سنن الإنسان.. وسنن الإيمان
خلق الله الإنسان كما خلق الكون والمادة، ومنحه من الطبائع والغرائز والقوى ما يقيم حياته على هذه الأرض، وجعل حياته على هذه والأرض لغاية أكبر من مجرد الاستمرار في الحياة – كما هو شأن عالم المادة – ومن ثم كان تميزه عن بقية المخلوقات بالعقل والاختيار والقدرة على الفعل والتغيير في حياته طبقا للوظيفة المختصة به، وهذه الوظيفة محددة بالاستخلاف في الأرض القائم على شريعة الله المنزلة.
ومن ثم فالإيمان بهذه الشريعة، وتطبيق ما جاءت به من هداية في جميع شؤون الحياة، يدخل تغييرا كبيرا على حياة الإنسان، حتى ليمكن القول إنه يغدو خلقا أخر بعد دخوله في الإسلام، واهتدائه بتوجيهاته وأحكامه. الأمر الذي يجعل الفارق كبيرا بين الإنسان المسلم، والإنسان غير المسلم.
ومن ثم فإن السنن التي تحكم الحياة الإنسانية- التي لا تخضع لشريعة الإسلام-لا يمكن أن تبقى شامله للإنسان المسلم دون تعديل، بعد أن دخل الإسلام كعنصر معدل ومؤثر في تغيير الإنسان ليكون " الإنسان المسلم".
ويمكن توضيح هذه الفكرة بالأمثلة التالية:
-يقول تعالى في سورة المعارج:
" إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا (19) إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا (20) وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا (21) إِلَّا الْمُصَلِّينَ (22) الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ (23)).
ويلاحظ هنا استثناء المسلم المصلي الدائم على صلاته مما فطر عليه الإنسان من الهلع، ومن جزعه من الشر الذي يمسه، ومن منعه الخير الذي يعطى، فكأن الإنسان المسلم أصبح فعلا خلقا أخر بتأثير الصلاة، وعلى النقيض من الإنسان المجرد من الإسلام.
ومن هنا نجد أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا حزبه أمر أو نزلت به شدة فزع إلى الصلاة، نظرا لما لها من التأثير في هذا الجانب.
-ويقول الله تعالى في سورة النساء:
-(وَأُحْضِرَتِ الْأَنْفُسُ الشُّحَّ وَإِنْ تُحْسِنُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا). (128))(1).
فالشح إذن حاضر في النفس الإنسانية، وخلقت على هذا وتستمر عليه، الا أن يعدل ذلك بشريعة الله- عن طريق الزكاة، والصدقات- التي تطهر المزكي من هذا الشح:
خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (103)
وهكذا يتحول التكالب على المال والاستئثار به- بفعل الشريعة- إلى إيثار يقي المسلم، من الشح الذي كان حاضرا في نفسه –كما جاء في سورة الحشر-:
(وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (9)
ومثله قوله تعالى:
فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنْفِقُوا خَيْرًا لِأَنْفُسِكُمْ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (16) (3).
وهكذا فإن " سنن الإنسان)" تسري على الإنسان الفطري، أو الطبيعي، مع جميع غرائزه كما وهبها له الله.
ولكن سنن الإيمان تسري على "الإنسان المسلم" وهو الذي تخضعه العقيدة الإسلامية إلى عملية شرطية، من شأنها الحد من طغيان الغرائز، وتنظيمها في علاقة وظيفية، مع مقتضيات العقيدة الإسلامية.
فالعملية الحيوانية التي تمثلها الغرائز بصورة محسوسة، لم تلغ هنا، ولكنها انضبطت بقواعد نظام معين.
وفي هذه الحالة يتحرر الإنسان جزئيا من القانون الطبيعي، الذي فطر عليه جسده، ويخضع في كليته إلى المقتضيات الروحية، التي طبعتها العقيدة الإسلامية في نفسه: بحيث يمارس حياته في هذه الحالة الجديدة حسب قانون الروح...
