قصصُ العُروج(١٥٠)
آفاتُ الطالحين
احتكار الصلاح:
من غرائب المنافقين أنهم، رغم كل ما يقترفون من مفاسد، فإنهم لا يتورعون عن ادعاء الصلاح، بل إنهم ليحتكرون الصلاح لهم وحدهم، كما قال تعالى: {وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون}، وتفيد كلمة (إنما) أنهم وحدهم المصلحون، وأن صلاحهم خال من كل شبهة ونقي من كل شائبة!
وكما احتكروا الصلاح بألسنتهم الكاذبة، فقد دمغهم الله بالفساد بسبب أعمالهم المنحرفة، بل وجعلهم أصل الفساد، كأنه لا يوجد مفسدون غيرهم، قال تعالى: {ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون}، ويستفاد هذا المعنى من ضمير الفصل "هم" ومن تعريف المفسدين بالألف واللام، هذا بجانب أداة الاستفتاح "ألا" وحرف التوكيد "إن" !
عُراةُ الشرف:
يلجأ الكبراء كثيراً في درء الكلام القذر عنهم، إلى ارتكاب أقذر الأفعال بغيرهم من الضعفاء، كما فعلت أسرة امرأة العزيز عندما تحدثت نسوة المدينة أن امرأة العزيز تراود فتاها عن نفسه، فقد لجأت بطانة المرأة إلى رمي يوسف في السجن بضع سنين، حيث قطعوا حبال حرية يوسف من أجل أن يقطعوا ألسنة الذين تحدثوا عن امرأة العزيز بسوء!
وهذا ديدن الكبراء في كل زمان، حيث يلجأون للقفز على (الحائط الواطي) وهم الضعفاء، للتخفي خلفه حتى لا يرى الناس عُريَهم!
زُهدُ اللصوص:
غالباً ما يبيع اللصوص بضائعهم بأبخس الأثمان مقارنة بأسعارها الطبيعية، ذلك أنهم لم يخسروا شيئاً ثم لخوفهم من انكشاف المسروق، ويقال في المثل الشعبي:"بيعة سارق"، إذا كان الثمن زهيداً.
وهذا ما فعله السيّارة الذين وجدوا يوسف في البئر وباعوه في سوق الرقيق في مصر، فقد قال تعالى: {وشروه بثمن بخس وكانوا فيه من الزاهدين}.
تولي المغضوب عليهم:
لا شك بأن من تولى الذين غضب الله عليهم، فإن ذلك الغضب يلحق بهم، ولهذا فقد عجّب الله نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم من هؤلاء الحمقى من المنافقين فقال: {ألم ترَ إلى الذين تولوا قوماً غضب الله عليهم}؟!
بُورِك المُتدبِّرون
منتدى الفكر الإسلامي
وسوم: العدد 882