قيَم الأشياء تتغيّر، بتغيّر الحال والزمان والمكان .. فليعرف كلٌّ قيمة ماعنده !

قيمة النفس البشرية  : للنفس البشرية  قيمة سامية ؛ فقد كرّم الله الإنسان ، وحرّم قتل نفسه ، إلاّ بالحقّ ؛ فقال تعالى : ( ولا تقتلوا النفس التي حرّم الله إلاّ بالحقذ ومَن قُتل مظلوماً فقد جعلنا لوليّه سلطاناً فلا يُسرفْ في القتل إنه كان منصوراً) .

وقال تعالى : (.. مَن قَتل نفساً بغير نفسٍ أو فسادٍ في الأرض فكأنّما قَتل الناسَ جميعاً ومَن أحياها فكأنّما أحيا الناس جميعاً..).

ومَن عرف قيمة نفسه ، عرف أين يضحّي بها ، وكيف ؛ فلا يبذلها لنيل أشياء تافهة، بل يحرص ، على نيل أسمى المقاصد ، مثل : الجنّة ، وحفظ النفس والأهل ، وغير ذلك ، من الأمور السامية والجليلة ، من جلب مصلحة عظيمة،أو دفع مفسدة جسيمة!

 قيمة الوقت: وقت الإنسان هو عمره ! وهو محاسب ، على كلّ دقيقة فيه ! وقد قال النبيّ : لاتزول قدما عبد يومَ القيامة ، حتى يُسأل عن أربع : عن عمره فيمَ أفناه .. وعن جسده فيمَ أبلاه .. وعن علمه ، ماذا عمل فيه .. وعن ماله ، من أين اكتسبه ، وفيمَ أنفقه !

ولكي يدرك المرء قيمة الوقت ، يتصوّر أنه تأخّر، عن موعد إقلاع طائرة ، سيسافر فيها ، مدّة خمس دقائق ، أو عن موعد امتحان ، سيشارك فيه ، مدّة خمس دقائق !

 قيمة المعلومة : وقيم المعلومات تتفاوت ، بتفاوت أهمّيتها ؛ فللمعومة السياسية قيمة، وللاقتصادية قيمة ، وللأمنية قيمة ، وللعلمية قيمة .. وهكذا ! وبعض المعلومات لها أهمّية كبيرة جدّاً ، فبعضها قد ينقذ جيشاً من الهلاك ، وبعضها قد يكسب جيشاً ما، النصرفي الحرب ، وبعضها قد ينقذ مريضاً من الموت ..! 

 قيمة النصيحة : وقيمة النصيحة ، يُنظر إليها ، من خلال أمور عدّة ، منها : وقت النصيحة ، وصيغتها ، والأفكار الواردة فيها ، والجهة التي تقدّم إليها ..!

عن تميم الداري ، أن النبيّ قال : الدين النصيحة ، قلنا : لمّن ؟ قال : لله ، ولكتابه، ولرسوله ، ولأئمّة المسلمين ، وعامّتهم / رواه مسلم .

 قيمة الحكمة : الحكمة كنز عظيم ، يؤتيه الله بعضَ عباده ! قال تعالى : يؤتي الحكمة مَن يشاء ومَن يؤت الحكمة فقد أوتيَ خيراً كثيراً .

وفي الحديث الشريف : الحكمة ضالّة المؤمن ، فحيث وجدها ، فهو أحقّ بها !

والحكمة درّة حقيقية ، لمن يعرف أهمّيتها ، وتأثيرها في حياة الناس ! بَيدَ أن إلقاءها،  بين أناس غير مؤهلين لتقبّلها ، لجهل ، أو سفاهة ، أو نحو ذلك .. قد يؤدّي إلى غير المطلوب منها ، أو إلى عكسه ! يروى عن المسيح ، أنه قال : لا تُلقوا درَرَكم أمام الخنازير! ويقصد بعض سفهاء اليهود.

وسوم: العدد 872