__________
1-النساء:128
2- الحشر: 9
3- التغابن:16
وهكذا كانت روح بلال هي التي تتكلم وتتحدى بلغتها الدم واللحم، كما أن ذلك الصحابي كأنه يتحدى بسبابته المرفوعة الطبيعية البشرية، ويرفع بها في لحظة معينة، مصير الدين الجديد.
كما أنها هي نفسها تتحدث بصوت تلك "المرأة الزانية" التي أقبلت إلى "الرسول"-صلى الله عليه وسلم- لتعلن عن خطيئتها، وتطلب إقامة حد الزنا عليها. فالوقائع هذه جميعها تخرج عن معايير الطبيعة."(1)
وبناء على هذا فإن العقيدة الإسلامية بضبطها للغرائز البشرية، بالحد من طغيانها، فإنها بالمقابل توجه هذا الفائض من قوة الغرائز باتجاه القيم الخلقية، والمثل العليا التي تجعل لحياة المسلم هدفا ومعنى تهون في سبيله التضحيات، الأمر الذي يجعل من المسلم، قوة تتجاوز المألوف من قوة الإنسان الطبيعي.
وهذا يفسر لنا فرض الإسلام على المسلم أن يصمد أمام عشرة من المشركين، في أول الإسلام، حيث تم شحن طاقته الإيمانية إلى حدها الأعلى، أو أن يصمد أمام اثنين من المشركين- في حال كون طاقته الإيمانية في حدها الأدنى –
كما يفسر لنا كثيرا من المواقف التاريخية، التي انتصر فيها الإسلام على خصومه، مع قلة العدد، والعدة. وهو ما عبرت عنه الآيات القرآنية من سورة الأنفال:
( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ يَغْلِبُوا أَلْفًا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَفْقَهُونَ (65)
الْآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا فَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُوا أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ (66)أ
وفال في سورة البقرة:
(...قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو اللَّهِ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ (249)
__________
(1)- شروط النهضة لمالك لن نبي: 101- 201بتصرف
تدافع السنن.. وتنازع الأقدار:
من خلال ما سبق يمكننا القول بأن الحياة البشرية تخضع لسنن كثيرة، وهذه السنن تعتمد في تحققها ونفاذها على عمل الإنسان، طبقا للسنة العامة، التي وردت في قوله تعالى من سورة الأنفال:
( ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ) (53)
وقوله تعالى في سورة الرعد:
(نَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلَا مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ) (11).
وكذلك السنن الكونية الكثيرة، تتأثر بتدخل الإنسان سلبا، أو إيجابا، مما يظن معه في كثير من الأحيان أن السنن ربما تعد لت، أو تخلفت، لعدم ترتب النتائج على الآثار.
والحقيقة أن السنن التي تحكم الحياة البشرية، أو الحياة الطبيعية، أوسع بكثير مما نظن، وأكثر من أن يحيط بها الإنسان.
ومن ثم فكلما تقدم الإنسان في اكتشافه لأسرار الحياة البشرية، والكونية. كلما أدرك جديدا من هذه السنن، وغدا أقدر على تفسير الأحداث والوقائع والاستفادة منها.
إن خضوع الحياة البشرية والكونية لهذه السنن الكثيرة، التي تتغذر على الحصر، والتي تتحدى جهود البشر في اكتشافها، والإحاطة بها تتزاحم في عملها، وتتدافع طبقا لعمل الإنسان الذي يخضع أيضا لعوامل ودوافع مختلفة، تؤثر فيه قوة وضعفاـ، تقدما وتخلفا.
ومن ثم يتحقق من هذه السنن: ما تكون له الغلبة على غيره، بناء على العامل والدافع الذي يتغلب في عمل الإنسان.
كذالك تكون الأقدار الإلهية- في حال تنازع- طبقا لتدافع السنن. ثم يتحقق القدر المترتب على السنة الغالبة.
وهكذا فالسنن جارية، لا تتخلف. وإنها يتغلب بعضها على بعض، بحسب القوة، والضعف. ويمكن أن نلاحظ ذلك في كثير مما يجري حولنا من مشاهد، وأحداث:
- من المعلوم أن قانون الجاذبية الأرضية: يستلزم أن ينجذب إلى الأرض كل ما يقع في نطاق هذه الجاذبية. ولكننا نرى أن الطيور، والطائرات، وأمثالهما، لا تنجذب إلى الأرض، وذلك لأنها تخضع لقانون آخر- هو قانون الطيران-.
