مجاهد يحمل سيفه في كتبه ..
صاحب الانجازات والكتابات التاريخية العسكرية- #اللواء_الركن_محمود_شيت_خطاب ولد عام ١٩١٩ بمدينة الموصل العراقية ، ونشأ نشأة إسلامية ملتزمة، رجل، درس العلوم العسكرية في إنگلترا، وشارك في حرب فلسطين عام 1948م وأبدع فيها، وتقلّد مناصب وزارية عدة، وشارك في عضوية لجان عربية وإسلامية عديدة، وله العديد من المؤلفات العسكرية واللغوية والفكرية التي تجاوزت عشرون كتاباً والكثير من المقالات والأبحاث.
حمل لواء الاسلام في الساحات يوم كان المقاتلون يقاتلون للإسلام وللعروبة...
من مواقفه العظيمة يروي قائلاً: "لما ذهبت للدراسة في الكلية العسكرية بلندن، سألني عميد الكلية: لماذا قدمت؟ قلت: لتجديد معلوماتي العسكرية، ولتلقي أي جديد في العلم. فعقب العميد علي كلامي: بل قدمت لتتعلم مغازلة الفتيات.
فكظمت غيظي وقلت في نفسي: إن هذا لا يلقي كلامه جزافا وإنما يحكم علي بما شاهده في سواي. ولما ذهبت إلى السكن المخصص لي، وجدت فراشا وفتاة تعمل على ترتيب غرفة نومي، فأنتظرت في البهو دون أن أعيرها أهتماما، حتى إذا خرجت تسألني: هل لديك توجيهات؟ قلت: شيء واحد هو أن تحضري لأداء مهمتك حين لا أكون موجودا".
ويروي أيضا فيقول: "بعد تخرجي ضابطاً سنة 1937م، كان من تقاليد الجيش البريطاني أن تولم وليمة للضباط الجدد، وشهدت الحفلة مع زملائي، فجاء قائد الكتيبة وقد ملأ كأسا من الخمر، وأمرني أن أبدأ حياتي بشرب الخمر، وكان الليل قد أرخى سدوله، وكانت السماء صافية تتلألأ فيها النجوم، وكان قائد الكتيبة برتبة عقيد يحمل على كتفيه رتبته العسكرية وهي بحساب النجوم اثنتا عشرة نجمة، فقلت له: إني أطيعك في أوامرك العسكرية، وأطيع الله في أوامره، فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، إنك تحمل على كتفيك اثنتي عشرة نجمة، فانظر إلى سماء الله لترى كم تحمل من النجوم. فبهت القائد وردد: السماء.. السماء.. نجوم السماء! ومضى غضبان أسفا، وشعرت بأن موقفي هذا ليس مصاولة بيني وبين القائد، ولكنها مباراة بين إرادته بشرا، وبين إرادة الله خالق البشر".
يكفيه أنه كان قائداً لقوات الجيش العراقي الذي دخل مدينة جنين محرراً, حيث قال بعد استردادها من الصهاينة، وقبل انصراف قواته إلى العراق بعد الهدنة:
هذي قبور الخالدين وقد قضوا
شهداء حتى ينقذوا الأوطانا
المخلصون تسربلوا بقبورهم
والخائنون تسنموا البنيانا
لا تعذلوا جيش العراق وأهله
بلواكم ليست سوى بلوانا
أجنين يا بلد الكرام تجلدي
ما ضاع حق ضرجته دمانا
وفاته
في صباح اليوم 23 شعبان 1419 هـ الموافق الثالث عشر من شهر ديسمبر سنة 1998م كان اللواء خطاب يجلس على كرسي عتيق تحت درج منزله، وجاءت ابنته تودعه قبل أن تغادر المنزل إلى الجامعة، طلب منها أن تجلس إلى جانبه لتقرأ سورة يس فجلست وجاءت زوجته وجلست وقرأت البنت سورة يس، وكان يقرأ معها، فأحس بجفاف في حلقه بعد الانتهاء من قراءة السورة، فطلب من زوجته أن تأتيه بكاس من الشراب، وأسرعت الزوجة إلى المطبخ وهي تسمع زوجها يردد : أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله. وكررها مرارا ثم سكت، وأبنته تنظر إليه وتردد معه شهادة الحق، فأسرعت زوجته إليه لتراه كالنائم، قد أسلم الروح لبارئها.
من اروع مؤلفاته
قادة الفتح الاسلامي_
قادة فتح الاندلس_
الرسول القائد_
العسكرية العربية الاسلامية_
رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته مع النبيين الصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا، وجزاه الله عن الإسلام والمسلمين كل خير .
وسوم: العدد 878