورة المرض ، ولا على عدد الإصابات فقط ، وإنما يعتمد على أمرين آخرين هما : رقعة الانتشار ، فعشرة ألاف مصاب في عشرة دول ، أدعى لإعلان الوباء عالميا من العدد نفسه في دولة واحدة ، أو في فضاء جغرافي واحد .. فرقعة الانتشار ، وسرعة الانتشار هي العوامل الأهم في اللجوء إلى مثل هذا الإعلان .
وإعلان المنظمة العالمية لهذا الوباء عالميا قد لا يعني أكثر من جرس إنذار وتحذير ، لكل الحكومات المتراخية ، ولمديري المؤسسات المتراخية ، ولأرباب الأسر المتراخين أن الأمر جد وخطير فاحذروا .
وإذا كانت العدوى هي السبيل الوحيد لانتقال المرض ، وإذا كان فيروس كورونا لا ينتقل إلا عن طريق الملامسة ، والمقاربة ؛ فإن أمثل طريق لوقف انتشار الوباء هي قطع الطريق على العدوى . بوقف كل أشكال الاجتماع الإنساني إلا للضرورات القصوى . ويتم ذلك بحظر كل التجمعات البشرية على أهميتها بدأ من المدارس حيث يلتقي أطفال غير قادرين تماما على الالتزام بالتعليمات الوقائية ، وانتهاء بكل الأنشطة والفعاليات الجماهيرية والجماعية .
وإذا كان انتقال المرض من دولة إلى دولة ومن مدينة إلى مدينة يتم عبر السفر على متن الطائرات ووسائط النقل المختلفة فإن وقف التنقل لزمن محدود سوف يقلص رقعة انتشار الوباء ، ويحد من سرعته .
من صلاحية الحكومات والدول ، وليس من صلاحية منظمة الصحة العالمية ، أن يأخذ العالم إجازة إجبارية لمدة شهر ينتصر فيها - بإذن الله - على الوباء .
لا أحد يقلل من تداعيات - السبات الشهري - على كل مناشط حياة الإنسان . ولكن الذكاء الإنساني سيظل قادرا على الإحاطة بتلك التداعيات ..
نسأل الله السلامة والحفظ وأن يشمل جميع خلقه بالهداية واللطف ..
يا لطيفا لم يزل - أنت اللطيف ولم تزل - الطف بأهل الأرض بما نزل ..
وسوم: العدد 867