وهكذا فقانون الطيران: لم يلغ قانون الجاذبية، وإنما تغلب عليه. فإذا ما حدث خلل في الطائر، أو الطائرة- أضعف هذا القانون- أمام قانون الجاذبية. فإننا نرى الطائر، والطائرة: يهويان إلى الأرض، لتغلب قانون الجاذبية.
- من سنن الإيمان: أن ينتصر المسلمون على المشركين، وذلك لما قدمنا من أن الإيمان يرفع طاقة المؤمن، إلى ضعف طاقة الإنسان- غير المسلم- في الحد الأدنى.
ومع ذلك: فلتحقيق هذه السنة، لابد من مراعاة شروطها ومقتضياتها، والالتزام بالتوجيهات الصادرة إلى المؤمنين. ويمكن أن نلاحظ في المعركة الواحدة: تحقق هذه السنة، حينما توافرت الشروط، والتزم المسلمون بالتوجيهات. وذلك ما حدث في معركة أحد، حيث انتصر المسلمون في أول هذه المعركة- طبقا لوعد الله بنصر المؤمنين-.
وقد حكاه القران الكريم في سورة آل عمران بقوله:
وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَعَصَيْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا أَرَاكُمْ مَا تُحِبُّونَ مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآخِرَةَ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ وَلَقَدْ عَفَا عَنْكُمْ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ (152)
غير أن مخالفة المسلمين الرماة لأمر النبي صلى الله عليه وسلم وتنازعهم فيما بينهم، جعل هذه السنة لا تتحقق، لفوات الشروط. وهذه الشروط منصوص عليها في سورة الأنفال:
قال تعالى:
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (45)
وهكذا نرى التدافع بين سنن الإيمان، وسنن الإنسان، وكيف تغلبت سنة الإيمان أولا بتحقق شروطها. ومن ثم كان القدر نصر المؤمنين.
ثم كيف دفعت سنة الإيمان بسنة الإنسان، حينما ضعفت سنة الإيمان، بمخالفة الرماة. فكان القدر: ما أصاب المؤمنين من القرح والمصيبة.
سنن أخرى كثيرة:
وإن المتبع لما ورد في القران الكريم من السنن: يجد الشيء الكثير، الذي لا يمكن أن يتسع له مثل هذا البحث المحدود الصفحات، ويكفي أن نشير هنا إلى بعض هذه السنن إشارة سريعة:
-سنة التدافع :-المشار إليها بقول تعالى في سورة البقرة-:
(وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ (251).
وقوله تعالى في سورة الحج:
( وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ (40)
- سنة الابتلاء:
وقد أشير إليها في قول تعال- من سورة الكهف-:
إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا (7)
كما أشير إليها في سورة الملك بقوله تعالى:
" الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ (2)
وأشير إليها في سورة العنكبوت بقوله تعالى:
(أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ (2) وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ (3)
-سنة التمكين والاستخلاف:
المشار إليها بقوله تعالى من سورة االنور:
(وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (55)
وبقوله تعالى-من سورة القصص-:
( و وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ (5)
وقوله:في سورة الأنبياء
( وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ (105)
سنة التداول والاستبدال:
-والمشار إليها في سورة آل عمران بقوله:
( إ نْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ (140)
وقوله من سورة محمد صلى الله عليه وسلم:
(وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ ) (38)
وهكذا تعتبر دراسة مثل هذه السنن زادا كبيرا للمسلمين: إذا ما أرادوا أن يعرفوا سنن الحضارة- في نشأتها وتطورها وازدهارها وسقوطها-كما فعلوا ذلك من قبل، حيث كانت مثل هذه الإشارات سببا في السبق التاريخي والاجتماعي الكبير الذي حققه ابن خلدون في مقدمته، والذي يعتبر بحق واضع علم الاجتماع والعمران.
وسوم: العدد 869