صيدلية الفتاوي الجاهزة
اعزائي القراء...
حكام السلاطين لاشك انهم مزروعون في كل زمان ومكان ، ولكن ايضاً نسبة هؤلاء كانت متدنية للصفر في عهد كل حاكم عادل وضع بصمته على صفحات تاريخنا وما اكثرهم ، وكثير من الحكام كانوا ينفذون الفتاوي التي لاتخالف شرعاً امر به الله ولو عاكست رغباتهم .
ولكن فتاوى النفاق تتزايد في عهد كل حاكم فاجر عاهر سارق مجرم فيحللون له كل الكبائر ، واليوم نعيش هذه الفترة السوداء والتي لم تمر على امتنا شبيهاً لها .
ماذا اعدد؟
فكم من معمم منافق تم زرعه في وطننا ، حتى تحول كل اصحاب العمائم اليوم داخل وطننا الى اصحاب فتاوي منافقة للحاكم يحللون له كل رغباته ، وذلك بعد ان قتل الحاكم العلماء المخلصين وهرب ماتبقى منهم خارج الوطن حفاظاً على سلامته وسلامة عائلته .
ولكثرة هذه الفتاوي على (الطالعه والنازلة) اقترحت ان ترخص المخابرات الاسدية صيدليات خاصة لهذه الفتاوي حتى يكون كل شيء منظماً في هذا الوطن!! تحوي كل انواع الفتاوي، وتبيعها جاهزة في داخل علبة انيقة مع الوصفة الخاصة بالفتوى باللغتين العربية والانجليزية ، مصفوفة بأناقة على الأرفف ومرتبه كل مجموعه حسب إختصاصها مع عمل جدول دوري للصيدليات المناوبه ليلًا لتقديم فتاوي خاصه للحالات الطارئه, يدير هذه الصيدليات مشايخ مكحلي الأعين ، جبتهم لفوق كاحلهم بعشرة سم للحفاظ على شعائر السنة ، لحاهم معطرة ، سبحتهم في يمينهم لذكر الله مستنفره، وصورة السيد الرئيس راعي الفتاوي الجاهزة تزين واجهة صيدلياتهم .
بينما تقوم دوريات بقيادة السيد المفتي الاكبر احمد حسون ( بكبسه )على الصيدليات تراقب الاسعار منعاً للغش وحفاظاً على حقوق المواطن .
تصورت نفسي قيامي بجولة سريعة لاحدى هذه الصيدليات والتي سمتها المخابرات "صيدلية الفتاوي الجامعه لكل حائر وحائره "، راقبت من بعيد (مزنوقاً) يطلب حلاً لورطته، فيختلي به شيخنا السلطاني لدقائق لسماع قصته ثم يمد يده إلى الرف متناولاً إحدى العلب الأنيقه ويقرأ له تعليماتها من ورقه داخل علبة الفتوى ويردف قائلاً هذه أفضل فتوى عندي صادرة عن سماحة السيد احمد حسون ، صحيح أنها غاليه (شوية ) لكني أفضلها لك عن فتوى أرخص ثمناً لفضيلة الشيخ مأمون رحمه ، فهذه تمامًا توافق حالتك وستنجيك إنشاء الله من ورطتك, يأخذ الزبون الوصفه وينقد الشيخ المزيف راتبه بالكامل وينصرف داعيًا له بطول العمر والبقاء. ثم ينادي الشيخ المزيف: (اللي بعدو..)
فيدخل موظف مسؤول يسأل عن فتوى تجيز للموظفة إرضاع زميلها في الغرفة منعاً للخلوة بين الزملاء والزميلات, والمشكله أن جميع علب هذه الفتوى قد نفذت من الصيدليات, فطلب الشيخ مهلة يومين للإتصال بالسيد علي جمعة بمصر لتصدير على جناح السرعة الالاف العلب المعبأة بالفتوى نظراً للضغط على طلبها .
ويستلم الشيخ ثمن الفتوى حتى يحجز فتواه مقدماً
اعزائي القراء ...
هذا ما اوصلنا اليه هذا النظام الفاجر..
ففتاوي تقديس الديكتاتور متللة بالجملة على الرفوف.
وفتاوي تحليل جرائمه مجمعه بالخزائن.
وفتاوي تحليل سرقاته محفوظة بالعنابر.
وفتاوي تأليهه لصقت على اعمدة الكهرباء وداخل كل فصل ومكتب .
فأي شيء بقي سليماً معافي في هذا الوطن المنكوب بعصابة حاكمة وبمشايخها.؟؟؟
الحل امامنا .
الاستمرار بطريق الثورة للحفاظ على الوطن معافى واعادته الى سكة السلامة.
والله معنا ..
وسوم: العدد 882